حزب الله يؤيد الهدنة ووقف الهجوم الإسرائيلي على لبنان دون شروط    الغيرة القاتلة، جريمة زوجة مصرية أصبحت حديث العالم، تخلصت من زوجها بمنشار وقطعته في أكياس بشوارع أستراليا (فيديو وصور)    قراءة فى أفلام الدورة ال17 لمهرجان سلا الدولي لأفلام المرأة    دمشق تؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لردع إسرائيل    إسرائيل تُطلق 3 صواريخ على الضاحية الجنوبية في بيروت    حزب الله يؤيد الهدنة في لبنان دون شروط    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لمنزل بمخيم البريج وسط قطاع غزة    حماس: إنذار الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء مستشفيات شمال غزة انتهاك للقوانين الدولية    في ظل المحاكمة، موقف أحمد فتوح من رحلة الزمالك إلى الإمارات لخوض السوبر المصري    الرمادي: لهذا السبب وافقت على رحيل ريان وإبراهيم.. وكنا نعاني من أزمة في قائمة سيراميكا    نجم الزمالك: النادي يتعامل بشكل خاطئ مع ملف زيزو    سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 9-10-2024 مع بداية التعاملات- تفاصيل    علوم الفضاء: توقعات الأبراج والنجوم سحر وشعوذة    قبل العرض الخاص الليلة، تفاصيل فيلم بيومي فؤاد الجديد    أمين الفتوى: الوسطية ليست تفريط.. وسيدنا النبي لم يكره الدنيا    إعصار ميلتون يهدد فلوريدا والسلطات تلزم مليون شخص بالمغادرة    منال سلامة: ربيت أبنائي بصرامة وحزم لأني كنت أشعر بأني سأموت صغيرة    «يا رب يراجع نفسه».. رسالة نارية من عدلي القيعي لمسؤول الأهلي    عاجل.. رد مفاجئ من إمام عاشور على استبعاده من منتخب مصر    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري.. تراجع محدود    شريك حياتك يدعمك.. برج الجدي حظك اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024    9 شهداء في غارة إسرائيلة على حي الشجاعية بمدينة غزة    تعرف على فوائد التبرع بالدم بشكل منتظم    عاجل.. الزمالك يستخرج تأشيرة الإمارات ل أحمد فتوح رغم استبعاده المحتمل من السوبر المصري    «قديم واتصور في لحظة ضعف».. الفنانة شمس تكشف تفاصيل الفيديو المنتشر: سألجأ للقضاء    جامعة الأقصر تنظم ندوة تثقيفية للطلاب حول الإرشاد النفسي    حبس تشكيل عصابي لإدارتهم مصنع لإنتاج وتصنيع المواد المخدرة في حلوان    ستدفع فاتورة إنفاقك المتهور الفترة الماضية.. برج الجوزاء اليوم 9 أكتوبر    إجراء 5 عمليات جراحية كبرى بمستشفى سوهاج العام    حبس 4 متهمين بجرائم سرقة في مناطق متفرقة بالقاهرة    مصرع شخصين وإصابة 12 في حادث الطريق الصحراوي بمحافظة البحيرة    حبس المتهم بخطف سمسار بالمرج    سكودا تقدم إلروك.. البديلة الكهربائية لكاروك    افتتاح المقر الجديد لشهر عقاري وتوثيق «جهينة».. ومأمورية «المراغة»    الإصلاح والنهضة: رسائل تفتيش الحرب رسالة واضحة لكل من يحاول العبث مع مصر    "مياه أسيوط" تُواجه تحديًا هندسيًا لإصلاح تسريب خط الطرد الرئيسي- صور    من غير فلوس.. جمال شعبان يكشف عن أرخص دواء للوقاية من أمراض القلب    مفاجأة عن الأسعار.. الإسكان تكشف تفاصيل جديدة عن الشقق المطروحة    تضامن المنيا تنفذ خططا وبرامجا لدعم الأرامل ومحدودي الدخل    محافظ كفر الشيخ: إزالة 10 حالات تعد على الأراضى الزراعية ب3 مراكز    أحمد موسى: ظهور معدات عسكرية لأول مرة في اصطفاف الفرقة السادسة مدرعة    ملف رياضة مصراوي.. إصابة دونجا.. مصير قندوسي واكتمال صفوف منتخب مصر    حار نهارا.. تعرف على طقس اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024    التحريات تكشف سبب حريق شقة سكنية بالهرم    الدعاء كوسيلة للتخلص من الهموم وجلب الطمأنينة    الدعاء لتحصيل التوفيق والتيسير في الأمور    الدعاء في السراء والضراء: وسيلة للشكر والصبر    ضبط 3 متهمين صدر بحقهم 73 حكماً قضائياً في كفر الشيخ    عاجل.. تفاصيل جلسة جوميز مع أوفي إيجاريا صفقة الأهلي الجديدة    محمد فاروق يهدد بالاستقالة من رئاسة لجنة الحكام    نشرة التوك شو| نجيب ساويرس يبدأ كتابة مذكراته.. الإسكان تطرح الجديد وحدات سكنية جديدة    3 قرارات ل نقابة الأطباء بشأن أزمة التصالح على العيادات    موعد تشغيل خدمات الجيل الخامس في مصر وطرح الشريحة الإلكترونية eSIM (فيديو)    طريقة عمل الكيكة العادية الهشة، أرخص تحلية لأفراد أسرتك    اقرأ غدًا في "البوابة".. الرئيس: السلام خيار استراتيجي لمصر    أمين «البحوث الإسلامية»: الفتوى ليست مرتعًا للمتنطعين والشريعة جاءت لمصلحة العباد    وزير الصحة: إطلاق 40 دليلاً إرشادياً لتعزيز جودة الرعاية الصحية    مجلس النواب يوافق على منحة بمليونَي دولار لإنشاء ممر ملاحي -تفاصيل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وهم اسمه الوفاق..!
نشر في العالم اليوم يوم 07 - 12 - 2005

كان من الطبيعي أن تسارع هيئة علماء المسلمين في العراق وتهدد بأنها ستعتبر نفسها في حل من قرارات مؤتمر الوفاق الذي عقد في القاهرة تحت رعاية الجامعة العربية في الفترة ما بين 19 و21 من الشهر الماضي، لاسيما مع استمرار العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمريكية وقوات الحكومة العراقية حتي الآن، ذلك أن ما ترتكبه أمريكا يجعل منها الإرهابي الأول في العراق وما يجري ليس إلا تصفية جغرافية لاستئصال السنة فالحادث قتل وتمثيل بالضحايا.
أي وفاق؟
لم يحصد العراق شيئاً من وراء ما سمي بمؤتمر الوفاق، ولهذا بادرت هيئة علماء المسلمين وحذرت من قبل من الوضع الكارثي في العراق حيث المجازر التي ترتكبها أمريكا في "هيت" من خلال عملية أطلقت عليها القبضة الفولاذية، ومجازر أخري في بعض مناطق بغداد وهجوم واسع النطاق في الرمادي، حذرت الهيئة من أنها ستتخذ ما تراه مناسباً إذا استمرت هذه الأوضاع قائمة، ولما لم تتحرك الجامعة لوقف القتل والاعتقال العشوائي جهرت الهيئة بتهديدها والحق معها.
مجازر بالجملة..
لقد ازداد الوضع تأزماً في العراق بعد مؤتمر الوفاق المزعوم، أهوال خطيرة حدثت مع العمليات العسكرية المتعددة ومن خلالها جري قصف المدن والأحياء والمساجد والمدارس وأجبر الأهالي علي الرحيل واعتقل الكثيرون.. صورة مأساوية لا تستقيم معها الدعاية التي سبقت انعقاد مؤتمر الوفاق بوصفه سيضع نهاية للقتل والتصفية والتعذيب، ويرد السؤال وفاق مع من وقوات الحكومة تشارك في المجازر؟ بل إن الحكومة صعدت من جرائمها ولم تف بتعهداتها التي أكدتها خلال مؤتمر الوفاق الذي حضره الطالباني والجعفري!
وأد المقاومة هو الهدف..
بدا أن الهدف من عقد المؤتمر هو وأد المقاومة والقضاء عليها وليس إجبار قوات الاحتلال وقوات الحكومة العراقية علي وقف العمليات العسكرية اليومية واستهدافهم للسنة في الأساس ولقد أكد مسار الأحداث بأنه لا مستقبل لمؤتمر الوفاق وأنه بذلك يكون قد انتهي وتم وأده علي يد الاحتلال وأعوانه من ميليشيا النظام غير الشرعي في العراق.
الطالباني وشرعية الاحتلال
النظام العراقي غير الشرعي هو الذي منح الشرعية للاحتلال وأطلق يده كي تستأصل كل من تري ضرورة في استئصاله بما في ذلك المدنيون الأبرياء، أما المفارقة فلقد عكسها جلال الطالباني الذي وقف سداً منيعاً ضد المس بجنود الاحتلال فرأيناه يصرخ عشية انعقاد مؤتمر الوفاق بأن قتل الجنود الأمريكيين خطأ لأنهم موجودون في العراق بقرار دولي وبموافقة الحكومة الشرعية المنتخبة ثم يردف قائلاً: من الخطأ أن نقول إن هناك احتلالاً أمريكياً للعراق، فالصحيح أنه توجد قوات أجنبية وإذا كنا نتفق في الرأي مع كل المتطلعين لإجلائها إلا أن هذه أمنية تخرج عن نطاق قدراتنا وتحتاج إلي عقلانية في التعامل معها خصوصاً أن هذه القوات جاءت بقرار من الأمم المتحدة ولذا فإن رحيلها يجب أن يكون من خلال المنظمة الدولية..! وهكذا منح "الطالباني" لأمريكا صكاً مفتوحاً للقيام بكل ما تريد تنفيذه ضد الشعب العراقي، وثني الجعفري عليه عندما هاجم فكرة انسحاب قوات الاحتلال بل وأرسل خطاباً للأمم المتحدة يطالب فيه باستمرار تواجدها عاماً آخر!!
استعصاء الوفاق..
أدرك الكثيرون سلفاً بأن مؤتمر الوفاق لم يكن ليسفر عن نتائج إيجابية بالنسبة للشعب العراقي، خاصة أن تحرك عمرو موسي جاء متأخراً للجمع بين الأطياف والاثنيات، وعامة ما كان من الممكن التعويل علي المشهد الخارجي والرتوش الذي حاول كل فريق إظهاره خلال انعقاد المؤتمر المذكور، ولا مع ما حاوله عمرو موسي من استخدام أسلوب الملاينة والحيلة ولا مع تظاهر الآخرين بالترحيب والقبول بما هو مطروح، بدا وكأن كل طرف يمارس مبدأ التقية مع الآخر ويظهر خلاف ما يبطن، كان من الصعب علي عمرو موسي الجمع بين كل هذه الأطياف المتعارضة، بدا مستحيلاً تخدير فئة الشيعة الثيوقراطية التي تعتمد علي فتاوي الخوميني، وبدا مستحيلاً تليين عريكة الأكراد مع مالهم من ميول انفصالية وعداء مستحكم للمركز في بغداد ومع طموحاتهم في تأسيس دولة قومية كردية، وبدا من الصعوبة بمكان تغيير مفاهيم العلمانيين ممن يرون في الاحتلال تحقيقاً لمصالحهم.
الاحتلال الحاضر الغائب..
كان معروفاً سلفاً أن مبادرة الوفاق التي حركها عمرو موسي بإيعاز من أمريكا وجمع من أجلها الأطياف العراقية لن تنجح لسبب رئيسي وهو أنها لم تأت علي المشكلة الرئيسية وهي الاحتلال الذي تسبب في كل الكوارث التي حلت بالعراق وهو أمر ساعد علي تثبيت ما تردد في حينه من أن إدارة بوش هي التي حركت مبادرة الوفاق وبالتالي غابت مشكلة الاحتلال عن المؤتمر وكأن لا وجود للاحتلال أصلاً رغم أنه هو كل المشكلة وتكفي جرائمه في القتل والإبادة والتخريب والمداهمة والاعتقال ويكفي ما تسبب فيه من فوضي وانفلات أمني، ولكن من ناحية أخري كان الاحتلال هو الحاضر الغائب في مؤتمر الوفاق حيث كان الهدف هو قمع المقاومة وتذويب التناقض بين الفئات العراقية من السنة والشيعة والأكراد لكي يتفرغ الاحتلال بعد ذلك لتنفيذ مهمته الكبري في العراق وهي إبادة شعبه وتدمير بنية الدولة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.