تحقيق - أحمد الشربيني ومحمود مقلد: الشائعات السلاح الغامض والأكثر خطورة بالاسواق لانه السلاح غير الملموس الذي تسبب في اصابة شركات او قطاعات اقتصادية بخسائر كبيرة مقابل منافع وارباح يجنيها آخرون هم الاكثر استفادة من تلك الشائعات وهو ما يحدث كثيرا بالاسواق المصرية. في ظل الكوارث تزيد فرص نمو وظهور الشائعات وهو ما حدث مع شائعة تلوث مياه النيل بفيروس انفلوانزا الطيور والذي انتشر في المحافظات المصرية مؤخرا. الخبراء ورجال الأعمال اكدوا ان الشائعات تهدد الاقتصاد المصري باضرار جسيمة ومعظمها يؤدي تأثيرها الي هبوط اسواق المال بالاضافة الي تأثيرها علي جذب الاستثمارات الأجنبية واستمرار الموجود منها الآن في مصر. الخبراء طالبوا بانشاء هيئة للطوارئ تكون مهمتها الاستعداد للشائعات وخاصة في وقت الكوارث والازمات مع ترسيخ آليات الشفافية بالاسواق المصرية وخاصة بعد ان اكتشفت وزارة الاعلام من خلال 27 مرصدا للشائعات اقامتها بالمحافظات المصرية بعد ظهور كارثة انفلونزا الطيور أن المراصد رصدت ظهور 187 شائعة باليوم الأول لاقامة المراصد بينما رصدت 130 شائعة اخري باليوم الثاني وهو ما أثار حالة من الرعب والجدل بسبب تهديدات ظهور تلك الشائعات وهو ما جعل هشام مصطفي خليل عضو مجلس الشعب يتقديم بمشروع للمجلس بإنشاء كيان مستقل لمكافحة الشائعات في مصر. يري د. أسامة الأنصاري استاذ التمويل بجامعة القاهرة ان الشائعات تؤثر علي مختلف القطاعات الاقتصادية المصرية مثلما يحدث في معظم اقتصاديات دول العالم موضحا ان الشائعات المرتبطة بكارثة انفلونزا الطيور لن تؤثر بشكل كبير علي استثمارات المستثمرين الاجانب في مصر لأن تلك الكارثة تهدد العديد من دول العالم بما يشبه الكارثة العالمية وبالتالي فان انتقال الاستثمارات ورؤوس الاموال الاجنبية في مصر سيكون محدودا للغاية ويضيف د. الانصاري ان القانون يجرم الشائعات الضارة والمتاجرة بالمعلومات التي قد تتسبب في الاضرار ببعض المؤسسات والشركات لحساب تحقيق منافع لجهات أخري ومشيرا الي ان الشائعات تلعب دورا مؤثرا في اسواق المال واتجاهات الاستثمارات الاجنبية. ويضيف ان وسائل الاعلام لها تأثير في مواجهة الشائعات وسيكون التأثير اكبر في ظل وجود المراصد الاعلامية الجديدة التي ترصد اي شائعة تؤثر علي الاسواق. ويشير د.الانصاري الي ضرورة وجود آليات قانونية تمنع الشركات من استخدام سلاح الشائعات لتهديد الاسواق. آليات المواجهة ويؤكد محمود عبد الحي مدير معهد التخطيط القومي ان الآليات المناسبة لمواجهة الأثار السلبية للشائعات علي الاقتصاد المصري والاسواق تتركز في زيادة مساحات الشفافية والتوعية والمصداقية لدي الجهات المسئولة والمؤسسات التي تحكم الأسواق. ويوضح ان الشائعات تسببت في وجود العديد من المشكلات بالأسواق المصرية كان آخرها ازمة ارتفاع اسعار السكر وارتفاع اسعار العديد من المنتجات الاخري ويضيف ان تعرض مصر لأزمة وكارثة انفلونزا الطيور يجعل الاقتصاد المصري مهددا بالعديد من الشائعات التي تنتشر في مثل تلك الكوارث بشكل يساهم في تهديد الاسواق وتعريض العديد من القطاعات للخسائر مقابل ارباح ومنافع لشركات اخري. ويضيف د.عبد الحي ان شائعة تلوث مياه نهر النيل بانفلونزا الطيور رفعت بشكل كبير من ارباح شركات المياه المعدنية في وقت انتشار الشائعة بالاسواق. ويقول ان المسئولين يجب ان يتفادوا اية مشكلات اخري وذلك عقب تأثير الشائعات وأزمة انفلونزا الطيور في الهبوط الاخير للبورصة المصرية وتدهور مؤشراتها مشيرا الي ان الشائعات تساهم في انتشار قضايا الفساد ولهذا تعمل دول العالم علي حصار انتشار الشائعات في اوقات الازمات من خلال آليات الشفافية والاعلان عن البيانات بشكل واضح في المجتمع. ويوضح د. عبد الحي ان الشائعات احيانا توجد العديد من الازمات وهي من الاخطار التي تهدد تواجد الاستثمارات الاجنبية كما تهدد مؤشرات التجارة الخارجية. ويضيف د. عبد الحي ان الحكومة المصرية بدأت في مواجهة الشائعات بالمراصد الإعلامية ويجب ان تلتزم بنشر آليات الشفافية في مختلف القطاعات حتي لا تتأثر الأسواق والمجالات الاقتصادية منها. ويطالب محمد العطار رئيس شعبة مستوردي الادوات الرياضية بضرورة انشاء وزارة مستقلة لادارة الازمات ومواجهة الشائعات خاصة في ظل تزايد الازمات والظواهر المصاحبة لها. مضيفا أن تزايد انتشار ظاهرة الشائعات أمر مقلق ولابد من مواجهته ومحاسبة ومعاقبة المتسببين في ذلك فهناك أشخاص أو شركات بعينها هي المستفيدة من تلك الشائعات وكالعادة المواطن ومحدودو الدخل هو الذي يدفع الثمن، مطالبا بضرورة وجود وزارة للطوارئ حتي لا يحدث هذا الهلع والخوف الذي سيطر علي الشعب المصري خلال اليومين الأخيرين.