اطاحت انفلونزا الطيور بمشروعات تربية الدواجن في مصر واطاحت باكثر من مليون شخص يعملون في هذا القطاع المهم.. وهناك تقديرات تقول ان هذه المشروعات تمثل جانبا خطيرا في انتاج المنتجات الغذائية وان حجم الاستثمارات فيها يبلغ 15 مليار جنيه.. وقد توقفت تماما عمليات انتاج وبيع الدواجن في الاسابيع الاخيرة.. انخفضت الاسعار بصورة غير مسبوقة ولجأت بعض المزارع الي التخلص من الدواجن الصغيرة بدلا من تحمل تكاليف انتاجها حيث لا تباع في الاسواق امام رفض المواطنين شراءها.. وقد انتشرت شائعات كثيرة حول انفلونزا الطيور وقال البعض ان هناك اصابات حدثت في مصر ولكن وزارة الصحة كذبت ذلك كله.. واكدت ان مصر آمنة ولا توجد لدينا حالات مصابة.. ورغم هذه التأكيدات بقيت مشكلة مزارع الدواجن وعدم اقبال المواطنين علي شرائها.. ومنذ سنوات حدثت كارثة جنون البقر ورفض الناس شراء اللحوم وانخفضت اسعارها في ذلك الوقت بصورة رهيبة في الوقت الذي ارتفعت فيه اسعار الدواجن ولكننا في الايام الاخيرة وجدنا اسعار اللحوم ترتفع بينما انخفضت اسعار الدواجن واستمرت المضاربات بين تجار اللحوم وتجار الدواجن والاشاعات التي تحكم عمليات البيع والشراء.. ولاشك ان خوف المواطنين من انفلونزا الطيور له ما يبرره خاصة مع ظهور اصابات مختلفة في دول شرق اسيا خاصة اندونيسيا والصين.. وهناك حالة رعب في العالم بسبب انفلونزا الطيور لانها تمثل دمارا حقيقيا للبشرية اذا تحولت الي وباء واجتاحت دول العالم، ولهذا تحاول المؤسسات الدولية في مجال البحث العلمي وشركات الادوية البحث عن مضادات حيوية لمواجهة هذا الوباء الخطير وحتي الان لم تصل الي شيء رغم الميزانيات الضخمة التي رصدتها الدول والشركات لمواجهة هذه الكارثة.. ان اخطر ما يحدث في مزارع الدواجن في مصر الان هو تصفية هذه المشروعات امام خسائر ضخمة ولهذا ينبغي ان تقف الحكومة بجانب المنتجين خاصة امام عجزهم عن بيع الانتاج وتسويقه.. ان الدولة وقفت مع رجال السياحة ورجال البنوك وقدمت الدعم والقروض للشركات السياحية امام عمليات الارهاب ومطلوب منها الان ان تتعامل مع مزارع الدواجن بنفس الروح حتي يتجاوز اصحابها هذه الكارثة لانها تهدد بالفعل مستقبل هذه المشروعات في مصر.