«الطرف الثالث»! علام الغيوب الذي يعرف كل الأسرار ويكتشف كل ما خفي عن عيون الآخرين.. توصل في لحظة صفاء وتجلي إلي أحدث وأخطر اكتشافاته التي لم تخطر علي بال أحد.. وهي أن «الطرف الثالث»، الذي يحرق ويدمر ويخرب، ليس الجيش ولا الشرطة ولا الثوار.. وإنما «فلول اليسار.. وبعض الإعلاميين»!! ولا شك أن هذا «الاكتشاف» جاء نتيجة تأمل عميق ودراسة شاملة وبحث علمي غيرمسبوق.. ليساهم في الحملة الضارية الجارية الآن علي شباب الثورة وكل من يتطلع إلي تغيير حقيقي ونهضة اجتماعية واقتصادية. ولا تتوقف «الاكتشافات» الجديدة عند هذا الحد، بل إن هناك من تفوق في هذا المضمار. يكتب أحدهم تحت عنوان «اقتلوهم» (!) عن السبب الوحيد فيما نحن فيه من مصائب. وبعد أن تفرغ من القراءة تضع يدك علي الأشخاص المطلوب قتلهم.. عقابا لهم علي ما يفعلونه.. وهم «أعداؤنا الذين هم بنات 6 أبريل وأطفال الشوارع» (!!). ويقول صاحب الاكتشاف الجديد إنه لم يبق سوي أن نهجم عليهم هجمة رجل واحد.. فتنتهي مصائبنا وينكشف أمامنا المستقبل زاهيا.. واعدا (!!). .. أما عريضة الاتهام ضد هؤلاء، فهي تتلخص في أنهم عاثوا فسادا ودمارا في شوارع مجلس الوزراء وقصر العيني وريحان «يقصد الشيخ ريحان» ويشاركون في مخطط إسقاط الدولة!! وهكذا توصل المحلل العبقري إلي «الطرف الثالث» أو «اللهو الخفي»، الذي يقف وراء كل مصيبة وقعت في مصر خلال الشهور الماضية، والذي ظل المصريون يبحثون عنه دون أن يجدوه.. فإذا به ليس سوي هؤلاء الأطفال وهاتيك البنات!! أما أطفال الشوارع - وهم نتاج نظام اجتماعي اقتصادي مناهض لمصالح الشعب وفاسد حتي النخاع - فإنهم مخربون تحت الطلب وقتلة بأجر، في رأي المحلل الكبير. وفيما يتعلق ب «هاتيك البنات».. فإن صاحبنا الناصح الفذ يقول لهم: إن الأدب وجلوس المرأة في البيت.. فضلوه علي الثورة وعلي الكرامة وكل شيء!!! هذه مجرد عينة من تعليقات صحف هذه الأيام. القناع يسقط علي الوجه المناهض للثورة بكل سفور.. هذه الأيام. والآن نعرف من هو «الطرف الثالث».