لن نفرط في مصرية مصر «أقسم بالله أن أكون مخلصا لقيم الحرية. أقسم بالله الذي منحنا الحرية أن أدافع بكل كياني عن حرية الإبداع في الفكر والأدب والفن والعلم. أقسم بالله الذي منحنا الحرية ووهبنا العلم أن أدافع بكل كياني عن هوية مصر وتراثها الحضاري بكل منجزاته الأثرية والأدبية والفكرية والفنية. أقسم بالله العظيم أن أكون مستعدا للتضحية بحياتي ثمنا لحقي وحق الآخرين في التعبير عن الرأي بكل حرية والله علي ما أقول شهيد». كان الله شهيدا علي قسم «المبدع المصري» الذي أقسمناه في المؤتمر الأول «لجبهة الإبداع المصري» الذي عقد في نقابة الصحفيين يوم السبت الماضي - 14 يناير 2012 تحت شعار «مصر مصرية» وضم بقدر ما اتسع المكان - جلوسا ووقوفا في أكبر قاعات النقابة وفي الشرفة العلوية المطلة علي القاعة، - المئات من عقول وقلوب وروح مصر الحرة. ضم الإرادة التي هي ابنة فجر الضمير الإنساني وكان الله شاهدا علي القسم وحضارتنا العريقة وأرواح الراحلين شهودا علي القسم وعلي أن أبناء مصر ورثة حضارتها العظيمة سوف يحمون روح مصر بأرواحهم وأعمارهم وأن مصر ستظل مصرية. أقسمت عقول مصر وقلوبها الحرة قسم المبدع المصري وتعهدت في البيان الأول «لجبهة الإبداع المصري» بألا تخمد ثورتنا طالما هناك فقير «يبيت جائعا»، ولن تخمد ثورتنا وفي السجون الآلاف ممن أصروا علي استكمال ثورتهم، ولن تخمد ثورتنا دون أن يشترك كل المصريين في صياغة مستقبلهم دون تفرقة علي أساس الدين أو الجنس أو اللون أو الطبقة، ولن تخمد ثورتنا إلا بإعلاء دولة القانون ووقوفنا سواء بسواء أمام القانون دون أن يكون هناك من يصل إلي المحاكمة في طائرة والآخر يسحل في الشوارع أو يكبل بالأصفاد في سرير جراحه، ولن تخمد ثورتنا إذا لم يقدم كل الذين قتلوا الشهداء وأصابوا المصابين وسحلوا المتظاهرين وعروا الأجساد إلي محاكمات عادلة يستوي في ذلك من اقترفها في الأيام الأولي للثورة أو في ماسبيرو أو البالون أو السفارة أو محمد محمود أو مجلس الوزراء، ولن تخمد ثورتنا حتي تكون كرامة أي مصري هي كرامة الوطن نفسه ويحصل كل مواطن علي حقه في التعليم والعلاج والخدمات المادية والثقافية، وأكد البيان أن المستقبل القادم لن يكون إلا بفتح كل النوافذ أمام طاقات الإبداع المصرية. ولمواصلة المواجهة سوف تنطلق الساعة الواحدة ظهرا مسيرة من دار الأوبرا حتي مجلس الشعب في جلسة انعقاده الأولي يوم 23 يناير، حتي يدرك أعضاؤه - وهم بالتأكيد يدركون - أن في مصر عقولا لن تفرط في مصرية مصر، ولن ترهبها فضلات العقول المظلمة القادمة من هبة رمال سوداء تحاول إطفاء نور أضاء العالم قبل التاريخ وقبل أن تتعلم البشرية حروف الهجاء.