أقامت الجبهة المصرية للدفاع عن حرية الإبداع مؤتمرها الأول أمس في نقابة الصحفيين للإعلان عن أهدافها ونشر المبادئ الاساسية لها لإقامة نقاش حولها, وذلك بحضور عدد كبير من الفنانين والإعلاميين والسياسيين. منهم حسين فهمي, فتحية العسال, محمد العدل, خالد يوسف, عمرو حمزاوي, يسرا, محمود ياسين, محمود حميدة, اسعاد يونس, محمد عبلة, يسري فودة, يوسف القعيد, بهاء طاهر, داود عبد السيد, د.عماد ابو غازي, جمال بخيت, المنتج جابي خوري, الناشر محمد هاشم, الشيخ محمود عزب مستشار فضيلة الامام الاكبر, الشيخ د.جمال قطب, وبطرس دنيال نيابة عن الكنيسة الكاثوليكية, مجدي أحمد علي, مسعد فودة رئيس نقابة السنمائيين, فريدة الشوباشي, رانيا محمود ياسين, إبراهيم عبد المجيد, هاني سلامة, صبري فواز, شريف رمزي, جمال سليمان., علاء الأسواني, مدحت العدل, كما حضر رمز من رموز الثورة د.أحمد حرارة. وفي بداية الاحتفالية وقف الحضور دقيقة حدادا علي أرواح شهداء الثورة وعلي روح الكاتب إبراهيم أصلان. وقال جمال فهمي عضو مجلس نقابة الصحفيين اننا نواجه خطرا جديا يهدد الحرية ولا نفتعل قضية, لكن نحن نؤكد ألا يستطيع أحد أن يحرم الشعب من حريته ومن أقوي سلاح لديه هو الفن والابداع الذي أصبحت له اليد العليا في الوطن العربي والعالم كله. وعرض د. حسام عيسي رئيس لجنة الصياغة أهم الافكار التي احتواها بيان الجبهة, ثم قام الفنان محمود ياسين بالقاء البيان, وجاء أبرز ما فيه أن الجبهة تدرك أن ثورة25 يناير أول ثورة حقيقية ذات طابع شعبي خالص هب الشعب لكي يحرر أوضاعهم من الاستبداد, ونحن علي يقين أن الثورة يجب أن تصل لكل قنواوتها, والتي لا تعني فقط اختيار الشعب لحكامه, ولكن لتحرير القيود عن الابداع ومن دون هذا التحرير لا يوجد مشروع للنهضة. وأضاف ياسين:حضرنا لنقولها صريحة لن نقبل بنزع روح مصر ووجدانها ولا بتغيير الملامح المصرية التي رسخت رغم تعدد المعتدين, ونرفض تهجير العقل المصري للخارج ونرفض قمعة في الداخل, جئنا لنقف أمام من يريد ان يطفيء طاقة التنوير المصرية, لن نقبل بارهاب العقول, واعتبار ان من يعارض المجلس العسكري خائن, ولا من يهاجم التيارات التي تطلق علي نفسها دينية كافر. لذا فاننا نتعهد بانه لن تخمد ثورتنا طالما ان هناك فقيرا علي ارض مصر ينام جائعا وشقيقه في الوطن ينعم بالمليارات, خاصة ان كانت منهوبة من ماله وله فيها حق, ولن تخمد الثورة وفي السجون آلاف من أبنائنا وأشقائنا, ممن أصروا علي استكمال ثورتنا, ولن تخمد ثورتنا الا باعلاء دولة القانون ووقوفنا سواء بسواء أمام القانون دون أن يكون هناك من يذهب للمحاكمة في طائرة وغيرة يسحل في الشوارع, ولن تخمد ثورتنا إذا لم يقدم من قتلوا الثورة وسحلوا وعروا في الشارع إلي المحاكمة, يستوي في ذلك أول أيام الثورة وماسبيرو ومحمد محمود مجلس الوزراء والسفارة. وأكد ياسين أن المستقبل القادم لن يكون إلا بفتح كل النوافذ أمام كل الطاقات الابداعية, ونؤكد أننا لسنا حزبا سياسيا, لكن ما يعنينا هو بناء مصر القادرة والنهاضة. وقال الكاتب بهاء طاهر: بناء دولتنا الحديثة استغرق ما يقرب من قرن للخروج من منظومة الفكر العثماني المتخلف الذي كان سيدمر البلد, وما أن خرجنا إلا وأن بدأ الانقلاب علي الدولة المدنية, والذي ادي للوصول لحكم المخلوع, لذا يجب ان نحرص كل الحرص لإحياء اسس الدولة المدنية التي حارب لاجلها الكثيرون, وان لم نستطع احياءها سيكون مجهودنا عبثا. وأضاف الفنان محمد عبلة أن الفن والحرية تصنع عالم أكثر رحابه, وجئنا لنؤكد تضمين الحرية في كل مواد دستورنا القادم. فيما فضل الشاعر جمال بخيت أن يلقي كلمته نيابة عن الشعراء من خلال قصيدة بعنوان مسحراتي العرب طفل وصبي وعجوز يشبه نجيب محفوظ, ثم قام بالقاء قسم الجبهة وردد الحضور وراءه وكان القسم بعنوان المبدعين المصريين. وألقت الكاتبة فريدة الشوباشي كلمة نيابة عن الاعلاميين موضحة أنه لا حياة بدون حرية لانها اعلي قيمة انسانية وهي مسئولية لأن اكشف العيوب ولنواجه النقص الموجودة فيمن يحكم لكن كيف اعبر عن ذلك أذا تم منع هذه الحرية, كما ان كانت حرية الاعلام مكفولة حقيقة وليس ديكورا كنا لم نصل لما وصلنا له الآن. ومن جانبه قال الشيخ د. جمال قطب: أمارس دعوتي منذ تخرجي من الأزهر علي ان القرآن الكريم قد حوي علي مقالة كفر فرعون انا ربكم الاعلي ولم يخفها وأعلنها ورد عليها, هذا يجعلنا نقول كل قول دون أن يمنع, ولا مانع من أي ابداع يمارس حق التعبير بعيدا عن ميزانية الدولة وعن الا يفرض الابداع غير المحكم من اهله في المدارس والجامعات, مثل د. نصر ابو زيد من حقه ان يقول ما يريد من فكر وأن تقوم دار نشر بنشره لكن لا يفرض ما يقول في الليسانس علي الطلبة. لكن هذا القول أثار حفيظة المنتج محمد العدل وقال أن من حق أي شخص أن يعبر عن رأيه بحرية في المدرسة وفي الجامعات وكل مراحل التعليم, وأن من المفترض أن يرد علي الفن أو الإبداع بفن وإبداع مثله مثلما رد علي كتاب لماذا انا ملحد بكتاب آخر لماذا انا مسلم, وأحب أن اذكر الشيخ قطب أن أموال الدولة جاءت منا فهي ملكنا. كما أوضح العدل أن الاقدار شاءت ان تنشأ الفكرة في عقول اسعاد يونس ومحمد القليوبي وداود عبد السيد, والتقينا في غرفة صناعة السينما لمناقشة الفكرة, لكن وجدنا ان هناك فرقا اخري أيضا تسير في نفس الاتجاه مثل المخرج خالد يوسف, واتيليه الاسكندرية, وأتيليه القاهرة, لذا تجمعنا جميعا علي فكرة الدفاع عن حرية الابداع, وخاطبنا النقابات والجمعيات والإئتلافات للمشاركة, رافعين شعار مصر مصرية, لأن مصر لها خصوصيتها في تدينها, ولها ثقافة خاصة تمنح الشخصية المصرية هويتها المتفردة, وندعم حرية الرأي والدفاع عنه لكل مبدع, وندعم من يقدموا ابداعهم في القري والمدن والمناطق الشعبية, ومن خارج الضوء, لتأكيد أن الابداع ليس حكرا ومن حق اي شخص ان يقدمه, كما تتوجة الجبهة بالشكر للازهر والامام الاكبر من أجل الوثيقة التي أكدت أن الأزهر مازال هو المعبر عن الاسلام الوسطي, وأن الحرية التي نسعي إليها هي ركن من اركان الدين الاسلامي. وقال المخرج داوود عبد السيد في كلمته نيابه عن السينمائيين: لقد اعتبرت السينما مصدر دخل للدولة ولم ينظر لها علي أنها قوة فاعلة, كما تفرض عليها رقابة شديدة التخلف قبل ان تتحول لشريط سينمائي مما يعني رقابة علي الفكر, كما أن القنوات التليفزيونية تتيح لنفسها حق البتر متناسية حق التعبير والحق الادبي للمبدعين, ولا يمكن للسينما ان تتميز في غياب باقي الحرف التي يمكن تحريمها من غناء ونحت وتمثيل ورقص, فالسينما جزء من البناء الثقافي لا يمكن ان تزدهر في عدم وجود الحرية, وهناك ثلاث مؤسسات يجب أن تتحرر من حكم الدولة الشمولية هي التعليم, الاعلام, ومؤسسة الثقافة. كما ألقي المخرج عصام السيد كلمة نيابة عن المسرحيين وأكد أنه حان الوقت لإلغاء الرقابة وأن تكون مهمتها تحديد عمر مشاهدة العمل, كما نطالب بحرية الفعل المسرحي بأن يقدم الفنان عرضه في أي مكان دون أي منع, وأن أي فنان من حقه ان يقدم ابداعه علي مسارح الدولة بدلا ان يتسول لتقديم فنه, وأري أن لجنة صياغة الدستور يجب أن تمثل كل القطاعات اذ يكتبه المبدعون ويصيغه القانونيون. وأكد القائمون علي الجبهة أنهم سيخرجون يوم23 يناير التي تشهد أولي جلسات مجلس الشعب بمسيرة من دار الأوبرا حتي مجلس الشعب وتسليم هذه التوصيات للنواب, أما يوم25 يناير فللأسف لن نذهب للميدان لكي نحتفل لكن سنذهب لأن الثورة لم تكتمل بعد.