تعليقا علي خطاب «أوباما» أمام الجمعية العامة أصدر حزب التجمع بيانا قال فيه : باعتراف إسرائيل نفسها ، .. فإن خطاب الرئيس الأمريكي أوباما في الأممالمتحدة كان " خطابا صهيونياً " بامتياز واعتبرت الصحف الإسرائيلية أن أوباما هو " وزير خارجية إسرائيل وسفيرها في الأممالمتحدة " ، وأنه لم يسبق أن سمع أعضاء المنظمة العالمية خطاباً موالياً وداعماً لإسرائيل مثل خطاب أوباما ، بل أن إسرائيل نفسها لم تكن تعرف كيف تبرر احتلالها وجرائمها في الأراضي الفلسطينية كما فعل أوباما . أما الصحف الأمريكية ، فقد اعتبرت أن أوباما «جندي تابع لإسرائيل».. وتوالت التهديدات والإنذارات من جانب الإدارة والكونجرس في الولاياتالمتحدة والموجهة ضد السلطة الفلسطينية لمجرد أنها طالبت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية علي أراضي 4 يونيو عام 1967 والعضوية الكاملة في الأممالمتحدة بعد معاناة وتضحيات . ورغم أن الفلسطينيين يريدون إقامة دولتهم علي مساحة 22% فقط من أراضي فلسطين التاريخية ، ورغم أن العرب عرضوا في قمة بيروت عام 2002 مشروعاً كاملاً للسلام والتطبيع الشامل مع إسرائيل من المحيط إلي الخليج مقابل الانسحاب من الاراضي المحتلة عام 1967 ، إلا أن الرئيس الأمريكي يهدد باستخدام حق "الفيتو" ضد الطلب الفلسطيني واتخاذ إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية .. مع أنه وعد قبل عام مضي بأن هذه السنة سوف تشهد ولادة الدولة الفلسطينية وعضويتها في الأممالمتحدة! الآن يتأكد لدي الجميع أن الرئيس أوباما كان كاذباً في كل دعوة منذ خطابه بجامعة القاهرة ، وأن جميع الرؤساء الأمريكيين خدعوا العرب ويريدون إخضاع الاراضي الفلسطينية للسيطرة الصهيونية ومحو الوجود الفلسطيني ، وفي أحسن الأحوال تهيئة كل الفرص لإسرائيل لفرض شروطها علي الفلسطينيين . فهل ستظل العلاقات العربية الأمريكية علي ما هي عليه الآن بعد أن سقطت كل الأقنعة عن الوجه الأمريكي القبيح المعادي للفلسطينيين والعرب ؟ أم أنه حان الوقت لوقفة عربية مع الولاياتالمتحدة ؟ أن إسرائيل لم تحترم 89 قراراً ملزماً صادراً من مجلس الأمن حول قضية فلسطين ، واستخدمت أمريكا حق الفيتو 36 مرة لحماية إسرائيل من قرارات دولية تعترف بالحق الفلسطيني . والرئيس الفلسطيني محمود عباس يستحق التحية والتقدير لأنه أعاد الاعتبار إلي فكرة الدولة كحق يجب أن تكرسه الشرعية الدولية . وحركة "حماس" تستحق الإدانة لأنها خرجت علي الإجماع الوطني الفلسطيني ولم تقف إلي جانب محمود عباس في دفاعه الرائع عن حقوق الشعب الفلسطيني وفضحه لمواقف أمريكا وإسرائيل . ويحذر حزب التجمع الإدارة الأمريكية وإتباعها من الأوربيين من أن الشعوب العربية التي تنتفض الآن وتطيح بالحكام من رموز التبعية للولايات المتحدة لم تعد علي استعداد لقبول ما كان يقبله حكامها السابقون من خنوع وذيليه للسياسة الأمريكية ومهادنة للمستعمرين الإسرائيليين ولن يسمح الشعب المصري والشعوب العربية الثائرة بدفن الحلم الفلسطيني ، وتجاهل الأماني القومية لشعب طال انتظاره من أجل الحرية ، والاستخفاف بالحراك السياسي العربي.. ولا يحتاج أحد الآن علي برهان علي أن الولاياتالمتحدة تقوم بعملية تخريب منظمة ومعتمدة لأي تسوية سياسية عادلة وأن دورها المخادع " كراعية لعملية السلام " أو " شريك نزيه " قد سقط وتحول إلي فضيحة مدوية.. ويحذر حزب التجمع .. حكومة عصام شرف من أي موقف متخاذل في مواجهة أمريكا وإسرائيل يعيد إلي الأذهان نهج النظام السابق. ويطالب الحزب بوقفة مع الولاياتالمتحدة وعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية للرد علي الموقف العدائي السافر من جانب أمريكا ، وطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة ، وسحب سفيره من تل أبيب ، وفرض السيادة المصرية الكاملة علي سيناء.