أشعر براحة كبيرة, رغم كل ما حدث خلال الأيام الخمسة السوداء( من الجمعة حتي الثلاثاء).. عندما كنا نصحو علي وقع أصوات الرصاص الخرطوش والحي, وقعقعة الحجارة وقطع الرخام, وعلي بيانات المتحدث بأسم الصحة تجلجل بأسماء الشهداء والمصابين. ومبعث راحتي, أننا خلال تلك المدة الصغيرة في عمر الأمم, عرفنا أعداءنا, وتأكدنا أنهم السبب الوحيد فيما نحن فيه, ولم يبق سوي أن نهجم عليهم هجمة رجل واحد, فتنتهي مصائبنا, وينكشف أمامنا المستقبل زهيا واعدا. أعداؤنا هم: بنات6 أبريل وأطفال الشوراع اللائي والذين عاثوا فسادا ودمارا في شوارع مجلس الوزراء وقصر العيني وريحان, بل إنهم يشاركون في مخطط إسقاط الدولة الذي لم يترك المجلس العسكري وسيلة إلا واستخدمها لتحذيرنا منه. ليس هذا فقط, بل إنني أكاد أجزم أن الطرف الثالث أو اللهو الخفي الذي هو وراء كل مصيبة وقعت في مصر خلال الشهور الماضية, والذي ظل المصريون يبحثون عنه دون أن يجدوه, ليس سوي هؤلاء الأطفال وهاتيك البنات. وللبرهنة علي ذلك, فإنني أتساءل( ومرشدي هنا الشيخ عبدالكريم أبو حديدة أحد قيادات الدعوة السلفية) كيف لفتاة محترمة أن تبيت داخل خيمة طيلة20 يوما مع الشباب المعتصمين؟, كما أنني أسير مغمض العينين وراء الشيخ عاصم عبدالماجد المتحدث باسم الجماعة الإسلامية حين قال الذين تحدثوا عن شرف النساء عليهم أن يتساءلوا عن الشرف في خيام الاعتصام حيث كانت البنات تنام في خيام واحدة مع الشباب ويرقصون علي نغمات الأغاني. أنا أيضا أعيد السؤال الذي سيصبح خالدا بإذن الله, وهو لماذا ارتدت الفتاة التي تعرضت للسحل والتعرية علي أيدي جنود من الجيش عباءة علي اللحم؟ ولماذا تواجدت أصلا في المكان؟ ولن أستمع ولو لحظة واحدة لمن ملأوا الدنيا كلاما وفيديوهات, إنهم أقلية, وعليهم أن يصمتوا.. وإذا ابتليتم فاستتروا. وبالطبع لن أرد أو ألتفت إلي الكلام الذي يقول إنه لولا هؤلاء الفتيات( والشباب بالطبع) لما قامت الثورة, ولما حصد الاخوة السلفيون المقاعد في البرلمان, ولما كان المجلس العسكري في سدة الحكم, فهذا الكلام مردود عليه, لأن الأدب, وجلوس المرأة في بيتها, فضلوه علي الثورة وعلي الكرامة وكل شيء. أما العدو الثاني, أي أطفال الشوارع, الذين كنا ننظر إليهم علي أنهم ضحايا, فإذا بهم مخربون تحت الطلب, قتلة بأجر, جري استئجارهم في احداث السفارة الإسرائيلية ثم شارع محمد محمود, وهاهم الآن يحرقون ضمير مصر المجمع العلمي ويخططون لإسقاط الدولة, فهل تأخذنا بهم رحمة؟. وما دمنا عرفنا أعداءنا, علينا أن نتوقف عن جلد أنفسنا, فنحن لم نخطيء.. لا العسكري ولا الأحزاب ولا أحد.. فقط بنات6 أبريل وأطفال الشوارع, وقد حان وقت عقابهم. المزيد من أعمدة عبدالله عبدالسلام