بعد احداث ليبيا والتوترات التي تشهدها العديد من الدول العربية هل من الممكن ان تسترد السياحة المصرية عافيتها خلال العام الحالي؟ سؤال يردده العديد من المسئولين في ظل التراجع الملحوظ في معدلات التدفقات السياحية الي مصر في الفترة الاخيرة لكن وزير السياحة منير فخري عبدالنور مازال متمسكا بالامل في تعافي السياحة المصرية لكن بشروط اهمها عودة الامن والامان الي الشارع المصري خاصة في القاهرة والمحافظات التي تتمتع بميزة نسبية في اجندة السياحة المصرية. بدليل ان معدلات التدفق والاشغال السياحي في المناطق التي تتمتع بالهدوء بدأت تعود الي معدلاتها شبه الطبيعية تقريبا مثل منتجعات شرم الشيخ والغردقة والبحر الاحمر بصفة عامة حيث بلغت خلال الثلاثة اشهر الاخيرة ما يقرب من 70%. وخلال الايام القادمة سيتم الاعلان رسميا عن افتتاح اكبر مركز لتدريب جميع العاملين في القطاع السياحي بدأ من العاملين في الفنادق وحتي السائقين، وكما قال حسين بدران رئيس قطاع التدريب في الاتحاد العام للغرف السياحية فان قضية تدريب السائقين تحظي باهتمام خاص في ظل ارتفاع معدلات حوادث الاتوبيسات السياحية والتي اساءت كثيرا لسمعة السياحة المصرية في الخارج، وقال في حضور وزير السياحة يوجد في مصر 30 كلية و35 مدرسة فندقية، لكن النتيجة كما ترون تخريج دفعات واعداد كبيرة لم تستفد منها السياحة باي شيء لان التعليم في مصر بصفة عامة دون المستوي وقال ما نفعله الان هو تحصيل حاصل . وعندما سألنا وزير السياحة عن مصدر هذا التفاؤل قال ان هناك خلال الشهرين القادمين فترة الاجازات في العديد من الدول الاوروبية مثل بلغاريا وايطاليا ورومانيا واوكرانيا وغيرها من الممكن ان تجتذب مصر نصيبا عادلا من تلك الاجازات وقال ان معدل التدفقات السياحية الي مصر خلال السبعة شهور الماضية انخفضت بنسبة 38.5% عن نفس الفترة من العام الماضي حيث وصل اعداد السائحين الوافدين الي مصر 5.07 مليون سائح وان هذا الانخفاض قد اثر علي عدد الليالي السياحية والتي تراجعت بنسبة 31.9% عن نفس الفترة .وبحسبة بسيطة فان عائدات السياحة المصرية خلال السبعة شهور الماضية بلغت ما يقرب من خمسة مليارات دولار علي اعتبار ان متوسط اقامة السائح تصل إلي عشرة ايام بمتوسط انفاق 85 دولارا في الليلة. لكن رغم هذا الانخفاض في معدلات التدفق السياحي الي مصر فإن معدلات التراجع آخذة في الانخفاض فقد وصلت خلال الشهور الاولي من الثورة اكثر من 45% وهذا يعد مؤشرا علي عودة التعافي للسياحة المصرية ورغم احداث الثورة الليبية فإنه كما يقول المثل "مصائب قوم عند قوم فوائد " فان هناك زيادة في اعداد الليبيين الوافدين الي مصر طبقا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء .ففي الوقت الذي وصل فيه اعداد السائحين العرب خلال شهر يونيه الماضي الي 182 الف سائح من اجمالي 732 الف سائح فان غالبيتهم من الليبيين وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء ان عدد الليالي السياحية التي امضاها السائحون العرب قد ارتفعت من 2.4 ليلة في يونيه من العام الماضي الي 2.6 مليون ليلة خلال الشهر الماضي بسبب زيادة اعداد الليبيين نظرا لاحداث الجارية . وحول معدلات التراجع قال تقرير الجهاز ان نسبة التراجع في معدلات التدفق السياحي خلال يونيه الماضي بلغت 28.9% بالمقارنة بنفس الشهر من العام الماضي حيث بلغت اعداد السائحين 732 الف سائح بالمقارنة بنحو 1.29 مليون سائح خلال نفس الفترة من العام الماضي في حين بلغ معدل التراجع في الليالي السياحية 26.3% فقد بلغ عدد الليالي التي امضاها السائحون 7.8 مليون ليلة بالمقارنة بحوالي 10.5 مليون ليلة نفس الفترة من العام الماضي. ويبدو ان الازمة الاقتصادية والمالية التي تمر بها دول اليورو قد اثرت علي التدفقات السياحية من هذه الدول. حيث وصل معدل الانخفاض الي 36% . لذلك كما قال وزير السياحة لابد من البحث عن بدائل وان كنت اري ان اعادة تشغيل البواخر السياحية بين القاهرة واسوان سيكون من اهم عوامل الجذب السياحي بل وسيؤدي الي تخفيف العبء عن المنطقة الواقعة بين الاقصر واسوان وتعهد الوزير ان يبدا تشغيل هذا الخط اعتبارا من نوفمبر القادم . لكن في المقابل لابد من تأمين تسيير الاتوبيسات السياحية لمنع الحوادث من خلال ايجاد آلية لمراقبة السائقين لكن المشكلة ان هناك بعض الشركات التي لا ترحب بعملية تركيب اجهزة تحكم يكون مثل الصندوق الاسود بل ويتعللون بأن سعر الجهاز الذي لا يتعدي الف دولار غال وتخيلوا ان الجهاز سيحافظ له علي اتوبيس بمليون جنيه مثلا.