نعم، تواصلنا مع عناصر إدارة المعرفة الجوهرية وتناولنا عنصر تشخيص المعرفة من حيث مفهومه وأهميته وآلياته.. كما عرضنا تحديد الأهداف المبتغاة من إدارة المعرفة حتي يتسني للإدارة في هذا الصدد أن تتبين طريقها علي نحو سليم وأن تقيم مدي فاعليتها وكفاءتها في تحقيق تلك الأهداف ثم تناولنا عملية صناعة أو توليد المعرفة ووقفنا عند مداخلها ومصادرها سواء بالشراء المباشر أو عن طريق عقود الاستخدام والتوظيف أو من خلال تنمية القدرة علي الفهم والاستيعاب للمعرفة الظاهرة أو الحصول علي تلك المعرفة الكامنة في أذهان وعقول المبدعين أو توليد معرفة جديدة غير مكتشفة وأشرنا إلي كيف تؤدي عملية توليد المعرفة الي توسيعها وكيف يؤدي ذلك إلي تنمية مقدرة المنظمة علي حل المشكلات وتحقيق التميز.. وكانت عملية تخزين المعرفة هي العنصر الرابع الذي توقفنا عنده وعرضنا لأهمية الذكري التنظيمية لأية شركة أو مؤسسة ولآليات وأساليب تخزين المعرفة.. ثم عرضنا بعد ذلك للعنصر الخامس المتمثل في توزيع ونشر المعرفة.. وكل العناصر السابقة لاشك أنها مهمة وضرورية ولكن الأهم هو العنصر السادس الذي نتوقف عنده هنا والمتمثل في تطبيق المعرفة Knowledge Application حيث يتمثل الهدف النهائي من إدارة المعرفة في تطبيق ما هو متاح منها.. وهنا يلزم ان نتوقف عند عدة مفاهيم أو مصطلحات في هذا الصدد وهي: استعمال المعرفة (Use) إعادة الاستعمال (Reuse) الاستفادة (Utili Zation) التطبيق (Application) والقاعدة الأساسية في هذا الصدد هي أن الإدارة الناجحة للمعرفة هي تلك التي تستخدم ما هو متاح من المعرفة في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب.. وتشير تجارب المنظمات والشركات التي توصلت الي تطبيق جيد للمعرفة الي انها قد عينت مديرا للمعرفة وحددت واجباته ومسئولياته فيما يلي: * الحث علي التطبيق الجيد للمعرفة. * وضع الآليات والتدابير المتعلقة بالمشاركة في المعرفة والتنفيذ الدقيق لها. * وضع نظم الاستخدام وإعادة الاستخدام للمعرفة بما تتضمنه من اتصالات غير رسمية والحصول علي التقارير. * توفير المزيد من فرص الاستخدام للمعرفة من خلال التقنيات الحديثة وخاصة الانترانت. * الاهتمام بعمليات التدريب علي تطبيق المعرفة وعمليات التعلم الفردي والجماعي التي تؤدي الي ابتكار معرفة جديدة. * الاهتمام بتوفير سبل استخدام المعرفة في أماكن بعيدة عن مكان توليدها. وللحديث بقية بمشيئة الله..