ارتفاع الأسعار الذي شمل الكثير من السلع والخدمات بعد رفع أسعار البنزين والسولار وبدء صرف "علاوة يوليو" وزيادة موجة الغلاء الذي اكتوي بناره المصريون وما قابل ذلك من تراخٍ حكومي في ضبط الأسواق وسد أبواب الشكوي أمام المستهلكين الذين "استباحهم" التجار ومقدمي الخدمات.. كل ذلك يشبه ما يحدث في لبنان حاليا (ولكنه قياس مع الفارق) خاصة في ظل التوافق الزمني في الحالتين. فالحكومة رفعت فجأة أسعار البنزين والسولار فزادت اسعار النقل وعلي طريقة سقوط مكعبات الدومينو اشتعلت الأسعار في كل شيء لا في المواد الغذائية "الأساسية" فقط، ولكن حتي في أسعار الخدمات، فرفع المكوجي والتاكسجي والسباك وحتي الحلاق.. الأسعار. وقام بائعو التين الشوكي والذرة المشوي وعصير القصب وغيرهم برفع الأسعار أيضا، وكأن زيادة أسعار الطاقة كانت كلمة السر كي يقوم كل هؤلاء بزيادة الأسعار علي مزاجهم وفي النهاية تحمل المواطن البسيط الفاتورة لأنه لا حول له ولا قوة ولا يجد من يحميه أو يشكو إليه لأن الحكومة باعته وذهب أعضاؤها للمصيف لمدة شهر طوال أغسطس وتركوه فريسة للتجار ومقدمي الخدمات ليفترسوه ويستبيحوه ويزيدوه أعباء علي أعبائه، لأنهم راهنوا علي سكوته. ولم يسمع سوي تصريحات "فارغة" تقال دائما في المناسبات من عينة: "قرارات حاسمة لوقف زيادة الاسعار" و"إجراءات شديدة لضبط الاسواق" وكلها تصريحات فشنك وجوفاء ولا تغني ولا تسمن من جوع. وأيضا لا يجد المواطن البسيط من يدافع عنه سواء أحزاب أو جمعيات ولاسيما أن المجتمع المدني المصري أصابته أمراض مزمنة وأصبح علي شفا الموت كما أن جمعيات حماية المستهلك صارت كيانات هشة، وبالتالي أصبحت جسماً بلا عقل أو قلب أو حتي لسان. الأمر لا يختلف كثيرا بالنسبة للاعتداءات الاسرائيلية علي لبنان، والمستمرة حتي الآن، فاللبنانيون يحترقون بنيران الحرب ويستبيح الإسرائيليون دماءهم، ولا يسمعون إلا إلي تصريحات هزيلة فقط وكلمات فارغة المضمون وبيانات شجب عرجاء. فالأمم المتحدة عاجزة عن التدخل، ومجلس الأمن لا يملك قراره، والدول العربية تتفرج أحيانا وتصرخ أحيانا أخري دون أن يعيرها أحد اهتماما.. واللبنانيون يدفعون الثمن ولا يجدون من يرفع عنهم أو يطمئنهم أنهم سيعودون قريبا لمنازلهم بعد اعمارها، بل وحمايتهم مستقبلا من دفع الثمن دائما. مثلما لم يجد المواطن المصري أحدا يحميه أو يشكو إليه من غلاء الأسعار ومن المستغلين ومن الذين استباحوه دون رقابة حكومية أو شعبية لا يجد المواطن اللبناني أحدا يشكو إليه إلا الله وحزب... elbasser2@yohoo com