اختتم أمس زعماء قمة دول الثمانى جولتهم الأخيرة ،التى استضافتها مدينة لاكويلا الإيطالية، وأشارت مسودة البيان الختامى للقمة، إلى أن زعماء هذه الدول اتفقوا على إتمام اتفاقية تحرير التجارة العالمية العام المقبل، وهو التوافق الذى حظى بتأييد كبير من دول الاتحاد الأوروبى، كما تعهد قادة المجموعة بإنجاز مفاوضات جولة الدوحة التجارية حول تحرير التجارة العالمية فى 2010، بحسب إعلان مشترك إثر اجتماع لهم أمس الأول، وأعلنت مصادر دبلوماسية أن الدول الغنية توصلت إلى اتفاق «تاريخى» مع الهند والصين وعدد من الدول المصدرة للتلوث بشأن الحد من زيادة درجات الحرارة عالميا عن درجتين مئويتين، مقارنة بمستويات ما قبل عصر الثورة الصناعية، للحيلولة دون حدوث تغيرات تكون لها تداعيات كارثية على المناخ. من جانبها، أكدت الصين أنها غير معنية بهذا الاتفاق، الذى تضمن تقليل انبعاثات غاز (Co2) للنصف وإلى 80% على الأقل للبلاد المتقدمة، وأعلن رئيس المكتب الصحفى بوزارة الخارجية الصينية ما داوتشو عدم التزام بلاده بالاتفاق، وأشار، فى حديث للصحفيين، إلى أن الحكومة الصينية ترى أنه من الضرورى أن تضع الدول المتقدمة فى اعتبارها «الظروف المختلفة» للبلاد النامية والتى تطلق عليها الاقتصاديات الصاعدة وتشكل معا مجموعة جى 5. وعلى إفطار عمل أمس ضم الاقتصاديات ال7 الكبرى، إضافة إلى روسيا، التى تعمل للانضمام مجددا إلى منظمة التجارة العالمية، وزعماء الدول الأفريقية المدعوين لمناقشة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على القارة السمراء، شارك رؤساء دول مصر وليبيا والجزائر وإثيوبيا وأنجولا ونيجيريا والسنغال وجنوب أفريقيا، إضافة للاتحاد الأفريقى فى جلسة العمل، التى انضمت إليها منظمتا التجارة العالمية والتعاون والتنمية الاقتصادية وصندوق النقد الدولى. وفى اجتماع آخر، عقد على هامش القمة، ناقش القادة الأمن الغذائى، فى لقاء انضم إليه دول مجموعة «جى 5» وهى البرازيل والصين والهند والمكسيك وجنوب أفريقيا، إضافة لدول إسبانيا وأستراليا وكوريا الجنوبية وإندونيسيا والدنمارك وهولندا وتركيا. وبخصوص جولة الدوحة، صرح المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامى بأن المفاوضات «تأخذ منحى جيدا» بهدف إكمالها فى 2010 بعد تعطل منذ سنوات بسبب خلافات بين دول الشمال والجنوب حول الملفات الزراعية والصناعية. وفى المسودة النهائية، التى اطلعت عليها «رويترز»، فإن قادة الدول الغنية قرروا خلال اجتماعهم رصد 15 مليار دولار على مدى 3 سنوات للاستثمار الزراعى فى الدول الأشد فقرا وتعزيز الأمن الغذائى، ولم يذكر النص فكرة إقامة صندوق للمساهمات يديره البنك الدولى وهو الاقتراح الذى قدمته الولاياتالمتحدة فى مسودات سابقة، وقال البيان إن قمة مجموعة الثمانى تلتزم التزاما قويا بتقديم ما يكفى من المساعدات الغذائية الطارئة. وكان كانايو نوانزى، رئيس الصندوق الدولى للتنمية الزراعية، قد أكد أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سيعلن مبادرة بقيمة 15 مليار دولار من مجموعة الثمانى والدول الناشئة لضمان الأمن الغذائى فى العالم، وتضمن جدول أعمال الرئيس الأمريكى، أمس، أيضا مناقشات حول المشكلات التى تواجه قارة أفريقيا بالإضافة للاجتماع مع بابا الفاتيكان، واجتمع أوباما بنظيره الجنوب أفريقى جاكوب زوما، قبل أن يعقد مؤتمرا صحفيا حول نتائج أعمال القمة، كما عقد محادثات فى الفاتيكان مع البابا بنديكت السادس عشر، والذى وصفه البيت الأبيض بأنه «سيكون اجتماع مع رئيس دولة آخر»، حيث تناولا قضية الشرق الأوسط والحوار بين الديانات. من جانبها، وصفت الحكومة الفلسطينية المقالة دعوة دول مجموعة الثمانى لإسرائيل بفتح معابر قطاع غزة بأنها مجرد دعاية ل»تحسين صورتها»، وقالت «اللجنة الحكومية لكسر الحصار» التابعة للحكومة المقالة فى بيان صحفى «إن الدعوة وإن جاءت متأخرة إلا أنها تعطى انطباعا لدى هذه الدول أن سياسة العزل والحصار لم تعد مجدية»، وكانت المجموعة قد دعت إلى فتح المعابر ورفع الحصار عن القطاع. أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون فقد قال إن الاتفاق الذى توصلت إليه أغنى دول العالم لتحديد مستوى ارتفاع درجة الحرارة عالميا بدرجتين مئويتين فحسب بحلول عام 2050 ليس كافيا «وينبغى أن تدعمه إجراءات على المدى المتوسط» للحيلولة دون حدوث تداعيات كارثية لظاهرة تغير المناخ، وقال «إنه رغم الترحيب بالالتزامات التى أعرب عنها قادة مجموعة الثمانى واقتصاديات العالم الصاعدة خلال اجتماعهم، إلا أنها ليست كافية» وأضاف «يتعين القيام بأمور أخرى كثيرة إذا أرادت الحكومات التوصل لاتفاق بشأن اتفاقية مناخ جديدة فى ديسمبر المقبل فى كوبنهاجن».