أكدت الدكتورة مني محرز مديرة المعمل القومي للرقابة علي الدواجن أن مصر خالية تماماً حتي الآن من مرض انفلونزا الطيور ولا أساس لصحة كل ما يثار من شائعات حول وجود هذا المرض وانتشاره بين الدواجن المصرية. وأضافت أن وزارة الزراعة أعدت التجهيزات اللازمة لمنع دخول هذا المرض الي المزارع المصرية كما قامت بتوعية المواطنين بعدم صيد الطيور البرية حيث يمكن ان تنقل العدوي والتزم الجميع بالتعليمات فضلا عن تكثيف الرقابة علي المزارع خلال هذه الفترة. وأشارت الدكتورة مني محرز أن الوزارة قامت بعمل دورات تدريبية لجميع أطباء المديريات في مصر للتعرف علي المرض في حالة حدوثه وطرق مقاومته وأخذ عينات بصفة دورية من جميع مزارع مصر خاصة المزارع التي توجد في مسار الطيور المهاجرة لحماية مداخل مصر من دخول المرض وأوضحت الدكتورة مني محرز مديرة المعمل القومي للرقابة علي الدواجن أن هناك معملا بوزارة الزراعة معتمد دوليا لتشخيص مرض أنفلونزا الطيور ويتم تدريب الأطباء بالخارج علي التعامل مع الاجهزة الموجودة بالمعمل وإلي الآن لم تظهر أي حالة لمرض الانفلونزا. وأكد الدكتور محمد الشافعي أحد الخبراء المختصين بالثروة الداجنة أن إنخفاض أسعار الدواجن في الفترة الحالية يرجع إلي تخوف عامة المواطنين من مرض أنفلونزا الطيور والذي لا وجود له في مصر نهائيا حتي الآن. وأشار الي ان وسائل الأعلام المختلفة كانت سبباً رئيسياً في انتشار الشائعة من خلال تداول الموضوع يومياً إما عن اراء بعض الأفراد أو نقلاً عن وكالات الأنباء مشيراً الي أن الشعب المصري يميل دائما لتصديق الشائعات بل ربما يضيف عليها ما هو ضار لنفسه وللآخرين ونتيجة لكل هذه الشائعات انخفض الطلب علي الدواجن مما أدي إلي انخفاض سعر البيع بالمزارع إلي حوالي 60% من سعر التكلفة في الوقت الذي لا يشعر فيه المستهلك العادي عند شرائه للدواجن الحية من المحال بهذا الفارق الكبير حيث لم ينخفض السعر طوال الفترة الأخيرة عن 5.5 جنيه الي 7 جنيهات في الأحياء الشعبية و5.7 جنيه في الاحياء المتميزة ومعني ذلك أن خسارة المنتج في هذه الفترة وبسبب تداول الشائعات بلغت 40% من سعر التكلفة بينما حقق التاجر والبائع 100% من سعر البيع في صورة ربح وهو الفرق بين سعر البيع بالمحل والسعر بالمزارع وللأسف لم يشعر المستهلك بذلك أي أن المستهلك يدفع ما يزيد علي 70% إلي 100% ربحا للوسطاء في الوقت الذي يخسر فيه المنتج كل هذه الخسائر دون مبرر وكشف أن حجم المبيعات انخفض خلال الفترة الأخيرة بنسبة حوالي 40% نتيجة هذه الشائعات التي لا أساس لها من الصحة والدليل علي ذلك هو نفي الحكومة وجميع أجهزتها لوجود هذا المرض فضلاً عما اكدته منظمة الصحة العالمية WHO والمنظمة العالمية للأوبئة بباريس OIE من خلو مصر تماماً من مرض الانفلونزا وما أشادت به من الاجراءات والاحتياطات المتبعة في مصر منذ فترة طويلة الأمر الذي حال دون تسرب الفيروس لداخل البلاد. وأضاف الدكتور محمد أن خير دليل أيضا علي خلو بلادنا من الانفلونزا هو استئناف مصر لتصدير الدواجن ومنتجاتها من بيض تفريخ وكتاكيت تسمين وكتاكيت أمهات وبياض إلي آخره إلي الدول التي كانت قد أصدرت قرارات لديها بمنع الاستيراد من عدة دول لمجرد تأمين موقفها وعندما تأكدت هذه الدول من صحة بيانات المنظمات العالمية والمحلية من خلو مصر من هذا الفيروس عادت ثانية وفتحت باب الأستيراد من بلادنا ويمكن الاتصال بجمارك المطارات المصرية ومنافذ التصدير للتأكد من صحة هذه المعلومات مشيراً ألي أن هناك طلبات كثيرة من بعض الدول الآسيوية ترغب في استيراد الدواجن من مصر وجار دراسة بعضها وتم تنفيذ البعض الآخر خلال الفترة الأخيرة ومازال التصدير مستمراً. وأشار الدكتور محمد الشافعي إلي ضخامة حجم استثمارات الثروة الداجنة في مصر التي تتعدي ال 15 مليار جنيه مما جعلنا نحقق الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن وبيض المائدة وتوقفنا تماماً عن الاستيراد بل تم الاتجاه للتصدير منذ عدة سنوات والذي يتزايد بصفة مستمرة فقد بلغ حجم صادراتنا عام 97 خمسة ملايين دولار وقد وصل هذا العام حتي سبتمبر الماضي إلي 30 مليون دولار. وتوقع أن يرتفع حجم صادراتنا إلي 5.38 مليون دولار في عام 2006 و 5.48 مليون دولار في 2007 و63 مليون دولار في 2008. وأوضح أن هناك مزايا عديدة للتصدير أهمها أن كل مليون جنيه في الثروة الداجنة يتيح 70 فرصة عمل كما يساعد التصدير علي زيادة الاستثمارات لتغطية احتياجات المواطنين ومواجهة الطلبات الزائدة علي التصدير. وقد بدأت الاجهزة المعنية في مصر استعدادات ضخمة للسيطرة علي الطيور المهاجرة ورصدها ومتابعة تحركاتها حتي لا يدخل معها الوباء اللعين الذي اجتاح دولاً عديدة في العالم. وحسب تأكيدات الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة والسكان فان الطيور المهاجرة ليست السبب الوحيد في انتشار المرض عالميا لكنها احد الاسباب ولاننا في مصر نقوم بجهود مكثفة للحفاظ علي البلاد خالية من هذا المرض اللعين فقد بدأنا الاتجاه نحو الطيور المهاجرة باعتبارها احد مصادر الخطر التي يمكن ان تتهددنا خاصة في ظل المحاذير المتعددة التي تم اتخاذها بشأن عدم استيراد الطيور من المناطق المصابة. المهندس احمد الليثي وزير الزراعة واستصلاح الاراضي كان قد اكد ان مصر خالية تماما من انفلونزا الطيور مشيرا الي انه اصدر تعليمات الي الهيئة العامة للخدمات البيطرية بمواصلة الاجراءات لمنع دخول هذا الفيروس الي مصر. واضاف وزير الزراعة انه اصدر في هذا الشأن ايضا قرارا وزاريا بحظر استيراد الطيور ومنتجاتها من ريش الطيور والدواجن المجمدة واجزاء الدواجن بكل انواعها من جميع الدول والمناطق الموبوءة بهذا المرض. كما صرح الدكتور احمد توفيق رئيس الهيئة المصرية العامة للخدمات البيطرية انه تم تشكيل عدة لجان من المتخصصين بالهيئة وبالتنسيق مع المعاهد البحثية وكليات الطب البيطري لتحديد الاجراءات الواجب اتخاذها لمنع دخول المرض للبلاد. وقال انه تم اعداد نشرة علمية عن المرض وتوزيعها علي مديريات الطب البيطري بالمحافظات بالاضافة الي التنبيه علي مديريات الطب البيطري في جميع المحافظات بسرعة ابلاغ الهيئة في حالة الاشتباه في المرض او اعراضه مثل نفوق مفاجئ يتخطي نسبة 30% خلال فترة 3 ايام. كما اكد انه تم التنسيق مع معهد بحوث الامصال واللقاحات لسرعة تجهيز اللقاح اللازم في حالة الحاجة اليه لتحصين الدواجن. واوضح ان الهيئة تقوم برصد المرض وتطورات انتشاره دوليا بالتعاون مع المنظمات العالمية المعنية والمراكز العلمية التي تقوم بجمع عينات من الطيورالمهاجرة والطيور المحلية وعمل فحوص معملية عليها حيث اثبتت نتائج تلك الفحوص عدم وجود المرض في جمهورية مصر العربية.