يؤكد الخبراء علي أن قمة مجموعة الثماني التي بدأت أعمالها أمس لاتزال منقسمة حول واحدة من أهم القضايا الأساسية علي جدول الأعمال ألا وهي تقديم المساعدات التي تعهدت بها تجاه القارة الأفريقية السوداء أفقر قارات العالم وأكثرها ثراء من الناحية الطبيعية. فالاجتماع غير العادي لمندوبي هذه الدول سيقرر ما إذا كان سيتم تقرير تعهدات جديدة بمساعدة هذه الدول أو إبداء حسن النية والوعود الجوفاء. وقال مسئولون عن مجموعة الثماني إن العديد من الدول تعارض حتي مجرد إعادة تكرار في المسودة الأخيرة أهداف مؤتمر "جلين ايجيلز" في انجلترا أثناء انعقاد مؤتمر الثمانية الكبار بزيادة المساعدات بمقدار 50 مليار دولار بحلول عام 2010 بسبب خوفهم من الإخفاق في الحلول بهذه التعهدات. وقال وزير التنمية الروسي هيدماير فازوريك لصحيفة ألمانية إنه ليس من المتوقع الاتفاق بشكل جماعي علي تعهدات بالمساعدة. ومع ذلك تأمل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تستضيف القمة في برلين في أن يشهد هذا الحدث أكبر مساعدة للدول الأفريقية وكانت قد أعلنت في العام الماضي زيادة المساعدات بقيمة تتراوح ما بين2 و3 مليارات يورو في الفترة من 2008 إلي 2011 وحثت علي أن تحذو الدول الغنية حذوها. وقال محلل في شركة "أوكيفام" إن قمة الثماني لا تستطيع أن تفي بوعودها بتوفيرمبلغ المساعدات التي تعهدت به منذ عامين وقدره 50 مليار دولار وهو ما يعني أنه خطوة للخلف وهو ما يعني الحنث بالوعود بالنسبة لأفريقيا. وأشار كبير مسئولي البنك الدولي الذي انضم إلي الدعوة التي تنادي مجموعة الثماني بأخذ الريادة في هذا المجال إلي أن المساعدات الخارجية لاتزال ضعيفة جدا، وتراجع مقدار التدفقات الإجمالية علي القارة وشطب الديون من 8.35 مليار دولار في 2005 إلي 1.35 مليار دولار في 2006 وهو بالقطع مبلغ ضئيل لا يرقي بالتعهدات. وتأمل ألمانيا في إنشاء صندوق عالمي لمجموعة الثماني لزيادة المساهمات لمكافحة الإيدز والكوليرا والملاريا في مبادرة تجاه القارة الأفريقية، إلا أن هذا الاقتراح تعترضه المتاعب. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد عرض العام الماضي زيادة المساعدات في الفترة من 2008 إلي 2013 إلي 30 مليار دولار إلا أن هذه الأموال تذهب إلي عدة مجالات.. وأعلنت ألمانيا ترددها عند الإعلان عن هذه المبادرة الأمريكية معلنة أنه بالرغم من أن التعهد يستحق الترحيب في حد ذاته فإن الوقت والتركيز ليس في محله. ويقطع برنارد فابناش منسق القمة وأحد المسئولين عنها الشك بالقين مؤكدا أنه لا يمكن القطع بأن مجموعة الثماني ستكون قادرة علي إصدار اتفاقية مشتركة لزيادة الدعم.