رغم الاشارات المتعارضة التي ترسلها أطراف اللجنة الرباعية حول الموقف من اتفاق مكة وحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجاري العمل علي تشكيلها إلا أن الجولة التي يقوم بها الرئيس عباس لعدة عواصم أوروبية وفي مقابلها جولة يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الي عواصم عربية واوروبية ربما هذه الجولات المكوكية لطرفي السلطة المراد تشكيلها بعد حالة من المخاض العسير سوف تسهل علي بعض اطراف اللجنة الرباعية اتخاذ موقف أكثر اقترابا من تأييد الحكومة الفلسطينية المتوقعة خلال أيام. من جهته يروج عباس لاتفاق مكة بكل جهد ودأب حتي يفك المجتمع الدولي حصاره عن الشعب الفلسطيني ففي جملة تسويته للاتفاق فان عباس يري ان موقف حماس قد تغير كثيرا مبررا ذلك لمن مازال مصرا علي ان حماس ارهابية ولا يمكن التعامل معها فهو يري ان علي المرء أن يقرأ موقف حركة حماس من خلال رسالة التكليف لرئيس الحكومة اسماعيل هنية والتي تحمل الكثير من المضامين التي تتوافق والمعايير المطروحة من جانب الرباعية وهذا في حد ذاته لا يتعارض والشروط الثلاثة التي تصر عليها الإدارة الأمريكية واسرائيل والرباعية. وهو ذات الموقف الذي اكده خالد مشعل اثناء زيارته للقاهرة قبل أيام لتسويق اتفاق مكة حينما قال انه ينبغي علي المجتمع الدولي ان يدرك ان المرحلة الجديدة مختلفة واستحقاقاتها مختلفة مشيرا الي ان اتفاق مكة جاء تتويجا لجهود اطراف عديدة منها مصر وسوريا وقطر والسعودية ومبادرات عدد من القادة العرب في السودان واليمن وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالاضافة الي الجهود الفلسطينية الداخلية وقال مشعل ايضا ان الرباعية الدولية والمجتمع الدولي غير معنيين بموقف حماس وفتح لانهما قوي فلسطينية من حقهما تبني أية رؤية سياسية وان هناك حكومة واضحة المعالم لها برنامج سياسي واضح مبني علي خطاب التكليف واتفاق مكة وصلاحية الرئيس الفلسطيني في اجراء المفاوضات. ان هذه التصريحات التي أدلي بها مشعل في القاهرة هي منطقة تحول صينية في موقف الحركة من المجتمع الدولي ككل ونظرته للقضية الفلسطينية وهذا يعزز رؤية عباس حينما قال ان علي المرء ان يقرأ موقف حماس من خلال رسالة التكليف لرئيس الحكومة، ان هذه التصريحات والدلالات التي تحملها تشير الي ان الفلسطينيين قدموا كل ما يريده المجتمع الدولي سواء صراحة أو ضمنيا ويأتي الدور الآن علي موقف الرباعية من هذه الحكومة والتي في أغلب الظن ان الفلسطينيين ليسوا وحدهم من ينتظر تشكيلها بصرف النظر عن مسمياتها كما ان الخطابا ت السياسية والتصريحات المنتقدة لاتفاق مكة هنا أو هناك لن تنجح في تعديل هذا الاتفاق ليس فقط لانه يستجيب رلي مصالح الشعب في اللحظة الراهنة فحسب ولكن لانه نتيجة لميزان القوي السياسي والاتحاد التنظيمي مع فصيلي الاستقطاب في فلسطين فتح وحماس بالاضافة الي ان هذا الاتفاق بكل بنوده بات ينال تغطية عربية اقليمية. كما ان الشعب الفلسطيني لن يتخلي أبدا عن السلام الضامن لحقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة. وعلي أي الأحوال فإن الجولة المكوكية التي يقوم بها عباس لتسويق الحكومة هي مفيدة في شرح وجهة النظر الفلسطينية واسباب الاتفاق علي اتفاق مكة فقد عقب خافيير سولانا الممثل الاعلي للاتحاد الاوروبي عقب لقائه بالرئيس عباس بأن الاتحاد الاوروبي لن يتخلي أبدا عن الشعب الفلسطيني وأغلب الظن انه لا يوجد مشكلة بين الطرفين الأساسين للحكومة الفلسطينية القادمة "فتح وحماس" في التعامل مع الموقف الاوروبي وهو طرف رئيسي في اللجنة الرباعية اما فيما يخص حماس فان علي الأوروبيين ألا ينسوا تصريحات السيد خالد مشعل بكل مدة وجيزة والقائلة بأن حماس تعتبر اسرائيل أمرا واقعا في المنطقة بالاضافة الي جملة تصريحاته التي أدلي بها عبر وسائل الاعلام سواء في القاهرة أو في دمشق أو اثناء جولته العربية والاوروبية وقد تكون الاشارات التي عبر عنها الموقف الاوروبي بعدم التخلي أبدا عن الشعب الفلسطيني هو موقف أيضا جديد وغير تقليدي من هذا الشعب الذي طالما عاني ويلات الاحتلال وحصار المجتمع الدولي والتعسف الامريكي لصالح إسرائيل!!