شهدت السوق المصرية والاقليمية بل والعالمية اقبالا من البنوك علي تأسيس صناديق استثمار إسلامية والتوسع في تقديم الخدمات المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية ويأتي هذا التوسع لتلبية الاحتياجات المتزايدة من قبل المتعاملين مع هذه البنوك سواء مودعين أو مستثمرين أو مقترضين. وطال هذا التوسع البنوك الأجنبية العاملة في مصر والمنطقة العربية والتي قامت باطلاق صناديق استثمار اسلامية في الفترة الماضية ويبقي السؤال: هل العملاء يقبلون علي الصناديق المؤسسة من قبل بنوك أجنبية خاصة وأن البعض يؤكد عدم التزام بعض هذه البنوك بأحكام الشريعة عند إدارة أموال المستثمرين بل وذهب البعض إلي القول بأن البنوك الأجنبية تستغل مثل هذه الأدوات الإسلامية لجذب مزيد من أموال المستثمرين. ويبدو أن هذا الخلاف امتد للمستثمرين المتعاملين مع هذه الصناديق أنفسهم بل وامتد لكل الأوعية والأدوات الإسلامية المطروحة من قبل بنوك أجنبية تعمل داخل مصر أو خارجها. فمنهم من اعتبرها ما هي إلا حيلة لجمع مزيد من الأموال وتحقيق الربح في حين قال آخرون إنها بنوك أجنبية ولا نثق فيها كثيرا خاصة في مسألة تطبيقها والتزامها بأحكام الشريعة الاسلامية ورأي المؤيدون لها إنه من الممكن أن نخوض هذه التجربة لأنها يمكن أن تحقق عائداً أعلي لأنها بنوك ذات ثقل في السوق. وكان سيتي بنك أعلن مؤخرا عن طرح صندوق استثمار إسلامي بالاتفاق مع مؤسسة دي دبليو انفيستمنتس لطرح صناديق النور الاسلامية والتي لاقت اقبالا من جانب المستثمرين في البحرين بعد أن أعلن عن تقديمه لمنتجات إسلامية جديدة ومتطورة هناك. والتقت بنوك اليوم بعدد من عملاء البنوك الاسلامية باعتبارهم الأكثر حرصا علي استثمار أموالهم في كل ما هو إسلامي وكانت ردودهم: رفض سيد شحاتة عميل فرع المصرف المتحد للمعاملات الاسلامية تماما التفكير في أن يكتتب في مثل هذه الصناديق ويري أنه يفضل أن تكون الأوعية التي يتعامل فيها تصدر من بنوك إسلامية بحتة. ويتساءل ما الذي يضمن لي أن تطبق مثل هذه البنوك الأجنبية الضوابط والمعايير الدقيقة للتعاملات المصرفية الإسلامية ويطرح سؤالا آخر ما الذي يجعلني أذهب لبنوك أجنبية وهناك في البنوك المصرية الإسلامية صناديق مشابهة. ويري شحاتة أن مثل هذه البنوك تصدر مثل هذه الأوعية لتحقيق الربح لنفسها ولبلادها فقط في حين أن "بنوكنا تعمل لخير بلدنا". ويضيف شحاتة أن اقبال بعض الافراد علي مثل هذه الأوعية يتوقف علي من يتحري الحلال والحرام أكثر ومن لا يهمه ذلك لا يفرق بين أجنبي أو غير أجنبي. قلق وشك وأبدت ماجدة شاكر مهندسة ديكور وعميلة بالمصرف قلقها تجاه مثل هذه الأوعية الاسلامية التي تطرحها بنوك أجنبية ولأنها تحاول تحري الدقة في الحلال فإنها لن تكتتب فيها وقالت إنها اختارت من البداية أن تكون تعاملاتها مع البنوك الاسلامية فقط لذا فلن تفرق معها كثيرا مسألة العائد الكبير. وتري ماجدة أن هذه أدوات لا تناسبها وأن ما يحكمها هو راحتها النفسية في التعامل. ويشكك عبدالله أحمد علي محاسب وعميل بالمصرف أن يكون الإعلان عن العمل بالشريعة الاسلامية مجرد عنوان ولكن فعليا هذا لا يحدث في ظل أن هذه البنوك تعمل بالنظام الربوي. ويخشي عبدالله مسألة الخلط في أموال البنوك التي تعمل بالنظام التقليدي وتفتح فروعاً إسلامية سواء مصرية أو أجنبية. ويضيف أنه من الصعب أن يطبق مبدأ المعاملات الإسلامية يصدق من جانب من لا يعرفون الإسلام. مالنا بالأجنبي؟! أما محمد حسن مهندس زراعي وعميل لأحد البنوك الاسلامية فكانت له وجهة نظر أخري بأن المصري أفضل فهو لن يتعامل مع البنوك الأجنبية بأي شكل. ويرفض تماما فكرة أن يكتتب في مثل هذه الصناديق لأنه يحاول تحري الحلال بأكبر قدر ممكن فيبعد عن الشبهات فيكون بنك مصري إسلامي هو الأفضل. وكان لنادرة زغلول ربة منزل وعميلة بأحد البنوك رأي آخر فتقول إنهاإذا ما تم طرح مثل هذه الصناديق في مصر فإنها سوف تكتتب فيها لأن البنوك العالمية الكبيرة إذا مما طرحت مثل هذه الصناديق الاسلامية فإنها ستحقق عائداً أفضل. وتؤكد نادرة في نفس الوقت أنها لا تتعامل إلا طبقا لأحكام الشريعة الاسلامية ولكن تتوقع من هذه البنوك أن تقدم جوائز وسحوبات ومزايا أعلي أما بالنسبة لتحري الدقة في المعاملات الاسلامية فهي تتوقع أنها تطبق بالشكل الاسلامي.