بعد أن كان نشاطها موسميا شهدت العديد من القطاعات خلال الأسابيع القليلة الماضية نشاطاً لم تشهده منذ سنوات وأصبح لها نصيب الأسد من احجام التداول اليومية وبدأت تتوارى قطاعات أخرى وضعف الاقبال عليها وخرج صناع السوق منها ويأتى فى مقدمتها أسهم قطاع المطاحن والأسمنت فيما تصدرت اسهم النشاطات الترفيهية والبنوك نصيب الأسد وأصبحت تتمتع بأكبر حجم تداول يومى. فكثير من المحافظ الاستثمارية فى السوق تشهد حاليا عملية اعادة هيكلة للمحافظ الاستثمارية بين قطاعات السوق المختلفة وهو ما انعكس على اداء البورصة خلال الاسبوع الماضى. أشارت مريان عزمى إلى ان من القطاعات التى بدأت تتوارى وتضعف سيولتها خلال الفترة الماضية قطاع الشركات القابضة وسهم هيرمس تحديدا فجميع المستثمرين فى السهم ينتظرون أخبار المجموعة المالية هيرمس التى تأخرت نتيجة لعدم وصول الشركات الى اتفاقيات ترضى المساهمين. وأضافت مريان انه فى المقابل اصبح القطاع المصرفى الحصان الرابح فى البورصة فى الفترة الحالية نتيجة رغبة المؤسسات الاقليمية والعربية والعالمية للاستحواذ على حصص فى السوق المصرفى فى مصر ساهم فى مضاعفة تقييمات البنوك بغض النظر عن مضاعفات الربحية أو ارباح القطاع. وأضافت ان الاندماجات والكيانات الكبرى المتوقع ظهورها خلال الفترة المقبلة ستجعل القطاع المصرفى مختلفاً تماما عما هو عليه الآن مما جعل اسهمه مغرية للشراء ذلك بالاضافة الى كثرة الانباء الايجابية التى يزخر بها القطاع فى الفترة الحالية والتى يأتى فى مقدمتها طرح حصص المال العام فى عدد من البنوك مثل التمويل المصرى السعودى وزيادات رؤوس أموال بنوك أخرى مثل الاسكندرية البحرى والصادرات وسوسيتيه ويأتى مع كل ذلك قرب طرح حصة ال15% من أسهم الاسكندرية فى البورصة المصرية الذى أصبح ملك مجموعة سان باولو الايطالية. وأكدت مريان عزمى ان طرح هذا السهم فى البورصة سوف يدعم قوة قطاع البنوك ويدعم التواجد الاجنبى فى البورصة المصرية. توقعات متفائلة واختلف هاني زارع مدير شركة كايرو كابيتال لتداول الأوراق المالية مؤكدا ان قطاع البنوك لن يصبح محط انظار المتعاملين فى سوق الأوراق المالية خلال الفترة المقبلة ذلك بعد اعلان العروض على اسهم البنك الوطنى للتنمية والذى جاء أقل من توقعات العديد من المتعاملين حيث قادت المضاربات والتوقعات المتفائلة السهم الى مستوى 40 جنيها وبالتالى جاء العرض الذى لم يتجاوز 11 جنيها مخيبا لآمال المستثمرين مما اثر على نفسية المتعاملين تجاه قطاع البنوك ككل. ومن جانبه اختلف معتصم الشهيدى مع الكلام السابق مؤكدا ان قطاع البنوك سيظل ضمن القطاعات التى ستتمتع بنصيب الأسد من أحجام التداول واهتمام المستثمرين خلال الفترة المقبلة. وأكد ان ما حدث مع البنك الوطنى للتنمية لا يمكن تعميمه على باقى البنوك فيجب النظر الى كل حالة بمفردها حسب قوة المركز المالى للبنك فالبنك الوطنى للتنمية يعاني من العديد من المشاكل المالية وبالتالى فإن دخول مستثمر رئيسى الى البنك من شأنه تحسين المركز المالى ورفع رأسمال البنك وتحسين فرص توسعه المستقبلية ويختلف الوضع هنا عن بنوك أخرى ذات مركز مالى قوى قدمت عليها عروض قوية فلا ننسى مثلا صفقة شراء بنك الاسكندرية من قبل بنك سان باولو الايطالى. واضاف الشهيدى ان النشاطات الترفيهية بقيادة المصرية للمنتجعات السياحية أصبح محط انظار أغلب المستثمرين خلال الفترة الماضية وأصبح بمثابة السهم القائد لتعاملات الأفراد فى الوقت الحالى والذى تتركز فيه نسبة كبيرة من محافظ الافراد بعد ان كان السهم القائد للسوق هو سهم هيرمس خلال 2005 و2006. وأكد ان سهمى المصرية للمنتجعات السياحية واوراسكوم للفنادق قائدا اسهم قطاع السياحة بالبورصة حاليا مما لهم من اغراءات سعرية ومشروعات متنوعة لشركة اوراسكوم للفنادق فى عدة مناطق منها سويسرا واليمن وعمان والاردن. وأما شركة المنتجعات السياحية فتتمثل أهم استثمارات الشركة فى شركة سهل الحشيش للاستثمار السياحى بنسبة 54.7% بعدد 1.6 مليون سهم بقيمة اسمية للسهم 10 جنيهات ويعتبر سهل حشيش نشاط الشركة الرئيسى لتنمية الاراضى واعادة بيعها مما له عظيم الأثر على ميزانية الشركة والتى قفزت بارباحها إلى أكثر من الضعف. وأكد اشهيدى ان اسهم السياحة على الرغم من أنها ينتظرها المزيد من النشاط خلال الفترة الحالية بدعم من الأنباء الايجابية داخل القطاع الا انها تدخل ضمن قائمة الأسهم الاكثر مخاطرة وهى على العكس من الكلام السابق عرضة للتأثر بأىة اضطرابات أمنية فى المنطقة أو أىة حوادث إرهابية. احجام التداول ومن جانبه أشار عمرو عبد الرازق المحلل المالى بقسم البحوث بشركة الشروق لتداول الأوراق المالية إلى أن اسهم العقارات اصبحت من القطاعات التى تصدرت حجم التداول بعد ان كان نشاطه موسمىا ذلك بعد اعلان الشركة القومية للتشييد والبناء على لسان مصادر بها من خلال الصحف عن قرب الانتهاء من صفقات بيع عدد من شركات الاسكان والمقاولات الحكومية على رأسها شركة الشمس للاسكان التى تعد أصغر شركة اسكان حكومية على الساحة حاليا رغم ما تملكه من مساحات شاسعة للأراضى غير مستغلة. وأكد عمرو ان قطاع المطاحن اصبح بعيدا عن انظار المستثمرين خلال الفترة الماضية فاتسم أداؤه بحالة من التذبذب الشديد بسبب القرارات التي اتخذتها وزارة التضامن الاجتماعى بمشاركة القطاع الخاص مع شركات القطاع العام فى طحن الدقيق مما تسبب فى تهديد الحصة السوقية لهذه الشركات وأدى إلى تدخل الدولة ممثلة فى وزارة الاستثمار فى اتخاذ قرارات من شأنها الحد من التأثير السلبى لهذه القرارات على القطاع. وأضاف عمرو ان قطاع الاسمنت أصبح أيضا من القطاعات التى أصبحت غير جاذبة خلال الفترة الماضية بعد ان كان حصان البورصة الأسود السنوات الماضية وذلك نتيجة لقرارات فرض رسوم على صادرات الحديد والاسمنت على نتائج الأعمال المتوقعة لشركات الحديد والصلب والاسمنت المدرجة فى البورصة وبالتالى على القيم العادلة لتلك الاسهم واسعار تداولها فى السوق.