شهدت البورصة منذ الثالث من فبراير الماضي وحتي الأسبوع الماضي موجة من الانخفاض الكبير للأسعار، والتذبذب الحاد، نتيجة لعمليات جني أرباح وموجة تصحيح أعقبها هبوط حاد. السماسرة أكدوا أن أهم أسباب الهبوط هو موجات البيع الكبيرة من المستثمرين الافراد، نتيجة الذعر بعد التراجع الجماعي للأسواق العربية وأشاروا إلي أن الفشل المتوقع لاكتتاب مصر للألومنيوم يعود لتوقيت الطرح وليس لعيب في برنامج الخصخصة. بداية أشار الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الاهلي لإدارة صناديق الاستثمار إلي أن عمليات البيع التي تحدث في السوق تتم من طرف واحد فالبائع أفراد والمشتري مؤسسات إلا إذا كان هناك دخول حذر من جانب بعض من الافراد ولكن ليس بكثير.. وأكد علي أهمية انقاذ السوق من انهياره الذي يمر به علي الاقل بنشر حالة من الهدوء والطمأنينة لدي الأفراد بدلاً من حالة التخبط والعشوائية التي تشهدها تعاملات الافراد كما أن شركات السمسرة مطالبة بهذا الدور أيضاً وعليها أن تقوم بدورها التثقيفي لدي العملاء وصقلهم بالخبرة التي تمكنهم من كيفية التعامل مع السوق في مثل هذه الظروف. خاصة أننا استطعنا أن نجني ثمار النشاط القوي الذي عاشه السوق خلال الفترة الاخيرة ووصل معه حجم التعاملات إلي المليار ونصف المليار وفي بعض الأحيان 2 مليار جنيه وبسهولة لذلك فيجب علي الجميع الوقوف صفاً واحداً لإنقاذ السوق وهذا ما يقع علي عاتق المستثمرين كباراً أو صغاراً وشركات سمسرة. أشار عصام خليفة إلي أنه بعد الفشل المتوقع لطرح مصر للألومنيوم ليس عيباً في برنامج الخصخصة وإنما قد يكون سبب ذلك هو عدم اختيار الوقت الأمثل لعملية الطرح لأنه جاء في ظروف سيئة يشهد فيه السوق فترة تصحيحية صاحبه انخفاض شديد في أسعار الأسهم خاصة أن إجمالي الزيادات في رؤوس الأموال العاملة في البورصة وصل إلي 7 مليارات جنيه وهذا ليس رقم قليل ويحتاج إلي سيولة ضخمة لابد من توافرها لذلك فإن الطرح جاء في ظروف سيئة خاصة مع هبوط السوق كان متوقعاً له ذلك. أضاف ان الافراد إذا ما انتبهوا إلي اداءً صناديق الاستثمار خلال الفترة الماضية لكان لديهم الان فرصة عظيمة في تحقيقة مكاسب متوقعة كما سيكون لديهم كم سيولة كبير يمكنهم من الدخول للشراء في مثل هذا التوقيت لأنه بذلك سيجنبنا السلوك العشوائي الذي تشهده البورصة حالياً. إلا أنه للأسف فإن صناديق الاستثمار تشهد هجر واضحاً من قبل الأفراد خاصة أنها صناديق مفتوحة ومتوقع أن يكون هناك استردادات ويقوم الصندوق بتوفيرها، ارجع ذلك إلي قلة الوعي والخبرة لدي الافراد واندفاعهم لتحقيق ارباح بأقصر طرق وبأسرع وسيلة. أضاف ان الجهات الرقابية والمنظمة عليها دور كبير في تثقيف المستثمرين وإزالة حالة العشوائية التي دخلت السوق خاصة مع طرح الاتصالات والتي شهد السوق من خلالها ظهور مجموعة كبيرة من الافراد ليس لديهم أي وعي في مجال الاستثمار. خالفه في الرأي محمد فهمي رئيس قسم التحليل المالي بشركة برايم لتداول الاوراق المالية في أن السوق ليس في حاجة إلي تدخل حكومي لانقاذه فالسوق عرض وطلب وأنه قد يشهد فترات صعود أو في أحيان أخري يشهد فترات من الهبوط وأن هذه هي طبيعة السوق كما أن أياً من المتعاملين الذين يدخلون البورصة يكون علي دراية كاملة بهذه الامور لذلك فإنه علي يقين بالعائد والمخاطر وأن هناك أسباب للشراء وأسباباً للبيع. طالب فهمي بضرورة الفصل بين الخصخصة وأي طرح اخر لأي حصة من أية شركة كما أن عدم نجاح الطرح ليس بالضرورة أن يكون هناك عيب أو قصور في برنامج الخصخصة إلا أنه يمكن القول إن الطرح قد جاء في غير توقيته المناسب خاصة بما يمر به السوق حالياً من هبوط وانخفاض شديد في أسعار الأسهم. أو ربما قد يكون السعر مرتفعاً سعر الطرح كل هذه أمور أدت إلي عدم نجاح الطرح. اكد أن الجهات الرقابية والمنظمة ليس عليها أي دور مفروض ولكن المهم أن يكون هناك افصاح واضح من الشركات وألا يكون هناك مجال للخطأ أو اعطاء أية معلومات غير صحيحة لأن ذلك ليس في مصلحة السوق فالجهة الرقابية والمنظمة مسئوليتها الرئيسية هي تحقيق الأمن في السوق وعدم الغش أما صناديق الاستثمار لم أر أي دور من الممكن أن تلعبه لانقاذ السوق لأن هدف مدير الصندوق الأساسي هو تنظيم العائد لحملة الوثائق. وافقه في الرأي الدكتور أشرف سامي العضو المنتدب لشركة بروفت لتداول الاوراق المالية مشيراً إلي أنه من الصعب في ظل الظروف الحالية أن نتوقع متي سينتهي هبوط السوق ولكن ليس عما قريب.