عندما يجتمع قادة أغني دول العالم في منتجع هيلجيندام الألماني اليوم الأربعاء فإن أفريقيا ستكون بالقرب من قمة جدول أعمالهم. لكن علي خلاف السنوات السابقة عندما كانت تبذل التعهدات بمساعدات اقتصادية سخية فإنه من المتوقع أن تتبني مجموعة الثماني هذا الأسبوع أسلوبا أقل اهتماما. فالتأكيد سيكون علي سبل زيادة تدفق "استثمارات فعالة" علي القارة مع تفضيل الدول التي تتبني نهج الحكم الصالح حسبما ذكر مسئولون ألمان. ومن المتوقع أن يؤكد قادة مجموعة الثماني مجددا علي تعهداتهم بمضاعفة المساعدات لأفريقيا بحلول عام 2010 وهو هدف يواجه بعضهم مخاطر فقدانه حسبما تري مجموعة "داتا" التي تتبني هذه الدعوة. تقول داتا التي تعني حروفها اختصارا بالانجليزية "ديون إيدز تجارة" أفريقيا إن دول مجموعة الثماني أسهمت بأقل من نصف الأموال المطلوبة للوفاء بالوعد الذي قطعته علي نفسها في جلينياجليس قبل عامين. وحذرت هيئات غير حكومية من أن بعض الدول ربما تؤثر الإعفاء من الديون وتضع ذلك في خانة مساعدات التنمية علي الرغم من أن الدول المتلقية لم تتلق أية مساعدات نقدية. يقول يورين كالينسكي من الفرع الألماني لوكالة الإغاثة أوكسفام إن هذا يوحي بمستوي من الأداء يفتقر إلي الأمانة.. فلم ينفق سنت واحد من مساعدات التنمية الإضافية. تلقت أفريقيا ما يقدر ب 500 مليار دولار من مساعدات التنمية علي مدي نصف القرن الماضي لكن أقل القليل ذهب لمكافحة الفقر في منطقة يعيش فيها واحد من كل ثلاثة علي أقل من دولار واحد يوميا. وبحسب جمعية هيئات الإغاثة الأوروبية ومقرها بروكسل فإن نحو ثلث المساعدات الكلية التي يوفرها الاتحاد الأوروبي يفشل في الوصول إلي المواطنين الأشد فقرا في القارة. يقول الأمير اصفا فوسين اسيريت وهو استشاري أعمال متخصص في أفريقيا والشرق الأوسط إن مشكلات أفريقيا ذات طبيعة سياسية، والأموال لا يمكن أن تستخدم إلا في معالجة الأعراض. ويضيف الأمير وهو ابن شقيق الامبراطور الأثيوبي الراحل هيلاسلاسي: بعض الدول التي استفادت من الإعفاء من الديون تسعد الاَن بالحصول علي قروض جديدة ولكن من الصين هذه المرة. وفي تحذير موجه لها "الصين" توجه وزراء مالية مجموعة الثماني بالرجاء مؤخرا إلي المقرضين ألا يدخلوا أفريقيا إلي دوامة ديون جديدة عبر تقديم قروض جديدة لها بدافع الرغبة في الحصول علي المواد الخام منها. في تعليق لها كتبت صحيفة فرانكفورتر الجماينة الألمانية تقول: إن مساعدات التنمية تحول الناس إلي شحاذين وتجعلهم يعتمدون علي الاَخرين وتصيبهم بالفساد وفي نفس الوقت تخنق المبادرة الاقتصادية. وأضافت الصحيفة: إن البلد الفقير الذي يمول وجوده من المساعدات الاقتصادية وليس من الضرائب التي يدفعها مواطنوه وشركاته لن يطور أية أسواق. وفي نفس الوقت دعت الصحيفة أوروبا لفتح أسواقها بشكل كامل أمام المنتجات الأفريقية تامة الصنع. يقول الأمير اصفا فوسين إن المستفيد الأكبر من إعفاء الديون هم رؤساء الحكومات الذين يسيئون إدارة اقتصادات بلادهم.. وأضاف أنه علي الدول المانحة ألا تخشي انتقاد الأنظمة الفاسدة عديمة الكفاءة في أفريقيا. وربما بربط الاستثمارات الجديدة بالحكم الصالح أن قادة الولاياتالمتحدة واليابان وكندا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وروسيا يتخذون خطوة في الاتجاه الصحيح.