ستظل بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم تتبوأ مكانة عالية ومرموقة بين الدوريات الأوروبية فالإثارة والمتعة والتشويق هي عنوانها لما تضم من كبار الفرق الإنجليزية والأوروبية التي يتألق بين صفوفها كوكبة من أفضل لاعبي العالم.. بالإضافة لتنوع القيادة الفنية لهذه الفرق من خلال مدارس كروية مختلفة ومتعددة تفرض أفكارا تكتيكية فنية وبدنية متطورة ومتميزة.. ودائما ما تتحلي هذه الأندية بثوب الإجادة.. فروح الانتصار ورفض الانكسار والاستسلام مصاحبا لها طوال فترات المباريات مما يضفي علي جميع المواجهات قوة وندية وحماس.. فالدقيقة لها قيمة وقامة عالية لابد أن تستغل بشكل إيجابي والنقطة لها ثمن غال بالنسبة للجميع وخاصة أهل القمة «البيج فور» كما يلقبونها تشيلسي، مانشستر يونايتد، الأرسنال ومانشستر سيتي ويزاحمها توتنهام.. فيزداد الصراع بينهما من جولة لأخري بشكل مثير عن طريق التساوي في عدد النقاط أو تقليلها فيما بينهما.. إذا بدأنا بحامل اللقب ومتصدر المسابقة مناصفة مع المان يونايتد حتي الأسبوع الحالي تشيلسي اللندني.. نري أن أنشيلوتي المدير الفني الإيطالي يحاول الإبحار ضد التيار في ظل غياب عناصر أساسية مؤثرة في الفريق أمثال لامبارد الذي يمثل قوة هائلة في وسط ميدان البلوز كما أن إصابة الإيفواري ديديه دروجبا يشكل أيضا اهتزازا كبيرا للقوة الهجومية للفريق اللندني لكن الجهاز الفني نجح حتي الآن في تجاوز هذه العقبات في ظل تألق الغاني مايكل إيسيان ومالودا وأنيلكا وباقي التشكيلة الرئيسية للفريق استطاعوا تحقيق نتائج جيدة ساهمت بشكل واضح في بقائهم علي قمة جدول المسابقة رغم تعسرهم المفاجئ مؤخرا أمام سندرلاند وهزيمتهم بثلاثية نظيفة إلا أنهم تداركوا الأمور سريعا وواصلوا عروضهم الرائعة علي المستويين المحلي والأوروبي. مانشستر يونايتد يبقي دائما مرشحا للفوز بالبطولة الإنجليزية لما لديه من مقومات كبيرة تمكنه في وضعه في هذه المكانة المرموقة بين أندية البريمرليج.. فالسير أليكس فيرجسون صاحب النجاحات الكبيرة مع الفريق لفترة قاربت علي ربع قرن لديه فكر تكتيكي متطور يصاحبه إرادة فولاذية في عناصر فريقه الذين اعتادوا التألق وتحقيق البطولات ويتطلعون لمزيد من الإنجازات علي جميع المستويات المحلية والأوروبية.. فبرغم بدايتهم المهزوزة في بداية الدوري إلا أن البطل يعرف دائما كيف يستعيد توازنه من خلال العناصر التي تتمتع بخبرات كبيرة في الفريق أمثال جيجز وسكولز والحارس فان درسار وبريانوف بجانب حيوية كاريك وناني ورافائيل استطاعوا العودة سريعا وتعويض غياب القوة الهجومية للمان روني قبل عودته مؤخرا وتحقيق الانتصارات المتتالية إلي أن استعادة مكانته الطبيعية في صدارة المسابقة ويسعي للتشبث بها حتي نهاية المشوار خاصة بعد فوزه العريض بسباعية مقابل هدف أمام بلاكبيرن منذ أيام في الأسبوع ال 15. الأرسنال مدفعجية الكرة الإنجليزية كما يلقبونهم يقدمون موسما متميزا من حيث مستوي الأداء والنتائج فالمنهج الهجومي الذي يسلكه بشكل دائم المدير الفني الفرنسي المحنك آرسين فينجر يضفي علي الأداء الصفة الجمالية الممتعة وخير دليل الفوز الأخير خارج ملعبهم برباعية مقابل هدفين أمام استون فيلا، كما لدي المدرب الفرنسي قناعة تامة بالعنصر الشبابي في الفريق أمثال والكوت وسمير نصري والمغربي مروان الشماخ وأرشافين يساهمون بشكل مباشر مع أصحاب الخبرة بكارامانيا وفايريجاس وروبن فان بيرس وروزسكي مما ينتج عنه توليفة متناغمة تساهم علي إنجاز المهام بنجاح كبير ومواصلة المشوار المحلي حتي آخر مرحلة يصاحبها طموح عالي لتحقيق اللقب المحلي كما يؤدي نجوم الجانرز بشكل متواز في مسابقة دوري الأبطال التي وصلوا عام 2006 للمباراة النهائية ولم يحالفهم التوفيق. نصل لفرسان الرهان الجدد هذا الموسم في ظل غياب ليفربول الذي يسعي للاستفاقة من غيبته.. مانشستر سيتي وتوتنهام هوتسبير وبولتون روفرز الذين يزاحمون أهل القمة بشكل واضح ويتطلعون للصدارة الإنجليزية في جدول المسابقة من خلال نجوم جدد أثروا فرقهم وأضافوا قوة هائلة لا يستهان بها في جميع المراكز خاصة في الخطوط الأمامية ففي المان سيتي هناك كارلوس تيفز الأرجنتيني الدولي وأديبايور التوجولي والفرنسي فييرا وفي بولتون روبي بليك ومانيو تايلور أما النادي اللندني العريق توتنهام فلديه كوكبة من اللاعبين أصحاب المهارات النادرة فان در فارت وديفو وروبي كين وكراوتشي ومورويتش وضعوا ناديهم علي مقربة من قمة المسابقة ومازال المشوار طويلا لتحقيق طموحهم وهدفهم الكبير.. كما يتصدروا مجموعتهم الأوروبية في مسابقة دوري الأبطال وأصبح تأهلهم للدور الثاني شبه مضمون فجميع هذه المعطيات تثري المسابقة الإنجليزي متعة وإثارة وتزيد من سخونتها وحلاوتها.