إمبراطور العالم تعطف وقرر إعطاء المنطقة نفحة "حنينة" بزيارته لها بعد استضافته لمؤتمر الفشل الذريع في "أنابوليس".. جرعة الحنان امتزجت بدماء أبرياء يتساقطون يوميا مدرجين بدماء طاهرة في فلسطين والعراق، والسبب هو السياسة العرجاء لأمريكا في إدارتها للأزمات في الشرق الأوسط.. وما يحدث في الأراضي الفلسطينية يؤكد أن ساكن البيت الأبيض أعطي الضوء الأخضر للدولة العبرية للتوسع في المستوطنات كبديل للاستيطان، وبالتالي توقفت عربة المفاوضات؛ لأنه لا يعقل أن تتم في ظل الاستيلاء علي أراض جديدة. نقول لبوش: مواقفكم "مايعة" ولن تحقق أي خطوات في مسيرة السلام التي تتراجع بعد تنحية "الرباعية" عن المشاركة فيها لاستئثار واشنطن بالقضية التي تركتها للعواصف العاتية؛ لأن إدارتكم تجلس في مقاعد المتفرجين. زيارتكم للمنطقة غير مرحب بها.. وأكبر دليل علي ذلك الحشد الأمني المشدد لحمايتكم سيما في إسرائيل التي أحاطت فندق الملك داود بمخابراتها وقوات أمن مهولة ومصفحات لتحول بها المنطقة إلي ساحة حرب. نقول للإمبراطور الذي اهتز مقعده خلف المكتب البيضاوي إن الزيارة لن تبيض وجهك خلال الأيام المتبقية لك في البيت الأبيض الذي تحول إلي دموي؛ لأن ضحايا سياستك الحاقدة تفوقوا علي ضحايا "الحروب الضارية،" بل في عهدك الميمون حققت أمريكا أعلي المستويات في معدلات البطالة وضرب العملة الخضراء بسهام خفض أسعار الفائدة؛ مما أضر الأسواق المالية خاصة المستثمرين في الدولار، وبالتالي أسهم ذلك في تباطؤ النمو وارتفاع التضخم. نقول للرئيس الأمريكي القادم إلينا: لا أهلا.. ولا سهلا.. فالشعوب العربية لا ترحب بزيارتك؛ لانحيازك اللامحدود لإسرائيل التي لا تريد الجنوح للسلام مقابل الأرض؛ لأنها مستمرة في سياسة الاحتلال وسفك الدماء برعاية أمريكية، خاصة بعد سقوط قناع واشنطن بأنها دولة راعية للسلام بينما العكس هو الصحيح؛ لأنها أصبحت راعية للإرهاب الإسرائيلي.