تواجد المستثمرين العرب في السوق المصري أصبح محل جدل وقلق باعتبارهم السبب الرئيسي لدفع السوق نحو التراجع في الوقت الذي لايوجد به ما يبرر ذلك تحولت مضارباتهم الي مقامرة هدفها الرئيسي تحقيق اعلي عائد ممكن وليذهب السوق الي الجحيم ويساعدهم في ذلك سياسة "القطيع" السمة الرئيسية لمعظم المتعاملين في السوق المصري واندفاعهم العشوائي بلا مبرر وراء تصرفات العرب!! اكد الخبراء انه لا يوجد من يقف ضد تحرك السوق وفقاً "لميكانيزم" العرض والطلب، لكن مطلوب قواعد تحكم هذه الآلية لان سوق المال يختلف عن اي سوق اخر. اشاروا الي ان المستثمرين العرب عطلوا صعود السوق ثلاث مرات علي الاقل منذ شهر يونية الماضي ولابد من رقابة تحدد طريقة دخولهم وخروجهم من والي السوق او ان يرحلوا بعيداً خاصة ان اموالهم تضر اكثر مما تفيد.. اضافوا ان مضارباتهم السبب الرئيسي في هبوط السوق الاسبوع الماضي رغم عدم وجود اسباب صريحة لهذا الهبوط في الوقت الذي كان السوق يشهد فيه العديد من الاخبار التي تدل علي قوته واستقراره واتجاهه للصعود. اشاروا الي ان الانهيار الذي تشهده بورصات الخليج من الممكن ان يؤثر لدينا ولكن ليس بهذه الصورة". دورات قصيرة اكد عيسي فتحي العضو المنتدب للمجموعة الاستراتيجية لتداول الاوراق المالية ان سعر الفائدة ليس المسئول الاول عن التراجع الملحوظ الذي شهده السوق خلال الاسبوع الماضي الذي صاحبه قلق متزايد من جانب العديد من المستثمرين خاصة فاقدي الخبرة والوعي. اضاف ان الهبوط خلال الايام القليلة من الاسبوع الماضي تحددت ملامحه مسبقاً ولابد من التعامل مع السوق بصورة اكثر وعياً ودراية لانه هناك من استطاع ان يحقق ارباحاً ومكاسب معقولة ومرضية الامر الذي ادي بالضرورة الي وجود عمليات جني ارباح ملحوظة دفعت السوق نحو التراجع. اوضح ان المستثمر غير الرشيد من اهم السلبيات بالسوق حالياً وهو كثيراً ما يزيد حجم المشكلة وهبوط السوق بدون وعي لان المستثمر عليه ان يعي تماماً اننا نتعامل مع دورات سعرية قد تكون الاعلي او لاسفل في حالات الشراء وحالات البيع ومن ثم جني الارباح وهو امر في جميع اسواق العالم! وما يدعو للقلق الحقيقي عدم اتباع سياسة معينة للتعامل مع السوق في حالات هبوطه من جانب المستثمرين وعلهيم ان يستفيدوا من جميع الاوضاع سواء الاتجاه الصعودي او الهبوطي.. اكد ان السوق في هذه المرحلة يعتمد بصورة اساسية علي الدورات القصيرة جداً اي ان الصعود لن يستمر لفترات طويلة، كذلك الهبوط وهناك مستثمرون محترفون قادرون علي قيادة السوق. اضاف ان عمليات البيع الكبيرة للمستثمرين العرب في السوق كان لها دور كبير في دفعه نحو التراجع الاسبوع الماضي مشيراً الي ان المستثمر العربي ما هو الا مضارب حتي ان لم يحقق أية مكاسب وطبيعة سلوكه "مضاربة" اكثر منها استثمار. اشار إلي انه منذ نهاية اغسطس الماضي وحتي الان لوحظ ان مبيعات العرب تفوق مشترياتهم بصورة كبيرة جداً الي جانب الهبوط الشديد في البورصات العربية وادائها الغير مقنع. اكد ان كل هذه عوامل ساعدت بقدر كبير علي دفع البورصة نحو التراجع الاسبوع الماضي مستبعداً ان يكون هناك ما يدعو الي القلق والتوتر خاصة ان الامور تسير بصورة منطقية وطبيعية وهناك دور واضح وقوي للمؤسسات تجاوزت 30% في الشراء. اشار الي ان سعر الفائدة قد يكون له دور مؤثر، لكن في الاسواق الكبري مثل اوروبا وامريكا لان المستثمرين هناك في هذه الدول علي دراية كاملة وخبرة ووعي. عشوائية القرار اوضح محمود مصطفي شعبان خبير سوق الاوراق المالية ان البورصات العربية يغلب عليها دائماً طابع المضاربة وهو امر يختلف عن السوق لدينا تماماً لانه قد يكون لدينا في السوق المصري اسهم مضاربة، لكن لا ينطبق هذا علي البورصة كلها. طالب بضرورة ان يكون هناك وعي لدي المستثمرين في السوق المصري والقدرة علي الفريق بين البورصات المضاربة واتباع استراتيجية سليمة للاستثمار لتجنب المخاطر تساعده علي كيفية التعامل مع البورصة في حالات هبوطها بدلاً من التصرفات العشوائية التي تزيد من هبوط السوق.