ما هو تأثير تباطؤ الاقتصاد الامريكي علي الاقتصاد المصري ..؟.. وفقاً لتوقعات مؤسسة ميرل لنش في تقرير صدر لها مؤخرا يتوقع دخول أمريكا في موجة من الكساد وتباطؤ النمو واحتمالات بأن ينعكس ذلك علي أسعار البترول ويخفضها إلي 70 دولاراً للبرميل خلال الربع الأخير من العام القادم كذلك انخفاض الدولار إلي مستويات أدني من اليورو والين واستمرار عملات الشرق الأوسط في التحسن وان تصبح الصورة الكبري الايجابية للاسهم في مقابل السندات. "الأسبوعي" استطلعت رأي الخبراء حول هذا الموضوع بداية يري د.أحمد غنيم استاذ الاقتصاد الامريكي سيكون عاملا ايجابيا بأكثر من كونه عاملا سلبيا علي الاقتصاد المصري.. فمن ناحية لن تتأثر الصادرات المصرية إلي السوق الامريكي بدرجة كبيرة فعلي الرغم من ان الصادرات المصرية إلي السوق الامريكي تمثل نسبة ضخمة من صادرتنا إلا انها تمثل نسبة ضعيفة من حجم استهلاكهم لذا فحجم التأثير السلبي الواقع عليها سيكون محدودا جدا اذا ما قارناه بالتأثير المتوقع علي دول كبري في مجال التصدير مثل الصين. كما يلفت غنيم إلي ان صادرات الملابس الجاهزة تتمتع بالميزة التنافسية الممنوحة لها في اطار اتفاقية الكويز وهو ما يضمن لها عدم التأثر بتغيرات السوق الامريكي في حال حدوث الكساد المتوقع. كما يؤكد غنيم ان أوروبا هي الشريك التجاري الاول لمصر وليست أمريكا ومن الملاحظ حاليا ان اليورو يرتفع بقوة في مواجهة الدولار وهو ما يعني ان سلعنا المصدرة لأوروبا ستتمتع بأسعار تنافسية مع السلع المحلية في هذا السوق. ويعتبر غنيم ان التوقعات بشأن استمرار انخفاض الدولار خلال العام القادم ستكون ايجابية أيضا علي الاقتصاد المصري نظرا إلي انها تحجم من ظهور الدولرة معتبرا ان علي البنك المركزي الاستمرار في سياساته النقدية بعدم رفع الجنيه في مواجهة الدولار إلا في حدود معينة وهي السياسات التي اثبتت جدواها مع انخفاض الدولار خلال الفترة الماضية. الاستثمار الخليجي ويؤيده في الرأي د.ابراهيم حجازي رئيس قسم ادارة الاعمال بالجامعة الامريكية حيث يري ان تباطؤ الاقتصاد الامريكي المتزامن مع ارتفاع اسعار البترول سيدفع المستثمرين الخليجيين إلي توجيه قدر من موارد فوائضهم البترولية إلي السوق المصري بدلا من السوق الامريكي وهو ما ظهر بالفعل خلال الفترة الماضية من اقبال الاستثمارات الخليجية علي مصر خاصة في آلمجال العقاري. ويستبعد حجازي ان يحدث انهيار في السوق الامريكي ولكنه يتوقع فقط انخفاضا في الطلب وان هذا الانخفاض لن يظهر بشكل كبير علي السلع الاساسية كالبنزين او القمح بقدر ما سيظهر علي السلع الترفية. ويري إبراهيم حجازي ان مصر مؤهلة خلال العام القادم لتحقيق المزيد من النمو ولكن التحدي الماثل امامها كما اشار تقرير لينش يتمثل في معدلات التضخم المرتفعة والتي بعضها مرهون بظروف عالمية كارتفاع اسعار السلع والطاقة ولكن بعضه ايضا مرتبط بسياسات داخلية مطالب الحكومة بتفصيل سياساتها لاستهداف هذا التضخم بقدر الامكان. وتعتبر د.ضحي عبد الحميد استاذ التمويل بالجامعة الامريكية ان تباطؤ السوق الامريكي سيؤثر علي مصر ولكن بدرجة محدودة نظرا إلي أن السوق المصري يتجه للانفتاح علي الاقتصاد العالمي ولكنه مازال في مرحلة التحول التي تجعله يتسم بدرجة من الانغلاق تحقق له نوعاً من الحماية مشيرة إلي أن استمرار النمو مرهون في مصر بالتطورات الداخلية من حيث القدرة علي تطبيق السياسات المستهدفة في المجالات الصناعية والزراعية، وهو الامر الذي يختلف في الاسواق الاوروبية والآسيوية كما تضيف ضحي والتي تضع الكثير من استثماراتها في السوق الامريكي. وتوقعت ان تعزز الاستثمارات الاجنبية في مصر وخاصة الامريكية من استثماراتها في مصر كسوق ناشئ بعيدا عن معدلات النمو المتباطئة في اسواق الدول المتقدمة كما تتفق ضحي مع تقرير لينش حول ان الاستثمار في الأسهم في السوق المصري سيكون جاذبا عن الاستثمار في السندات في ظل معدلات النمو المتوقعة. ولا تتوقع ضحي انخفاض أسعار البترول علي النحو الذي ذكره التقرير معتبرة ان الانخفاض الملموس سيكون من التوسع في استخدام الطاقات البديلة علي المدي البعيد. أسعار البترول وينبه الخبير الاقتصادي د.شريف دلاور إلي أنه من الصعب توقع اسعار البترول خلال سنة كاملة نظرا إلي الظروف السياسية المتداخلة في المنطقة وعدم القدرة علي توقع طبيعة المناخ في الشتاء القادم ودرجة تأثيره علي معدلات الطلب علي البترول معتبرا ان هذه التوقعات تنشر لاحداث تأثيرات معتمدة علي الاقتصاديات الدولية. كما يعيب دلاور علي التقرير توقعه باستمرار انخفاض الدولار مشيرا إلي أن هناك توجهات حازمة من الادارة الامريكية لحل أزمة الرهن العقاري التي أثرت علي سعر الدولار كما ان الاقتصادات الدولية لا ترغب في استمرار انخفاضه علي المعدلات الحالية. الا ان دلاور يتفق مع التقرير حول توقعاته بالكساد في السوق الامريكي خلال العام القادم معتبرا ان هناك العديد من الشواهد التي تؤكد علي ذلك ويضيف دولار ان مشكلات الاقتصاد الامريكي كان لها انعكاسا كبيرا علي الاقتصاديات الدولية فازمة الرهن العقاري تسببت في خسائر ضخمة للبنوك الأوروبية التي كانت تستثمر في هذا القطاع كما ان التوقع بركود السوق الامريكي دفع البعض للبحث عن أسواق بديلة كاتجاه فرنسا مؤخرا لدعم الاعلاقات الاقتصادية مع ليبيا علي الرغم من تحفظاتها السياسية تجاهها. الا انه بالنسبة لمصر فهي ليست مندمجة بقدر كبير في الاقتصاديات العالمية - الكلام لدولار - لكي تتأثر بهذه الأزمات وربما يكون ابرز اشكال انفتاحها علي العالم من خلال حرية انتقال الأموال من خلال سوق الاوراق المالية وهو الذي ستتزايد تنافسيته في مصر مع تباطؤ الاقتصادات الدولية.