تفق نحو 300 شخصية من صانعي القرار الاقتصادي والمالي في في اوروبا والدول العربية أمس علي اتخاذ خطوات محددة من شأنها تطوير التعاون الاقتصادي بين الاتحاد الاوروبي والعرب وانجاح اتفاقات الشراكة الاوروبية المتوسطية وسد الثغرات القائمة حاليا في هذه الاتفاقات. من أبرز هذه الخطوات تأسيس بنك أوروبي - عربي بدعم أساسي من المجموعة الاوروبية بحيث يلعب دورا محوريا في تمويل وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتمويل مشروعات البنية التحتية وتحديث الاسواق المالية في الدول العربية كما يلعب البنك الجديد دورا مهما في تشجيع ودعم التبادلات التجارية والاستثمارية بين الاتحاد الاوروبي والعالم العربي. وكانت هذه الشخصيات البارزة تشارك في أعمال القمة المصرفية العربية الدولية التي اختتمت أعمالها في روما أمس ونظمها لمدة يومين اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع جمعية المصرفيين الايطاليين ومنتدي المصرفيين الدولي. ولم يكشف المشاركون في القمة عن أية تفاصيل تتعلق بالبنك الاوروبي العربي المزمع تأسيسه خاصة بالنسبة لرأس المال والمساهمين وما إذا كان ستقتصر المساهمة فيه علي الحكومات أم سيتم السماح للقطاع الخاص بالمشاركة. وكان د.رومانو برودي رئيس الوزراء الايطالي قد دعا المصرفيين العرب والاوروبيين المشاركين في القمة المصرفية الي انشاء بنك تنموي مشترك مشيرا الي ان دول الاتحاد الاوروبي تدعم هذه الخطوة. ومن بين الخطوات التي تم الاتفاق عليها في ختام أعمال القمة ضرورة الاسراع في تأسيس منطقة تجارة حرة يورو متوسطية ودعم الاصلاحات الشاملة في الدول المتوسطية وتعزيز التعاون بين المجتمعات المدنية وذلك في إطار اتفاق برشلونة واهدافه المتفق عليها في برنامج ميدا MEDA الذي يستهدف تنمية منطقة البحر المتوسط. وكان مسئولون اوروبيون قد طالبوا بتأجيل البدء في مفاوضات منطقة التجارة الحرة اليورو متوسطية لعام 2015 بدلا من 2010 الا ان مسئولين واقتصاديين عربا علي رأسهم د. جمال الدين البيومي رئيس اتحاد المستثمرين العرب رفضوا ذلك مؤكدين عدم وجود أية مبررات لهذا التأجيل. وسعت القمة المصرفية العربية الدولية لعام 2006 الي بناء موقف عربي موحد في اتفاقات الشراكة مع الاتحاد الاوروبي حيث انتقد العديد من المسئولين والمصرفيين العرب المشاركين في القمة الاتحاد الذي يسعي للتعامل مع كل دولة عربية علي حدة في مفاوضات الشراكة وتم الاتفاق بين الجانبين الاوروبي والعربي علي تطوير التعاون الاقتصادي بين الاتحاد والعالم العربي وان زيادة فوائد الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما يعتمد بالدرجة الأولي علي سعي المجموعة الأوروبية لاقامة علاقات مع الدول العربية كمجموعة وليس علاقات متوازية معها كل علي حدة وعدم الفصل بين الدول المتوسطية والدول العربية الاخري واعطاء الأهمية للعلاقات متعددة الاطراف علي حساب العلاقات الثنائية. ومن جانبه قال د.جوزيف طربية رئيس اتحاد المصارف العربية ان المشاركين في قمة روما حملوا المصارف العربية والاوروبية مسئولية القيام بدور حيوي ومحوري في رسم مستقبل التعاون الاقتصادي بين الطرفين. وكانت أعمال قمة روما قد شهدت علي هامشها مباحثات رسمية لبنانية ايطالية شارك فيها د. فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان ونظيره الايطالي رومانو برودي كما تم تكريم الشيخ فهد بن محمد بن جبر آل ثاني رئيس بنك الدوحة القطري الذي تم اختياره الشخصية المصرفية العربية لعام 2005.