الحديث كل يوم عن خسائر القوات الأمريكية والبريطانية في العراق التي احتلتها الدولتان عام 2003. ولكن لا أحد يتكلم عن الخسائر في أفغانستان التي احتلت قبل ذلك بعامين أي عام 2001. للولايات المتحدة 11800 جندي في أفغانستان وقد فقدت حتي الآن 350 جنديا أغلبهم في معارك وعمليات انتحارية في جنوبأفغانستان ثم في شرقها. ولبريطانيا 6000 جندي وقد قتل منهم 39. وقد اشتدت وتضاعفت عمليات طالبان ضد القوات الأمريكية والبريطانية في الفترة الأخيرة مما دعا بوش وبلير إلي أن يطلبا من حلفائهم الأوروبيين في أفغانستان، ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا إلي المشاركة بفعالية في القتال ضد طالبان. وقال الزعيمان: إن أمريكا وبريطانيا وكندا واستونيا وهولندا هي التي تتحمل النصيب الأكبر من القتلي في أفغانستان. وطلب الزعيمان زيادة عدد القوات المحاربة في أفغانستان وتدعيمها بمزيد من المعدات. وقالا: كندا مثلا خسرت 44 جنديا في أفغانستان. وإذا لم تقدم الدول المشاركة في احتلال أفغانستان وعددها 26 دولة فإن الهزيمة ستلحق بقوات التحالف في أفغانستان. ومعروف أن أخطر المناطق هي في الجنوب وترفض أغلب الدول نشر قوات فيه. وقد أعلنت السيدة انجيلا ميركيل المستشارة الألمانية ان القوات الألمانية وعددها 2700 ستبقي في الشمال المسالم والهادئ نسبيا وترفض نقل هذه القوات إلي الجنوب. أما بالنسبة لفرنسا فقد وافقت علي نقل عدد محدود من قواتها 1100 جندي إلي مناطق خارج العاصمة كابول. ورفض رومانو برودي رئيس وزراء إيطاليا أي تغيير في مواقع القوات الإيطالية 1100 جندي. وتحاول أمريكا وبريطانيا بكل الطرق اقناع دول حلف الأطلسي بالمشاركة في أعباء المعارك في أفغانستان لأن هذه الدول تصر علي أن تكون قواتها مجرد قوات احتلال وليست قوات محاربة. ومن هنا فإن أمريكا بالذات تشعر بأن هذه نهاية حلف الأطلسي. ومن هنا فإن بريطانيا والولايات المتحدة بدأتا تشعران بأعباء الاحتلال وتكاليفه البشرية في الدولتين! وقد أعلن توني بلير خطأ التقديرات البريطانية قبل الحرب في أفغانستان بأن النصر مضمون! محسن محمد