في تجمع حاشد، أعلن أكثر من ألف مثقف مصري رفضهم الكامل لأي شكل من أشكال الحجر أو الإرهاب الفكري للمثقفين والمبدعين والفنانين، وأنهم يرفضون بكل حسم «إرهاب العقول.. وتكفير التفكير»، وسيقفون بكل قوة في وجه أي محاولة للانتقاص من حرية الرأي وحق التعبير والحق في المعرفة. وأعلن ممثلون عن المثقفين المصريين، في حضور أكثر من ألف مثقف وكاتب وفنان وصحفي، البيان التأسيسي الأول لجبهة الإبداع المصري، في المؤتمر الصحفي الذي عقد عصر يوم السبت بنقابة الصحفيين، ويأتي المؤتمر على خلفية الدعوة التي أطلقها مثقفون مصريون لضم التكتلات والائتلافات والاتحادات والنقابات المتصلة بالعمل الثقافي، مثل نقابات الفنانين التشكيليين والسينمائيين والصحفيين، وأتيليه القاهرة، وحركة «نحو دستور ثقافي مصري»، وائتلاف فنانين ومصريين من أجل التغيير، وغيرهم في «جبهة الإبداع المصري»، حيث يضم هذا التجمع الموحد كافة أطياف وتيارات الثقافة المصرية المختلفة، لمواجهة الهجمة الظلامية الشرسة على الثقافة المصرية ورموز الإبداع الفكري والفني والأدبي، والتصدي لدعوات تقييد الحريات وحق التعبير والإبداع. وجاء في البيان الذي ألقاه الفنان "محمود ياسين" رفض جبهة الإبداع المصري لأي اعتداء أو تشويه لرموز الفن والثقافة والمصرية، والتأكيد على «عدم السماح بتغيير ملامح الشخصية المصرية بتطوراتها الحضارية وعودتها إلى الوراء مع رفض التهجير للعقل المصري وقمعه،ورفض السماح لجهات مختلفة من المساس بالتراث الحضاري المصري ومن بينها الآثار والعمل بجدية لعودة مصر إلى دورها الريادي علميا وأدبيا وفنيا وإعلاميا في العالم العربي والوقوف صفا واحدا في وجه من يريدون أن يطفئوا طاقة التنوير المصرية». وأكد البيان رفض المثقفين المصريين «الإرهاب على العقول وتكفير التفكير واعتبار أن من يعارض المجلس العسكري خائنا وأن من يهاجم التيارات التي تسمي نفسها بالدينية كافراً». وتعهد الموقعون على البيان بأن «الثورة لن تخمد ما دام هناك فقير على أرض مصر يبيت جائعا وشقيقه في الوطن ينعم بالمليارات، ولن تخمد الثورة وهناك الآلاف في السجون من أبنائنا وأشقائنا ممن أصروا على استكمال ثورتهم». وطالب البيان باشتراك المصريين في صياغة مستقبلهم دون تفرقة على أساس الدين والجنس أو اللون أو الطبقة وإعلاء دولة القانون دون أن يكون هناك من يصل إلى المحكمة بطائرة والآخر يسحل في الشوارع أو يكبل بالأصفاد في سرير جراحه. وأكد البيان أن «الثورة لن تخمد حتى يقدم كل الذين قتلوا الشهداء وأصابوا المصابين وسحلوا المتظاهرين وعروا الأجساد إلى محاكمات عادلة يستوي في ذلك من اقترفها في الأيام الأولى للثورة أو في ماسبيرو أو مسرح البالون أو السفارة الإسرائيلية أو شارع محمد محمود أو مجلس الوزراء». افتتح المؤتمر بالوقوف دقيقة حدادا على روح الكاتب الراحل الكبير "إبراهيم أصلان، ثم تم الإعلان عن مشاركة البطل أحمد حرارة في فعاليات المؤتمر، وهو الإعلان الذي قوبل بعاصفة غير مسبوقة من الهتاف والتصفيق والحماسة الشديدة وظل الحضور وقوفا لأكثر من 5 دقائق تعبيرا عن احترامهم وتبجيلهم وتحيتهم للبطل العظيم، وهو ما حدا بالدكتور حسام عيسى لأن يصفه ب«من فقد بصره من أجل الثورة وأصبح واحدا من رموز استمرارية الثورة». وتحدث كل من "جمال فهمي" ممثلا عن الصحفيين، والدكتور "حسام عيسى"، والروائي الكبير "بهاء طاهر" ممثلا عن الكتاب والأدباء، والمخرج الكبير "داوود عبد السيد" ممثلا عن السينمائيين، والفنان "محمد عبلة" ممثلا عن الفنانين التشكيليين، واتفقوا جميعهم على أن الثورة قامت من أجل الحرية والكرامة الإنسانية واحترام العقل الإنساني وارتباط إبداعه بانطلاقه إلى أبعد الآفاق من خلال الحرية في الإبداع في كل المجالات. شهد المؤتمر حشدا غير مسبوق من كل التيارات والنقابات والاتحادات والائتلافات الثقافية والفنية أو المتصل منها بقريب أو بعيد بالعمل الثقافي، وكان من أبرز الحضور من الكتاب والروائيين والشعراء والمسرحيين "بهاء طاهر" و"صنع الله إبراهيم" و"يوسف القعيد"و"مكاوي سعيد" و"حمدي الجزار" و"أحمد إسماعيل" و"عبده جبير" و"جمال بخيت" و"زين العابدين فؤاد"و"إبراهيم داوود" وغيرهم كثيرون. ومن الفنانين والمتصلين بالحقل السينمائي "محمود ياسين" و"محمود حميدة" و"نبيل الحلفاوي" و"محمد العدل" و"خالد يوسف" و"جيهان فاضل" و"خالد أبو النجا" و"فتحي عبد الوهاب" و"مجدي أحمد علي" و"إنعام محمد علي" و"محمد خان" و"عصام الشماع" وعدد كبير من الممثلين والسينمائيين، وكانوا الأكثر تمثيلا في المؤتمر.