قال الرئيس الأمريكي جورج بوش منذ أيام إن إيران استجابت بمزيد من التحدي والمماطلة للمطالب الدولية بوقف برنامج التخصيب الإيراني، مؤكدا أن طهران حتما ستواجه عواقب ذلك التصرف. وفي معرض كلامه عن إيران قال الرئيس الأمريكي إن الحرب التي وقعت في لبنان بين إسرائيل وبين مقاتلي حزب الله المدعومين من إيران تكشف بجلاء أن العالم يواجه خطرا داهما من قبل النظام الإيراني المتشدد، وأن الأمر سيكون سيئا إذا امتلكت إيران أسلحة نووية. وأكد بوش عزم الولاياتالمتحدة علي التصدي لإيران بقوله: لن نسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية لقد اخترنا وعلي الإيرانيين أن يحسموا خياراتهم. وطبعا انتهت المهلة التي حددها مجلس الأمن لإيران في 31/8/2006 لوقف تخصيب اليورانيوم بمزيد من التشدد الإيراني التي أعلنت أنها لن تتخلي عن تصنيع الوقود النووي وأنها مستعدة للمواجهة بإتمامها لمراحل مناورة عسكرية ضخمة بإجراء تجارب لإطلاق صاروخ بعيد المدي. وحاولت إيران أن تجد مخرجا من العزلة الدولية التي تحاول الولاياتالمتحدة فرضها عليها بإعلان الرئيس الإيراني أن أسلحته ليست موجهة لإسرائيل، ولكن هذا التصريح ضاع في غمرة التحديات الكلامية الدائرة بين واشنطنوطهران. ولعله مما يغري إيران بالتحدي لواشنطن وحلفائها الغربيين تدهور أوضاع السياسة الأمريكية علي المستوي الدولي رغم نجاح الدبلوماسية الأمريكية في السيطرة علي مجلس الأمن، فكل القضايا التي تصدت لها الولاياتالمتحدة تعاني مأساة سواء في أفغانستان أو العراق أو فلسطين.. ولعل عجز الولاياتالمتحدة الواضح عن تحقيق نتائج يشجع إيران علي التحدي وعدم الممانعة في المنازلة. وربما تلعب إيران بورقة المصالح الأمريكية في الخليج والشرق الأوسط وتتخذ من تلك المصالح رهينة وتراهن علي عجز الولاياتالمتحدة عن مواجهة عسكرية حاسمة بعد تجربة إسرائيل مع حزب الله حيث دمرت لبنان ولكنها لم تقض علي حزب الله مع الفارق في القوة بين حزب الله وبين إيران، وضيق مجال المناورة أمامه في مقابل اتساع مجال المناورة أمام إيران. والسؤال الاَن إلي أي حد الولاياتالمتحدة مستعدة لتلقي ضربة لمصالحها في الخليج والعراق، ومدي تقبلها لحجم الدمار الذي يمكن أن يحدث لحلفائها، ومقابل ماذا؟ وهل تستطيع الولاياتالمتحدة أن تصل إلي المرافق النووية الإيرانية؟ وربما يكون العامل الغائب عن الأذهان حقا عند حساب هذه اللعبة المعقدة أن إيران تمتلك قوة لا يمكن التعامل معها بالنقاط، أي لا يمكن جرح النظام الإيراني وتركه يتحرك لأنه سيكون شديد الخطورة فوق أي تصور.. والبديل الوحيد إذا اختارت الولاياتالمتحدة المواجهة هو "الضربة القاضية".. والسؤال كيف؟ وأين؟