من الذي سيكسب بيزنس بطولة كأس الامم الافريقية لكرة القدم التي تستضيفها مصر حاليا؟ طرحنا ذلك السؤال علي عدد من مسئولي الغرف التجارية المعنية بالسوق ورجال الاعمال في قطاعات اقتصادية مختلفة وجاءت اجاباتهم متباينة اكد معظمهم ان الانتعاش سيتحقق في كل القطاعات الا ان بعضهم اكد ان هناك قطاعات اخري لن تحقق اي مكاسب ومنها قطاعا الاغذية والسيارات في حين ستظل المكاسب الكبيرة للسياحة مؤجلة في انتظار "الصورة الذهنية" التي ستوجدها البطولة ومصر. أما الرهان الأكبر الذي أكدوه فهو أن حصد المكاسب الكبري مرهون بحالة الفريق المصري ومدي نجاحه في التقدم حتي المباراة النهائية! يري عباس زكي رئيس غرفة القاهرة التجارية ان استضافة مصر لكأس الأمم الافريقية تمثل فرصة لتوطيد العلاقات المتميزة مع الدول المشاركة التي ستعمل علي وجود حالة من الانتعاش في جميع القطاعات الاقتصادية بمصر دون استثناء ويصف ما يقال بان الاسواق ستشهد حالة من الركود خلال البطولة بانها نظرة ضيقة لا تؤدي الي التقدم. ويؤكد زكي ان استضافة مصر لهذه البطولة ستؤدي الي مزيد من التسويق لمنتجاتنا في الخارج مشيرا الي انه سيتم بث المباريات وهو ما يزيد من فرص عرضها في العديد من الدول خاصة ان الاسواق الافريقية تعد من المجالات الاساسية للانتاج المصري. مكاسب "الرياضة" ويتفق معه في ذلك محمد العطار رئيس شعبة مستوردي الادوات الرياضية مشيرا الي انه منذ ان تمت الموافقة علي استضافة مصر لكأس الامم الافريقية وهناك توقع بحالة من الانتعاش في جميع اسواق الادوات الرياضية ويوضح انه تم الاستعداد لهذا الحدث من جميع مستوردي ومصنعي هذه الادوات لتوفيرها خلال عمليات التدريب ويقول ان ذلك تم تحقيقه في الفترات السابقة للبطولة ويتم مع البطولة امداد الملاعب والصالات بالاجهزة كما سيستمر الرواج حتي بعد نهايتها حيث سيستمر الطلب علي "الكابات" والملابس التي تحمل الشعارات المختلفة سواء من المصريين او جميع مشجعي الفرق الاخري، ويشير علي سبيل المثال الي شراء احدي الفرق الافريقية لملابس رياضية تحمل الشعارات الخاصة بها بمبلغ 23 الف جنيه وتتواصل حاليا صناعة الملابس والكابات المختلفة والجديدة طوال فترة البطولة. ويلفت العطار الي ان حجم الرواج يتوقف علي استمرار فوز الفريق المصري الذي يكفل بيع الالاف من هذه المنتجات التي تحمل الشعار المصري وذلك بخلاف لجوء بعض الفرق والمشجعين غير المصريين الي شراء هدايا من هذا النوع قبل مغادرتهم البلاد وهو الامر الذي يكفل تحقيق نوع من الانتعاش يقضي علي موجة الكساد التي اجتاحت اسواق الادوات الرياضية. سوبر ماركت كما يشير صلاح عبد العزيز رئيس شعبة السوبر ماركت باتحاد الغرف التجارية الي ان مصر ستغطي جميع نفقات البطولة من خلال حركة الانتعاش التي ستمتد الي الاقتصاد المصري عبر تنشيط عملية الشراء في المطاعم والمقاهي والفنادق المختلفة وستحظي سلاسل السوبر ماركت بنصيب من ذلك سواء من حيث شراء احتياجات الفرق والمشجعين او من خلال التعرف علي المنتجات المصرية وهو الامر الذي يؤدي في النهاية الي مزيد من الانتعاش والرواج لاسواق السوبر ماركت في مصر. البويات.. تكسب ويضيف طارق السلاب رئيس شعبة البويات بالغرفة التجارية الي ان البطولة انعشت سوق البويات بشكل ملموس منذ ان وقع الاختيار علي مصر لاستضافتها وذلك من اجل اعداد الملاعب واللافتات الاعلانية كما زاد الطلب علي هذا المنتج من قبل الشركات الراعية لهذه البطولة للاعلان عن نفسها كما ان عادات الشعوب الافريقية في رسم الشعارات الملونة سيؤدي الي المزيد من الرواج ويعرب عن أمله في توسيع قاعدة الصادرات من هذا المنتج بعد انتهاء فترة البطولة خاصة مع وجود ارتباط مع السوق الافريقي لهذا المنتج. مكاسب متفاوتة وعلي الرغم من أن شركة عالمية للمياه الغازية لم تستطع الحصول علي رعاية البطولة الا ان عمرو القوسي المدير الاقليمي لها يتوقع زيادة مبيعاتها خلال البطولة، ولكنه يري أن تحديد نسبة هذه الزيادة لا يمكن تقديره الا بعد انتهاء البطولة ويعلق علي تزامنها مع فترة الشتاء، ويقول ان الشعوب الافريقية بطبيعتها محبة للمشروبات الغازية وبالتالي فسوف توجد زيادة في المبيعات بنسبة كبيرة جدا. كما يؤكد مودي مجيد مدير تأمينات السفر بشركة ايجيبت للتأمين ان البطولة تحقق نوعا من الرواج في نشاط النسبة العظمي من شركات التأمين وذلك لتأمين جميع النواحي الطبية والأمنية وغيرها، بالاضافة إلي التأمين علي الأجهزة الفنية والرياضية. ومن جانبه يري حسام فؤاد مدير التسويق باحدي الشركات السياحية ان تأثير البطولة سيقتصر في هذه الفترة علي الرعاة الرسميين اما تأثيرها الملموس علي شركات السياحة فسيظهر خلال الفترة اللاحقة للبطولة ويفسر ذلك بأن الوفود الموجودة في البطولة ستنقل الصورة الذهنية لديهم عن مصر إلي الآخرين في بلادهم، ولذلك يعمل الجميع من أجل تحقيق الصورة الجيدة لمصر بحيث يتم تكرار الزيارة أو دفع آخرين لزيارة مصر. المتضررون وعلي الجانب الآخر يري عفت عبد العاطي رئيس الشعبة العامة للسيارات باتحاد الغرف التجارية ان استضافة مصر للبطولة الافريقية يمثل سلاحاً ذا حدين الأول في الفائدة المادية والتسويقية التي تستطيع ان تحققها شريحة معينة من قطاع البيزنس في مصر، وخاصة التي تتميز بإمتلاك رؤوس أموال ضخمة ويمكن لهذه الفئة الحصول علي عائد مادي بنسبة 100% إلي جانب تحقيق أكبر قدر من الانتشار لمنتجاتها. أما العنصر الثاني المضاد فيمثل في نوع من الركود والكساد سيجتاح الأسواق خاصة للمنتجات الخاصة بصغار المنتجين والمصنعين ويتوقع ذلك علي سبيل المثال في أسواق السيارات نتيجة تحول أنظار المستهلكين خلال البطولة، وتأجيل قرارهم الشرائي لما بعد انتهائها وتتم مواجهة ذلك من خلال تكثيف الحملات الاعلانية لجذب أكبر عدد من المستهلكين. كما يري محمد مؤمن رئيس مجلس ادارة محلات مؤمن ان استضافة مصر لهذه البطولة لن يحقق أي نوع من الانتعاش في قطاع المتاجر الخاصة بالتغذية لأن الشعب الافريقي نام وليس لديه الامكانيات اللازمة لتغطية المصروفات اللازمة للانتقال كمشجعين مع فرقهم، ويتوقع ان يشهد ذلك القطاع نوعا من الكساد والركود نظرا لعدم خروج المستهلكين لمشاهدة المباريات عبر شاشات التليفزيون.