مع بدء حزب العمال البريطاني الذي يتزعمه بلير فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة بأغلبية أقل بكثير عن الولاية السابقة فانه توجد علامات متزايدة علي أن جوهرة تاج حكومة بلير بدأت تفقد بريقها. ويبدو أن البريطانيين قرروا أخيرا وضع نهاية لموجة زيادة الانفاق التي أعطت القوة لرابع أكبر اقتصاد في العالم بعد ارتفاع اسعار الفائدة وارتفاع اسعار الوقود وانتهاء موجة ارتفاع اسعار المنازل ومخاطر زيادة الضرائب. وقال "فيليب شو" كبير الاقتصاديين في مؤسسة "انفيستيك" في لندن "من حيث التوقيت فإن اختيار بلير كان صحيحا فيما يبدو". وأضاف "الرياح الباردة تهب في قطاع المستهلكين. في نفس الوقت الاقتصاد العالمي يمر بضعف في النمو كما ان شركات التصنيع تشهد ضعفا في الطلب الاقتصاد ينمو ببطء شديد للغاية عن العام الماضي". وقال محللون ان توقعات وزير المالية "جوردون براون" بأن يتراوح معدل النمو بين 0.3 و5.3% في العام الحالي كانت متفائلة. وأظهرت الاحصائيات التي نشرت هذا الاسبوع انخفاض مبيعات التجزئة باسرع ايقاع منذ اوائل التسعينيات وبدأ يزداد عدد الشركات التي ينحسر تفاؤلها. وانحت شركات "كينجفيشر" لتجارة التجزئة ومتاجر "ارجوس" ومتجر "اتش. ام. في" لادوات الموسيقي بالملائمة في انخفاض المبيعات علي تراجع حماس المتسوقين. وحذرت مجموعة "وايتبريد" التي تمتلك حانات وملاهي من تراجع الانفاق. وقالت شركة ال. ايه. فيتنس التابعة لمجموعة جيم ان عدد الاعضاء يتناقص وأكبر مخاوف تراود بنك انجلترا "المركزي" هي احجام المستهلكين الشديد عن الشراء وهو الأمر الذي بدأ يتحول الي حقيقة وتوقع العديد من المحللين ان تتراجع في وقت لاحق من العام الحالي اسعار الفائدة التي ارتفعت الي الذروة وبلغت 75.4%. وقال "ديفيد سكاميل" مدير التمويل بشركة "شرودرز" في لندن "نحن جميعا نعلم ان وضع الميزانية يتدهور كما نعلم جميعا انهم سيضطرون الي عمل شيء ما في هذا الشأن. وقال محللون أن أي تباطؤ شديد وما سيترتب علي ذلك من زيادة في معدل البطالة سيزيد من الضغوط علي الماليات العامة وتراجع أغلبية بلير معناه انه سيكون من الاصعب علي الحكومة ان تتوقع أي خفض في الانفاق.