تكبد الاقتصاد اللبناني خسائر فادحة قدرتها بعض التوقعات مبدئيا بأكثر من 4 مليارات دولار نتيجة الدمار الذي لحق بمعظم القطاعات الخدمية والبنية الأساسية إثر القصف الإسرائيلي الوحشي علي المدنيين الذي دخل أمس يومه الرابع علي التوالي مما يعني خسارة مليار دولار يوميا، رغم ذلك أكد المسئولون اللبنانيون ان الاقتصاد قوي وصامد والليرة مستقرة. وكان مطار بيروت اكثر المنشآت الحيوية تضررا وتوقفت حركة الطيران وتأثرت حركة السياحة بشكل مباشر مما يرفع حجم خسائر الاقتصاد الذي يعاني أصلا من مشاكل عديدة خاصة بعد ارتفاع حجم الدين العام لأكثر من 38 مليار دولار. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد سمحت لعائلات موظفي سفارتها والرعايا الأمريكيين في لبنان بالرحيل بسبب تدهور الأوضاع ووضع البنتاجون عدة سيناريوهات لاجلاء 25 الف أمريكي من لبنان. وقالت الحكومة الأمريكية انها ستتكفل بمصاريف سفر موظفيها ورعاياها الذين يصل عددهم الي 25 الف شخص كذلك حثت مواطنيها علي تفادي السفر الي لبنان ومناشدة رعاياها تقييم وضعهم الأمني وسلامتهم والنظر في مغادرة البلاد. ونصح بيان أمريكي أذاعته "C.N.N" الرعايا الامريكيين ايضا اخذ اقصي درجات الحيطة والحذر خلال سفرهم وتنقلهم في ضواحي بيروتالجنوبية وبعض أجزاء سهل البقاع وجنوب لبنان ومدينتي صيدا وطرابلس لأن لحزب الله تواجدا قويا في هذه المناطق كما ذكر البيان. وبدأ آلاف السياح ومعظمهم من دول الخليج العربي مغادرة لبنان عن طريق سوريا منذ يوم الخميس الماضي بعد إغلاق المطار. وشهد الخط السريع المؤدي إلي الحدود السورية ازدحاما مرورياً من سيارات ممتلئة برجال ونساء وأطفال. ووصلت عائلات أخري إلي الحدود السورية اللبنانية في سيارات أجرة لبنانية ولكن بعض سائقي السيارات لم يرغبوا في دخول سوريا مما اضطر ركابهم لطلب سيارات أجرة سورية لتنقلهم، وقد ساهمت وكالات السفر أيضا في إجلاء السياح. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن أكثر من 12 ألفا من مواطني الدول الخليجية قد فروا من لبنان من خلال معبر المصنع علي الحدود السورية، بالإضافة إلي سياح من الأردن وسوريا وإيران، وفي منطقة قريطم في بيروت تجمع آلاف السعوديين أمام سفارة بلدهم منتظرين حافلات لتنقلهم إلي سوريا، كما نظمت سفارة الإمارات نقل مواطنيها إلي سوريا. وقل الإقبال علي الفنادق الفاخرة علي ساحل بيروت بنسبة تقارب ال 100% في بعض الفنادق ولا تقل عن 50% في أخري مما يعني تكبدها لخسائر كبيرة. وكانت ارباح الفنادق وصلت العام الماضي بين شهري يوليو وأغسطس إلي أكثر من ثمانية ملايين دولار، لكن هذا العام من المستبعد الوصول إلي ربع هذا الرقم. وفي نفس الوقت تم تأجيل مهرجان بعلبك الدولي، وهو مهرجان موسيقي فني يعقد كل صيف في مدينة بعلبك التاريخية، وكان سيفتتح يوم الاربعاء ليحتفل هذا العام بيوبيله الذهبي بعد مرور 50 عاما علي تأسيسه، وأجلت العروض التي كان بينها عرض مسرحي لفيروز مع ابنها زياد الرحباني، إلي تاريخ لم يحدد. إلغاء رحلات. كما ألغت شركة الطيران القبرصية رحلاتها إلي العاصمة اللبنانية. ولم تكن الفنادق وقطاع السياحة هي الخاسر الأكبر حيث يعتبر التدمير المنظم للبنية الاساسية اللبنانية هو الهدف الأول للعدوان الإسرائيلي للقضاء علي الانتعاش الاقتصادي والاستقرار الذي بدأت لبنان تعرف طريقه مؤخرا بعد فترة طويلة من عدم الاستقرار بدأت منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وطال القصف الإسرائيلي أمس 5 محطات للوقود في الجنوب وتم تدمير جسر يربط بين منطقة حاصبيا الجنوبية والبقاع في شرق لبنان، كما تم استهداف جسور في منطقة نهر البارود قرب مدينة طرابلس شمال لبنان، وبلدة "الهرمل" في البقاع و"الدبية" جنوب شرق بيروت. وقد رد حزب الله بإطلاق عدة صواريخ "كاتيوشا" علي منطقتي "نهاريا" و"طبرية" الساحلية التي يتم قصفها لأول مرة. وفي تصعيد جديد للأحداث قصف الطيران الإسرائيلي أمس 4 مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية بين منطقتي المصنع وجديدة بابوس فيما وصفه المراقبون بأنه قد يفتح احتمال توسيع نطاق الحرب الدائرة إذا قررت سوريا الرد خاصة ان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد سبق وحذر إسرائيل من مهاجمة سوريا.