أصبحت شركات الطيران الأمريكية خصوصا ونظيرتها الأوروبية عموما وربما في أغلب دول العالم تعاني فوضي لم يسبق لها مثيل سواء منذ بداية إقلاع رحلات النقل الجوي وحتي وصولها، حتي أن تأخر إقلاع طائرة كان أمرا مثيرا للسخرية حتي وقت قصير وربما يصعب تصديقه السنوات الماضية إلا أنه أصبح الاَن أمرا اعتياديا. ولكن الاَن خصوصا في عام 2005 سجلت هذه الصناعة تراجعا ملحوظا وسجلت رقما قياسيا في فقد حقائب السفر والأمتعة ناهيك عن التأخيرات التي تستلزم ساعات طويلة من الانتظار سواء لإجراء صيانة أو لعوامل جوية قهرية أو لعدم الاستعداد الكافي والتخبط في أجهزة مراقبة الملاحة، ولعل من أبرز الأسباب لحل تفاقم هذه المشكلات التي أفقدت الكثير من خطوط الطيران في العالم الكثير من مصداقيتها وكبدتها خسائر كثيرة هو الاستغناء عن نسب كبيرة من القوة العاملة في محاولة للاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة التي لم تصل بعد إلي مستوي يؤهلها لحل المصاعب والمشكلات الطارئة كما لا يستطيع القيام ببعض الواجبات التي تستلزم القيام بمجهود بشري، كما تحد قوانين حماية العمال من العمل لساعات طويلة وبالتالي وفي ظل وصول معدلات التأخير للإقلاع أو الوصول لمستويات قياسية قد يستلزم الأمر من الركاب الانتظار لحين السماح لنفس الطيار بالإقلاع أو استبدال طيار اَخر به. وبلغت معدلات التأخير مستويات لم تكن مسبوقة في العادة وتتجاوز أحيانا الأربع والعشرين ساعة في بعض رحلات الطيران الداخلي. وفي الولاياتالمتحدة تقدم مائة ألف مسافر بشكاوي بشأن تدني خدمات الطيران إلي أدني مستوي منذ 1999 وحتي 2005. ويحكي الكثير من المسافرين عن سوء الخدمة في شركات طيران أمريكية لها شهرتها ومنها الرحلة رقم 1348 التي تعرضت إلي عاصفة ترابية أدت إلي تعطيلها مرتين واضطرت للهبوط الاضطراري أكثر من مرة. ومن بين الانتقادات الموجهة لخطوط الطيران الأمريكي عدم دقة إدارة التنبؤات الجوية التي لا تعطي معلومات صحيحة تحدد المسارات الملاحية ومناطق الضغط والخطر بها قد يسبب كارثة سواء بسبب معلومات خاطئة قد تعرض الطائرات للخطر المحقق وهو ما دعا إلي وضع مراكز لتطوير وتدريب العاملين في هذه الإدارات بالغة الحيوية التي أصبحت استنتاجاتها تعتمد كثيرا علي التنبؤات أو بعض الظواهر الطبيعية التي أحيانا لا تعطي المؤشر المناسب. ومن بين المشكلات الأخري اتساع حركة النقل الجوي في المطارات الأمريكية سواء داخليا أو خارجيا. ومثل هذه العقبات لا تقتصر فقط علي الوقت المهدر والحقائب والأمتعة المفقودة بل إنها تكبد الراكبين الكثير من الخسائر وتشيع جوا من القلق والخوف الذي يصل إلي حد الفزع لأن جميعهم لا يستوعبون أو لا يصدقون ما يحدث، ولذلك تري الخوف في وجوههم، والأهم الإحساس بعدم الثقة وبالتالي تكون تجربة سلبية، كما تمنعهم من حضور مناسبات خاصة ولقاءات عمل مهمة. وتحاول السلطات تبرير هذه المشكلات بالقول بأن المسارات الجوية ازدحمت بصورة كبيرة بالطائرات وأصبح معدل هبوط وإقلاع الطائرات كثيفا.