في افتتاح الاجتماعات الدولية لمنظمة "الايزو" العالمية لسلامة الغذاء اللجنة الدولية واللجنة الاوروبية التي اقيمت لاول مرة في مصر قبل ايام من 23 الي 27 ابريل اكد المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة ان الحكومة المصرية تولي اهتماما خاصا بتوفير غذاء صحي وآمن للمواطنين وفقا لمواصفات الجودة العالمية وقال الوزير انه يجري حاليا الاعداد لانشاء الهيئة المصرية لسلامة الغذاء التي ستتولي عملية الرقابة علي انتاج وتداول وتوزيع الاغذية.. وذلك علي نمط منظمة الاغذية العالمية. وفي نفس الفترة تقريبا تقدم ابراهيم أبوعوف عضو مجلس الشعب بطلب احاطة عاجل يطالب فيه بالتحفظ داخل مطحن سندوب علي كميات من القمح تم التصريح بدخولها محافظة الدقهلية وطحنها بعدما اثبت تقرير لجنة الخبراء العليا المشكلة بقرار من النيابة العامة بالمنصورة وجود عينات مثقوبة بنسبة 25% من اجمالي الكمية تحتوي علي بذور حشائش سامة وحشرات يقدر عددها ب75 حشرة للكيلو الواحد من بينها خنفساء الدقيق التي تفرز مادة تسبب سرطان الكبد. تقرير المركز القومي للبحوث منذ ايام قليلة وتحديدا في 17 ابريل الماضي جاء ليؤكد ان القمح لا يصلح للاستخدام الآدمي والحيواني نظرا لتعفن القمح وتحلله ولاشك ان الحديث عن وجود قمح مسرطن داخل مطاحن البلاد امر يدعو للفزع خصوصا ان رغيف العيش امر لايستطيع المواطن المصري - مهما كانت طبقته الاجتماعية الاستغناء عنه ناهيك عن انه اصبح تقريبا الغذاء الرئيسي لملايين المصريين الذين لم يعودوا يجدون الغموس (تفيد تقارير متعددة بأن نسبة المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر تتراوح بين 33 و39%) ويزيد الامر سوءا اننا لانستطيع ان ننصح من لا يجدون رغيف العيش الصحي باستبداله بالكرواسان او الجاتوه وفقا للنصيحة المشهورة لخالدة الذكر ماري انطوانيت لانه من المحتمل ان تتسرب الي بعض المخابز التي تنتج هذه الانواع كميات من القمح المسرطن التي دخلت محافظة الدقهلية وهي تبلغ وفقا لما اعلنه النائب المذكور ثلاثة الاف طن. ارقام مفزعة ومنذ عدة اسابيع بشرتنا حملة صحفية بأننا واولادنا نتغذي منذ سنوات علي البان واجبان مغشوشة بمواد تسبب السرطان وقبلها كان الحديث الذي لم ينته حتي الان عن دخول مبيدات حشرية وبذور زراعية الي مصر وهي تحتوي علي قدر لابأس به من المواد المسببة للسرطان وغيره من الامراض العضال كالفشل الكلوي وامراض الكبد وما الي ذلك فلم يكن مستغربا ان تنتشر الامراض المهلكة هذا الانتشار الملحوظ وبهذه الكثافة التي نشهدها منذ نحو عقدين تقريبا فعلي سبيل المثال نقلت جريدة الدستور قبل ايام تصريحا للدكتور مصطفي طلبة - وهو اول رئيس لاكاديمية البحث العلمي وسكرتير مساعد المنظمة الدولية لحماية البيئة ورئيس لجنة المبيدات في وزارة الزراعة ان عدد المصابين بالسرطان في مصر يساوي نصف عدد المصابين بنفس المرض في البلدان النامية مجتمعة وارجع الدكتور طلبة ارتفاع هذه النسبة الي انتشار المبيدات الزراعية المغشوشة مشيرا الي وجود 5000 منفذ لبيع المبيدات المغشوشة بعيدا عن اجهزة الرقابة كما لم يعد من المستغرب ايضا ان تزيد معدلات الاصابة بالفشل الكلوي من 10 حالات في المليون عام 1974 الي 225 حالة في المليون عام 2004 وفق احصائيات وزارة الصحة التي قدرت ان حوالي 20% من وفيات الاطفال تحت سن الخامسة في المناطق الريفية بسبب مرض الاسهال ومما يضاعف من خطورة الامر تأثر النمو العقلي والعصبي والنفسي والاجتماعي للاطفال الذين يبقون علي قيد الحياة؛ فتقل قدرتهم علي الادراك والتحصيل الدراسي وبالتالي يتعرض رأس المال البشري للتدمير. فاذا اضفنا الي الكوارث الصحية التي تهدد المواطن المصري بفعل الفساد وضعف او انعدام وجود اليات الرقابة الفعالة عاملا آخر هو ارتفاع معدلات الفقر التي لم يعد من الممكن انكارها او التغاضي عنها بعدما سجلت مصر رابع اكبر معدلات الفقر في افريقيا والشرق الاوسط وفقا للاحصاءات الدولية - سنجد ان نسبة كبيرة من المصريين باتوا يعانون من امراض سوء التغذية الناتجة عن الفقر دع جانبا ضعف الثقافة الغذائية - ففي دراسة للدكتور مصطفي احمد صالح الباحث في الكيمياء الحيوية وامراض النقص الغذائي ورئيس معمل ابحاث صحة الحيوان بالوادي الجديد جاء ما يلي: اجريت العديد من دراسات التغذية في مصر علي نقص عنصر اليود منذ عام 1932 م حتي عام 1992 م عن طريق معهد علوم الاغذية والمعهد العالي للصحة العامة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حيث استنتجت هذه الدراسات توطن التورم الدرقي في مناطق محددة في مصر وخاصة الوادي الجديد وبعض محافظات الجنوب.