لقد كان الربع الثاني من العام الحالي هو الأكثر ربحية في تاريخ شركات البترول الكبري، ففيه - كما تقول مجلة "الايكونوميست" - قفزت ارباح شركات البترول الغربية الستة الكبري بنسبة 40% لتصبح ارباحها معا 51.6 مليار دولار وكانت ارباح اكبرها وهي اكسون موبيل بمفردها 11.7 مليار دولار وهي أكبر أرباح ربع سنوية تحققها أي شركة امريكية متفوقة بذلك حتي علي أرقامها القياسية السابقة، ولكن لا أحد يتوقع تكرار مثل هذه النتائج في الربع الثالث من العام خاصة بعد تراجع أسعار البترول عن الذروة التي سبق ان وصلت إليها وهي 147 دولارا للبرميل في شهر يولية الماضي. وعلي أية حال، فقد كان المأمول ان يؤدي انخفاض أسعار الطاقة إلي زيادة ارباح الشركات الامريكية الاخري، ولكن اسعار البترول هبطت بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.. وتباطؤ النمو يعني انخفاض الارباح ونحن نعرف ان اسعار البترول زادت 300% بين عام 2002 وعام 2007 ولكن ارباح الشركات زادت 200% فقط، وكلا الأمرين كان يعكس قوة الطلب العالمي - علي حد قول ديفيد روزنبرج الخبير في ميريل لينش. ويقول روزنبرج إن التراجع الاخير في أسعار الطاقة ناجم عن تراجع الطلب لا عن امتناع المضاربين عن المضاربة، وهذا سيكون له عواقب وخيمة علي ربحية الشركات بشكل عام.. وفي تقرير أخير له، حدد روزنبرج اربعة عوامل ستخفض هوامش الربح بشدة، وهي اضطرار الجميع إلي سداد ما عليهم ما ديون في ظل الاوضاع الائتمانية السيئة وانخفاض اسعار الطاقة وتباطؤ النمو خارج الولاياتالمتحدة وعودة الدولار الي قوته، وتوقع الرجل هبوط الارباح بنسبة 7% لشركات مؤشر S&P. S&P500 هبطت بنسبة 31% في الربع الاخير من عام 2007 عما كانت عليه في الربع المماثل من 2006 ثم هبطت بنحو 27% فيما النصف الاول من عام 2008 وهكذا فإن الارباع الثلاثة سالفة الذكر تعد ثاني أسوأ ثلاثة أرباع من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية علي حد قول مارتن بارنيز المحلل في شركة الابحاث بنك كريديه وذلك بالطبع بعد النتائج الاشد سوءا التي حدثت في كساد عام ،2001 ولكن ارباح الشركات الامريكية - عدا شركات القطاع المالي - عادت إلي الزيادة بنسبة 4.6% خلال العام المنتهي بنهاية الربع الثاني من عام 2008 وذلك بفضل ارتفاع اسعار البترول في المقام الأول.