"نسف معرض القاهرة الدولي" هي المهمة التي اوكلها المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة لشريف سالم رئيس هيئة المعارض الدولية حيث شدد المهندس رشيد عقب زيارته الاخيرة لكل من المانيا وايطاليا والتقاءه برؤساء هيئات المعارض فيها وتفقده لفاعليات كل من معرض هانوفر ومعرض ميلانو الدولي للاثاث علي حتمية تطوير هيئة المعارض المصرية وفقا للمواصفات العالمية مؤكدا ضرورة وضع منظومة كاملة لاعادة تنظيم المعارض في مصر. وللحق فإن وصف "نسف" الذي استعان به المهندس رشيد للاجابة علي تساؤلات احد الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب افتتاحه للجناح المصري في معرض ميلانو الدولي حول.. خطة تطوير "هيئة المعارض المصرية" هو الوصف الصحيح لما ينبغي ان يتم خلال الفترة القادمة. فالنسف يعني ان شيئا جديداً تماما سيقام علي انقاض ما تم نسفه وهو المطلوب بشدة خلال الفترة القادمة. المتابع للمعارض الدولية يكتشف ان هناك بوناً شاسعاً ما بين ما يجري في هذه المعارض وما يتم في معارضنا فإذا اخذنا علي سبيل المثال معرض ميلانو الدولي للاثاث وهو من اهم معارض الاثاث العالمية ان حجم المشاركة فيه خلال العام الحالي بلغ 2448 شركة منها 613 شركة اجنبية هذا الي جانب ان المعرض نفسه ينقسم الي عدد من المعارض المتخصصة "للاثاث، اكسسوارات الاثاث، الاضاءة، مصممي الاثاث.." هذا الي جانب حقيقة اساسية لايمكن ان نغفل عنها وهو ان المعرض بهذا التطور ينعش الي جانبه البلد كله من خلال ما يتيحه من فرص عمل من جهة واستعانته بخدمات القطاعات الاخري من جهة ثانية والمهم من هذا انه ينعش صناعة السياحة وكما يقول القنصل التجاري في ميلانو ان ميلانو تستضيف شهريا عددا من المعارض المتخصصة وان هذه المعارض نجحت في ان يتمخض عنها العديد من المناسبات الاقتصادية والشراكات ما بين الشركات الايطالية ونظيرتها في دول العالم المختلفة. وما يطمح اليه المهندس رشيد هو عودة الريادة مرة اخري الي القاهرة لتعود مرة اخري الي جذب المعارض، وبحيث تصبح هذه المعارض جزءاً اصيلاً من منظومة تطوير السياحة والصناعة في مصر. ولتحقيق ما يطمح اليه فقد بدأ بالفعل المهندس رشيد في الاستعانة بالخبرات الايطالية والالمانية وناقش معهم امكانية تقديم مقترحات محددة حول تطوير هيئة المعارض المصرية. ومن المقرر ان يأتي الي مصر خلال شهر يونية القادم وفد من هيئة معارض ميلانو للبدء في اعداد الدراسة الخاصة بعملية التطوير ومراجعة تجارب الدول التي نجحت في ان يكون لديها صناعة معارض متميزة مثل دبيوالمانيا وغيرها من التجارب. ويبدي شريف سالم رئيس هيئة المعارض الدولية تفاؤله بإمكانية لحاق مصر بهذا الركب فيقول ان صناعة المعارض صناعة مهمة ويتوافر لمصر كل الامكانات والمقومات التي تسمح لها بارساء دعائم صناعة ضخمة للمعارض والمؤتمرات. وقال ان موقع مصر الاستراتيجية وقربها من العديد من الدول يعطيها الاولوية في هذا المجال مشيرا الي انه اذا كانت افريقيا عموما نصيبها متواضع للغاية في هذه الصناعة فإنه مع الخطة الجديدة الجاري وضعها حاليا لتحديث هذه الصناعة في مصر وتحديث النظام المعمول به فإنه من المتوقع ان تحتل مصر مكانة متميزة علي خريطة المعارض العالمية. وقال انه من خلال هذه المبادرات الجادة التي تم الاتفاق عليها في هانوفر وميلانو من الممكن ان تحدث طفرة مهمة خلال 3 سنوات في هذا المجال. ومن ناحية اخري فإن المراقبين للمشاركة المصرية في معرض ميلانو الدولي للاثاث خلال هذا العام يجدون ان هذه المشاركة قد اخذت ابعادا جديدة لعل اهمها هو البعد الدولي الذي نقل صناعة الاثاث المصرية من المحلية الي العالمية حيث نجح حضور المصمم العالمي "كريم رشيد" لزيارة الجناح المصري الذي يحمل تصميماته "في القاء الضوء" خلال المعرض علي صناعة الاثاث المصرية وجذبا للكثيرين من اتباع كريم رشيد والذي يحتل المرتبة الثالثة علي مستوي العالم كمصمم عالمي لمتابعة اخر اعماله وهو ما اعطي ثقة في ان مصر تمكن ان يقدم منتجات علي مستوي عال من الذوق والجودة وبما يتناسب مع متطلبات الاسواق العالمية. اضف الي هذا ان افتتاح المهندس رشيد للجناح المصري للمعرض وحرصه علي الالتقاء بكبار مصنعي الاثاث في ميلانو وكذا رؤساء المراكز التكنولوجية افسح مجالا رحباً للتعاون بين الشركات المصرية ونظيرتها الايطالية وكذا اتاحة المزيد من الفرص والبرامج التدريبية علي اعمال التشطيب والدهان والتنجيد والتصميم للعاملين المصريين في مجال الاثاث علي ايدي الخبراء الايطاليين.