حال الساسة الأوروبيين و الأمريكيين يدعو للعجب كأنهم أحرص على الإسلام من المسلمين ذاتهم . كيف نفسر الأموال التى يهدرونها على الخونة و الانفصاليين فى سوريا ، و الدموع الغزيرة التى يذرفونها على الإرهابيين فى مصر ، و إلحاحهم الذى يصل الى حد التوسل لإشراك جماعات إرهابية تلوثت أيديهم بدماء المصريين ! يرتكب المتأسلمون جرائم لا يقبلها الغرب فى بلادهم و لو حدثت لقطع رقاب مرتكبيها بلا تردد ، أما إذا حدثت فى بلد عربى فإن ساسة الغرب يرفعون الراية البيضاء و عفا الله عما سلف !. يصطف الشعب المصرى الى جانب الجيش والشرطة فى مقاومتهما للإرهابيين ، فيصرف المراسلون الغربيون أنظارهم و لايصورون إلا دموع التماسيح فى عيون المجرمين الوقحة ! نسوا الأهوال التى قاسوها من نفس تلك الجماعات فى بلادهم فهل نذكرهم ؟ هل نعيد لذاكرتهم الكليلة حوادث التفجير فى لندن و باريس و مركز التجارة العالمية فى 1993و تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في دار السلام عاصمة تنزانيا ونيروبي عاصمة كينيا و تفجير برجى التجارة العالمى 2001 م . هل نسوا حادث قتل أربعة يهود وثلاثة جنود في مدينة تولوز بجنوب فرنسافي مارس 2012 و حوادث أخرى يضيق المقام بذكرها . . نسى الغرب الرقيق القلب المرهف الأحاسيس أن الولاياتالمتحدة كانت أول من صك تعبير الحرب على الإرهاب في نهاية السبعينيات، و أمطرت أفغانستان بالقنابل بمباركة وتأييد شبه مطلق من أكثر من عشر دول فى عملية غزو أفغانستان 2001 ، ثم قامت بغزو العراق 2003 فى الجولة العسكرية الثانية من الحرب على الإرهاب التى تسببت فى قتل آلاف المدنيين الأفغان وساندتها ست دول فقط بينما عارضتها بقية دول العالم ؟ كيف ننعش ذاكرتهم و نقنعهم بأن ما يجرى فى مصر منذ سقوط حكم الإخوان سيناريو قد يتكرر بحذافيره فى بلادهم ، و لن يكون إلا استكمالا لخطة السيطرة على العالم التى تعشش فى عقول المتأسلمين و قد تسبب نهاية للعالم كله على أيديهم !