احتفلت فرنسا يوم 14 يوليو بعيدها القومي ولأن فرنسا ترتبط بعلاقات سياسية واقتصادية وثقافية كبيرة مع مصر فقد التقت "العالم اليوم" بالسفير الفرنسي في القاهرة "فيليب كوست" للحوار معه حول العلاقات التجارية بين مصر وفرنسا وقد أجري الحوار قبل العدوان علي لبنان. * كيف تري العلاقات المصرية الفرنسية علي المستوي الاقتصادي ولماذا لا ترقي إلي مستوي العلاقات السياسية بين البلدين؟ ** المبادلات التجارية بين مصر وفرنسا شهدت نمواً مذهلاً فعلي مدي الأربعة أشهر الأولي من عام 2006 زادت الصادرات الفرنسية إلي مصر 70% كما ان الأعوام الأخيرة شهدت نمواً مطرداً في العلاقات التجارية ففي عام 2005 مقارنة بعام 2004 نجد ان المبادلات التجارية بين البلدين شهدت زيادة كبيرة حيث ارتفعت بنسبة 50% في المتوسط بالنسبة للبلدين. * ولكن الميزان التجاري بين البلدين يميل لصالح فرنسا.. لماذا؟ ** الصادرات المصرية إلي فرنسا زادت في الآونة الأخيرة ثلاثة أضعاف بنسبة تصل إلي 182% وذلك بسبب بيع الغاز المصري إلي فرنسا وأيضا زادت الصادرات الفرنسية إلي مصر بالمقابل بسبب صفقات بيع الطائرات الإيرباص، والقمح وهذه الزيادة دليل علي ديناميكية العلاقات التجارية المصرية الفرنسية، كما انها شاهد أيضا علي ديناميكية الاقتصاد المصري والإصلاحات التي تمت في المجال الضريبي والجمركي وكل هذه الأسباب أدت بالتالي إلي انخفاض العجز في الميزان التجاري والذي كان يميل لصالح الجانب الفرنسي بسبب صفقات طائرات الإيرباص والقمح التي اشترتها مصر إلا ان تصدير الغاز المصري إلي فرنسا خفض هذا العجز إلي حد ما. * الاتحاد الأوروبي طالب مصر بإصلاحات اقتصادية وسياسية ما رأيك بخصوص الإصلاحات السياسية التي حدثت في مصر مؤخراً؟ ** بالنسبة للإصلاح السياسي في مصر فكلنا متفقون علي انها عملية طويلة ومعقدة وتستلزم وقتا إلي ان تصل للنتائج المرجوة وكذلك الحال بالنسبة للإصلاح الاقتصادي.. ولكن لو وضعنا مقارنة بين المجالين سنجد ان المجال السياسي يتسم بصفة عامة بنوع من التعقيد إلي الإصلاحات الاقتصادية فتستلزم وضع آليات أقل تعقيداً. وفيما يتعلق بالإصلاحات السياسية فقد تمت العديد من الإصلاحات ومصر بصدد المزيد من الإصلاحات السياسية الأخري وأيضا هناك العديد من مشروعات القوانين التي يتم مناقشتها حاليا في البرلمان المصري تضيف مزيداً من الإصلاح السياسي للمجتمع. * ما سبب تعثر المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي ومصر "في سياسة الجوار"؟ ** بالفعل حدث نوع من التعثر في هذه المفاوضات.. وكان الخلاف حول نقطة واحدة تتعلق بإمكانية التباحث حول قضايا داخلية لمصر مثل حقوق الإنسان.. وعلي سبيل المثال هل توافق مصر علي طلب لفرنسا أو إنجلترا أية دولة من دول الاتحاد الأوروبي مثلا للتباحث حول ملف لشخص ما تم اعتقاله والذي يعيش في ظروف نري انها غير مناسبة. الاتحاد الأوروبي يري إمكانية التباحث حول مثل هذه الحالات الفردية مع أية دولة سيتم التوقيع معها علي اتفاقية سياسة الجوار أما الجانب المصري فهو مازال متحفظا ومازالت المفاوضات مستمرة للوصول إلي اتفاق حول هذه النقطة. * وماذا عن "الضريبة الدولية للتضامن" التي أعلنت فرنسا عن بدء تطبيقها في أول شهر يوليو الحالي؟ ** القرار اتخذ في البرلمان الفرنسي وبدأ تطبيقه في فرنسا أوائل هذا الشهر ويتم استقطاع هذه الضريبة من قيمة تذاكر الطيران التي تقلع من المطارات الفرنسية والتي تصل إليها وتم فرض هذه الضريبة لأغراض إنسانية وهذا الإجراء يأتي ضمن الموضوعات الدولية التي تهدد بوجه خاص استقرار العالم وهي الإنتشار النووي وتصاعد الاصولية الدينية والفقر المفجع في دول الجنوب وفرنسا تري أن النتيجة الأولي للفقر هي غياب أنظمة الصحة العامة والذي يؤدي إلي ظواهر الهجرة والارهاب. ومن هنا جاءت الفكرة من خلال الرئيس الفرنسي ونظيره البرازيلي من أجل ايجاد مصادر تمويل جديدة لشراء أدوية للدول الفقيرة وتم الانتهاء إلي إنشاء هذه الضريبة لأننا جميعا نعلم أن وسائل النقل الدولي أكثر القطاعات التي تلقي تطورا ونمواً متزايد ومن هذا المنطلق فكر الرئيسيان أنه من المستحسن أن تفرض هذه الضريبة علي تذاكر الطيران من أجل مساعدة الشعوب التي تعاني من الآثار السلبية للعولمة.. وفرض هذه الضريبة فكرة جديدة وفريدة من نوعها وبدأت فرنسا في فرضها بالتعاون مع دول أخري وتأمل السلطات الفرنسية أن تنضم بقية الدول لهذه المبادرة التي تسمي "الضريبة الدولية من أجل التضامن". * كم عدد الدول التي انضمت وستطبق هذه الفكرة؟ ** 20 دولة