قالوا قديما ومازالوا يقولون اسمع كلامك اصدقك واشوف امورك استعجب.. اي ان هناك مستويين في التعامل، الاول له علاقة بالقول المجرد، والثاني له علاقة بالفعل او بالاحري "عدم الفعل". وهكذا تمضي امور حياتنا من اهم واكبر الاشياء الاساسية وحتي ابسط الاشياء العادية ولنبدأ من القمة، وتعديل المادة 76 من الدستور وكيف بدأ الامر واستقبله المجتمع السياسي المصري بالترحيب الشديد وارتفاع سقف الامال الديمقراطية الي حدها الاقصي، ثم كيف انتهي الامر بملاحظات عديدة وما يقال عن تفريغ هذه المادة من محتواها الرئيسي وغرضها الاساسي الذي صيغت ووضعت من اجله. نفس الامر في باقي امور حياتنا الصغيرة والكبيرة معا، وتعالوا نتأمل معا بعض التفاصيل. كثر الكلام في الفترة الماضية عن الساحل الشمالي وضرورة تعميره وجذب الناس اليه.. وكثر الكلام عن الاستثمارات المهدرة وغير المستغلة سواء شهراً واحداً او شهرين علي اقصي تقدير في العام، وتطور الامر الي الحديث عن منشآت سياحية وجذب السياح من الخارج ناهيك عن المواطنين المصريين. ولأني احاول ان اصدق الكلام الرسمي فقد ذهبت الي الساحل الشمالي وبالتحديد مارينا التي اصابها مؤخرا جنون الاسعار غير المبرر والخروج من حد المعقول الي حد الخيال والفانتازيا. ومع ذلك ورغم تلك الاسعار غير المعقولة وغير المنطقية التي بيعت بها وحدات زرعت قسرا - بعضها - في اماكن الخدمات العامة لتسلب الحق العام وتحوله بأمر إداري الي ملكية خاصة.. رغم ذلك يفاجأ من يذهب الي هناك تصديقا لدعوات رسمية يبدو انها من طراز اسمع كلامك لنفاجأ بالمياه المقطوعة وان توصيلها الي المنازل يستلزم توصيات ووساطات وتدخلا من مسئولي الصيانة والامن وبعد ان يستهلك هذا الامر البديهي والذي لا يحتاج الي طلب او وساطة يوما كاملا ورغم ذلك يقول لك المسئولون بابتسامة من طراز اشوف امورك: اهم حاجة عندنا راحة السكان. نموذج ثالث وتذكروا حضراتكم ما قيل لنا ان عام 2006 هو عام الانضباط المروري ولما كان قد انقضي من هذا العام المنضبط ربعه او يكاد فليقل لنا السادة المسئولون ماذا تم خلال هذا الربع الاول واذا كنا ما نقرأه من تصريحات ونراه من تصرفات تتمسك بالشكل وتخلو من المضمون فلماذا تقوم سيارة محملة بثلاجات وادوات منزلية بالسير في احد الشوارع الملاصقة لميدان لبنان بالمهندسين والتي تعاني ازدحاماً غير طبيعي بسبب بناء الكوبري غير المكتمل وتزاحم سيارات الميكروباص في بقعة لا تتجاوز ال20 متراً طولا .. رغم ذلك كله تقوم هذه السيارة المذكورة بالسير في عكس الاتجاه بلا خجل ولا وجود لأحد يقول للسائق وتابعه ماذا تفعلون؟! واصبحنا نحن المواطنين الملتزمين المطلوب منا ان نعتذر لعام الانضباط المروري بدلا من ان يعتذر لنا احدهم. صحيح اسمع كلامك اصدقك واشوف امورك...!