تواجه كندا ما يمكن وصفه بأنه أكبر عملية غزو منذ حرب عام 1812 ولكن الغزو هذه المرة غزو اقتصادي وبدون عسكر وتقول مجلة "فورتشن" إن كثيرا من الشركات الكندية الشهيرة جري بيعها للأجانب خلال العامين الأخيرين وقد أصبح هذا الأمر الآن يزعج حتي أكثر الكنديين تساهلا وعلي سبيل المثال فقد تم بيع هدسونزباي أكبر سلسلة متاجر كندية إلي الملياردير الأمريكي جيري زوكير من ولاية كارولينا الجنوبية أما فنادق فورسيزونز التي يوجد مقرها الرئيسي في تورونتو فقد اشتراها الأمير السعودي الوليد بن طلال وعدد من شركائه الذين من بينهم بيل جيتس وهو ملياردير أمريكي آخر كما نعرف. أما فنكور انترناشيونال أكبر مصانع النبيذ الكندية فقد اشترتها شركة كونستلليشان براندز الامريكية في نيويورك واحدث إهانة تلقاها الكنديون في هذا السبيل والتي تعد أكبر صفقة في التاريخ الكندي فقد تمثلت في بيع شركة الألومنيوم العملاقة "ألكان" هذا الصيف لشركة المناجم البريطانية ريو تنتو مقابل 1.38 مليار دولار. وقد كان شعور المهانة من الصفقة الأخيرة كافيا لكي يدفع توماس كالدويل رئيس مجلس إدارة شركة كالدويل سيكيورتيز في تورونتو إلي نشر إعلان علي صفحة كاملة في ثلاث من كبريات صحف كندا يلوم فيه نخبة من رجال الأعمال في بلادهم عجزهم عن مقاومة هذه الموجة من الاكتسابات الأجنبية للشركات الكندية وقال الرجل في إعلانه إن خسارة كندا لشركاتها وقيادتها الصناعية هي أكبر مأساة في عصرنا الراهن. وربما يبدو الأمر علي هذه الصورة مثيرا أكثر مما يجب خصوصا ونحن نعيش عصر العولمة ولكن الحقيقة أن الطلب علي الأصول الكندية كان ساخنا إلي حد أن حجم صفقات الاندماج والاكتساب التي تمت لحساب الأجانب في كندا قد قفز في الشهور السبعة الأولي من العام الحالي ليصبح 8.154 مليار دولار بعد أن كان لا يتجاوز 5.45 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي بل إنه يفوق حجم الصفقات التي تمت في عام 2006 كله والتي وقفت عند 5.105 مليار دولار. ومن الملاحظ أن معظم صفقات الاندماج والاكتساب لحساب الأجانب تمت في قطاع المناجم والمعادن فشركة النيكل العملاقة إنكو اشترتها شركة CVRD السويدية علي التوالي. ويقول جاك لايتون زعيم الحزب الوطني الديمقراطي إن سياسة الباب المفتوح جعلت الكنديين اشبه بفتيان الكشافة وان العالم كله مندهش من رخاوتنا حتي عندما يتعلق الأمر بمصلحتنا الوطنية أما كين نيومان زعيم نقابة عمال الصلب المتحدين فيؤكد تبرمه عن فقدان كندا لمقدرتها الصناعية ويقول إنه لن تصبح لدينا شركة كندية لصناعة الصلب مع نهاية عام 2007 لأن الكل سينتقل إلي أيدي الأجانب. وتري مجلة "فورتشن" ان شهية الأجانب لشراء شركات المواد الخام والطاقة الكندية لن تتباطأ في أي وقت قريب بالرغم من تشديد اجراءات الاندماج والاكتساب فيما يخص شركات التخارج لأن الشركات متعددة الجنسيات هي التي تعمل في قطاع الاندماج والاكتساب الكندي وليس شركات التخارج ويري جيف رون كبير الاقتصاديين في بنك الاستثمارCIBC .