تشهد الأسواق انتعاشة واضحة في بيزنس الأرقام المميزة ساعد علي ظهوره بقوة هذه الأيام علي الرغم من قدم هذه الظاهرة رواج التليفون المحمول بين مختلف الفئات في السوق المصري. وفيما تشبع هذه الظاهرة احتياجات معينة لهذه الفئات اكد متعاملون في الأسواق ان تزايد الطلب علي مثل هذه الارقام المميزة جعل أسعارها تقفز إلي ارقام فلكية وخاصة في سوقين اساسيين هما لوحات السيارات وارقام التليفون المحمول. "العالم اليوم الاسبوعي" رصدت هذه الظاهرة وناقشتها مع أطرافها الرئيسية.. هذه الظاهرة يراها المهندس ماجد غبريال مدير العلاقات العامة بشركة فودافون مصر عادية جدا وموجودة في مختلف دول العالم وخاصة الدول العربية ويشير الي ان الشركة قامت بتوفير الارقام المميزة بناء علي طلب العديد من عملائها وخاصة الذين يريدون رقما يمكن حفظه بسهولة. ويؤكد غبريال ان هذه الارقام متاحة لجميع العملاء وغير مقصورة علي فئة معينة وينفي تماما الشائعات التي تتردد حول وجود أسعار خاصة للخطوط ذات الأرقام المميزة أو ما يقال عن ضرورة وجود "واسطة" داخل الشركة للحصول علي هذه الأرقام ويوضح انه يتم توزيع كميات معينة من الخطوط لكل موزع بسعر موحد دون الاخذ في الاعتبار اذا كانت تحتوي علي ارقام مميزة ام لا. ويدعو الشركتين الي عدم سداد اي مبالغ اضافية عن ثمن الخط المحدد من قبل الشركة. أما أكرم عبد الستار أحد الموزعين لخطوط الهاتف المحمول فيؤكد ان هناك الكثيرين ممن يرغبون شراء خط برقم مختلف ولافت من اجل الشعور بالتميز ويري ان هذه النوعية من المستهلكين هي التي دفعت بالعديد من البائعين والموزعين الي رفع سعر الخطوط ذات الأرقام المتكررة مما ادي الي انتشار هذه الظاهرة لدي العديد من الموزعين. ولا يقتصر الأمر علي أرقام الهواتف المحمولة حيث وجدت هذه الظاهرة طريقها منذ زمن الي ارقام السيارات ويشير جميل عزيز تاجر سيارات الي ان هناك فئة قليلة من هواة شراء السيارات التي تحمل لوحات معدنية مميزة خاصة السيارات التي تحمل لوحات تحتوي علي ثلاثة او أربعة أرقام دون الاهتمام بحالة السيارة. كما يوجد من يمتلك سيارة تحمل لوحات معدنية مميزة وعندما يتجه الي بيعها يعمل علي الاحتفاظ بلوحاتها كما يقوم آخرون ببيعها مع ارقامها مقابل مبالغ طائلة تصل الي 20 الف جنيه ثمنا لرقم السيارة فقط. ويوضح احد رجال الأعمال -فضل عدم ذكر اسمه- ان الحصول علي اللوحات المميزة للسيارة سواء كانت ثلاثة أو اربعة ارقام او ارقام متكررة يكون بهدف الشعور بالتميز والتفرد بشيء نادر يتماشي مع السيارة عالية القيمة التي يقتينها كما يظن البعض انها تضمن لهم الافلات من المخالفات المرورية برغم ان من يسعي الي امتلاك رقم سيارة متميز يدفع في مقابل امتلاك هذا الرقم مبلغا ليس بالقليل وبالتالي ليس من المعقول ان يسعي للتهرب من المخالفات. ويطالب بأن تتدخل الدولة في هذا النوع من البيزنس بحيث يصبح موردا للدخل تنفق منه علي تطوير الطرق خاصة ان هناك الكثيرين الذين هم علي استعداد لدفع اي مبلغ من المال للحصول علي رقم مميز لسياراتهم سواء بطريق مشروع أو غير مشروع. ويدعو إلي إقامة مزادات مثل التي تحدث في العديد من الدول العربية لبيع اللوحات المعدنية المميزة لتستفيد منها الخزانة العامة للدولة بدلا من هؤلاء الذين يستفيدون من وظائفهم في هذه العملية. ومن جانبه يؤكد العميد احمد عاصم مدير الاعلام والعلاقات العامة بمرور القاهرة انه لا يوجد ما يسمي بالارقام المميزة حيث ان لوحات السيارات متاحة أمام جميع المواطنين دون تمييز او تفرقة واوضح انه كان يتم في فترات ماضية بعض التلاعب في توزيع الارقام الصغيرة ولكن هذه الظاهرة اختفت تماما خاصة بعد توجيهات اللواء اسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة ومساعد وزير الداخلية بالقضاء علي اي عمليات للتميز واصدار تعليمات واضحة وصريحة بتوفير اللوحات لجميع المواطنين. وكشف العميد احمد عاصم انه يوجد العديد من الاقتراحات للتعامل مع لوحات السيارات المتميزة مؤكدا ان التنفيذ سيكون لكل ما يحقق الصالح العام مؤكدا انه لا يوجد أي نوع من انواع الاتجار في لوحات السيارات التي هي ملك للدولة ولا يحق لاحد التصرف فيها سواء كان عن طريق البيع والشراء او بأية طريقة أخري.