أعرب عدد من وزراء المالية الاوروبين عن قلقهم المتزايد من تأثير ارتفاع قيمة اليورو علي النمو الاقتصادي لمنطقة الدول المشاركة في العملة الأوروبية الموحدة. وقال وزير المالية الاسباني بيدرو سولبيس خلال اجتماعه أمس الأربعاء مع وزراء المالية لدول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبرج " المستوي الحالي لليورو لا نريده لكن يبدو علينا أننا سنعيش لفترة يكون اليورو فيها قوياً". وارتفع اليورو بنحو 8% مقابل الدولار خلال العام الحالي ليزيل بعض من القدرة التنافسية للاقتصاد البالغ قيمته نحو 10 ترليون دولار من خلال جعل صادراته أكثر تكلفة في الوقت الذي من المنتظر فيه أن يقوم البنك المركزي اليوم الخميس برفع اسعار الفائدة للمرة الثالثة علي التوالي خلال ستة أشهر. ومنذ نحو يومين بلغت العملة الموحدة (اليورو) أعلي مستوياتها منذ 13 شهراً حينما سجلت 1.2979 دولار إلا أن مكاسبها تقلصت بعد ذلك. من جانبه قال وزير المالية الفرنسي تيري بريتون "يجب أن نكون حذرين للغاية للتأكد من أن اليورو لن يتخطي هذه القيمة" فيما شدد نظيره اللوكسمبرجي علي خطورة مواصلة اليورو ارتفاعه. وفي نفس السياق ابدي وزير المالية النمساوي كارل - هينز جراسير قلقه من تخطي اليرو لمستوي 1.3 دولار الأمر الذي قد يشكل عقبة أمام النمو الاقتصادي. وأضاف جراسير " طالكا أنه يتراوح ما بين 1.2 و1.3 فأن الأمر عادي مشيراً غلي ان الاقتصاد يستطيع مواجهة الارتفاع التدريجي وليس الارتفاع الطارئ الذي قد يدفع به لتجاوز 1.3 دولار. وتوقعت اللجنة الأوروبية الأسبوع الماضي ان ينمو اقتصاد منطقة اليورو بنحو 0.7% خلال الربع الثلاثة ارباع الأخيرة من العام الحالي بعد أن نمي بنحو 0.6% خلال الربع الأول. ولم يشهد الاقتصاد المنطقة نمواً بنحو 0.7% علي مدار ثلاثة ارباع متوالية منذ الفترة المنتهية في يونيو 2000. ارتفاع الدولار علي جانب أخر شهد الدولار ارتفاعاً لليوم الثالث علي التوالي خلال تعاملات الأربعاء أمام اليورو وهي اطول فترة له من الانتعاش منذ مارس وسط مؤشرات بأن مسئولو الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) يستعدون لإقرار زيادة جديدة في أسعار الفائدة خلال الشهر الحالي لمواجهة التضخم. وجري تداول المريكية عند مستوي 1.2797 دولار لكل يورو في سوق لندن بعد أن سجل 1.2833 دولار خلال أواخر تعاملات نيويورك في اليوم السابق بينما انخفض الدولار بنحو طفيف مقابل العملة اليابانية حيث سجل 113.43 ين مقابل 113.32 خلال تعاملات اليوم السابق. وقام صانعي السياسة النقدية بالاحتياطي الفيدرالي الامريكي برفع أسعار الفائدة المستهدفة إلي 5% بعد ان كان 1% خلال يونيو 2004 . وعلي النقيض من ذلك فان بنك اليابان (البنك المركزي الياباني) قد حافظ علي مستويات الفائدة القريبة من الصفر والتي يتبعها منذ مارس عام 2001 فيما قام المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة مرتين منذ ديسمبر الماضي لتصل إلي 2.5 %.