كشف اللواء محفوظ طه رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر عن التفاصيل الحقيقية لغرق العبارة "السلام 98".. اكد طه لاعضاء لجنة الطاقة والانتاج الصناعي والنقل بمجلس الشوري خلال زيارة اللجنة لميناء سفاجا امس برئاسة محمد فريد خميس ان هيئة الموانئ لا تتحمل اية مسئولية من قريب أو بعيد عما حدث للعبارة. وقال ان مهمة الهيئة تقتصر علي المراقبة والتأمين لمسافة تمتد من 15 الي 20 ميلا من الميناء في عمق البحر حيث يتم تفريغ الممرات الملاحية للسفن القادمة او المغادرة في هذه المسافة وعمل الاجراءات اللازمة لدخول وخروج السفن وليس من مهامها الانقاذ او تلقي نداءات الاستغاثة. وقال طه ان الحادث وقع علي بعد 105 اميال من ميناء سفاجا حيث كان مخططا للسفينة المنكوبة الابحار الساعة الثامنة مساء من ميناء ضبا في السعودية علي ان تصل الي ميناء سفاجا الساعة الثالثة فجر يوم الجمعة. واوضح رئيس هيئة موانئ البحر الاحمر ان المعتاد ان يتم الابلاغ عن موعد ابحار السفينة والموعد المفترض لوصولها لميناء الرسو وينقطع الاتصال بعد ذلك حتي تدخل السفينة المنطقة المحددة وهي مسافة 15 الي 20 ميلا من الميناء حيث يتم النداء علي السفينة من قبل هيئة الميناء وهو ما تم بالفعل بالنسبة للعبارة "السلام 98" في الساعة 1.30 صباح يوم الخميس اي قبل الموعد المحدد لوصولها بساعة ونصف الساعة حتي يتم تجهيز الممرات الملاحية وعمل الاجراءات اللازمة للوصول. وعندما تم النداء لم تستجب السفينة وكان من المفترض اقلاع العبارة "سانت كاترين" من سفاجا الي ضبا الساعة 2 فجر الجمعة اي قبل وصول العبارة المنكوبة بساعة وعندما فشل النداء علي السفينة بدأت الاتصالات والاشارات مع اجهزة الرادار والمراقبة وتم تشغيل الرادارات الساحلية التي تمسح لمسافة 25 ميلا. وفي السابعة من صباح يوم الجمعة اكد رئيس الشركة المالكة للسفينة انهم فقدوا الاتصال بالسفينة وبعدها تم الاتصال بالمسئولين في ميناء ضبا السعودي وكان الرد ان العبارة لم تظهر علي الرادارات وهنا بدأ ابلاغ حرس الحدود والقوات البحرية المصرية الساعة 20.7 صباح الجمعة. واضاف طه انه تم استلام بلاغين الاول الساعة 8.10 صباحا من حرس الحدود السعودي مضمونه انه تلقي نداء استغاثة والبلاغ الآخر جاء من قائد العبارة "سانت كاترين" الذي افاد بوجود قارب نجاة وبه ضابط من ضباط العبارة المنكوبة والذي ابلغ بدوره عن غرق السفينة وهنا بدأت الاجراءات ووصلت اول طائرة لموقع الحادث الساعة 10.11 صباح الجمعة وتحركت فرق الانقاذ المصرية والسعودية والايطالية. وكشف اللواء طه عن ان هيئة الميناء ليس لديها وحدات الانقاذ القادرة علي الدخول الي اعماق البحار علي اعتبار ان الانقاذ ليس من مهامها ومع ذلك تمكنت هيئة ميناء سفاجا من انقاذ 1450 راكبا في حادث العبارة "السلام 95" الذي وقع عام 1995 لان الحادث كان علي بعد 9 اميال من الميناء اي في حدود وقدرات الهيئة بينما في حالة العبارة "السلام 98" فان المسافة 100 ميل وهي مسافة لا يقدر عليها سوي الوحدات البحرية. ونفي طه تلقي اية نداءات استغاثة من قائد العبارة مشيرا الي انه لم تصدر من العبارة اية اشارات استغاثة وان الاستغاثة جاءت من العبارة "سانت كاترين" والحرس السعودي الذي تلقي اشارة "سانت كاترين" ايضا. واستبعد اللواء محفوظ العثور علي الصندوق الاسود للعبارة مشيرا الي ان هناك صعوبة بالغة في العثور عليه. وقام محمد فريد خميس رئيس اللجنة بتسليم شيك قيمته مليون و40 الف جنيه لمحافظ البحر الاحمر منها 500 الف تبرعا شخصيا من فريد خميس لاسر الضحايا و500 الف من صندوق الاعضاء في مجلس الشوري و40 الفا عبارة عن بدل جلستين لاعضاء الشوري تبرعا لأسر المنكوبين. ووصف خميس ما حدث بانه اهمال جسيم وتسيب وعلي كل من تسبب في هذه الكارثة تحمل مسئوليته ولابد من مراجعة اجراءات السلامة والأمن علي العبارات والسفن واضاف فريد خميس ان الحادث كبير ويتطلب التفكير في تعديل القوانين او ادخال قوانين جديدة تحدد بوضوح المسئوليات فيما يتعلق بالانقاذ واجراءات السلامة في النقل بكل فروعه حتي يمكن التخفيف من حوادث النقل سواء البري او البحري او الجوي وتفادي ما يحدث من مهازل. واجمع اعضاء اللجنة علي ضرورة وجود نظام اتصالات مستمر مع السفن التي تقلع ذهابا وايابا منذ ابحارها وحتي وصولها ووضع اجراءات تأمين وحماية بحيث يتم تتبع حركة العبارات طوال رحلتها. واستنكر النواب عدم وجود وسائل اتصالات بالمراكب في عرض البحر وعدم تغطية الرادارات سوي ل25 ميلا فقط.