لا شك أن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم تعد من أفضل الدوريات الأوروبية لما تشهده من منافسات وصراعات بين جميع الأندية بشأن احتلال مكانة مرتفعة في جدول المسابقة. برغم مرور نصف أسابيع الدوري مازال التنافس مستمرا بقوة وبشكل مثير وممتع فإذا تطرقنا لفرق الصدارة صاحبة السمعة والباع الطويل في المسابقة الإنجليزي نري إثارة وتنافس محتدم.. فالمان يونايتد استعاد توازنه وبريقه كبطل كبير وتصدر المسابقة متفوقا علي تشيلسي الذي ظل يتربع علي القمة لفترات طويلة من عمر المسابقة هذا الموسم قبل أن يتراجع وتهتز نتائجه ويهترئ مستوي نجومه أمثال لامبارد ودروجبا من خلال أداء متميز للقيادة الفنية المحنكة الواعية للسير أليكس فيرجسون صاحب الفكر التكتيكي المتطور ومهارة فائقة في التعامل مع نجوم الفريق جيجز وروني وفيدنشي وبريانوف وكيفية توظيفهم لما يتوافق مع قدراتهم الذهنية والمهارية والبدنية وقدرات المنافس واحترامه له وهو سر نجاحه المستمر، فجاء الناتج غزير ومثمر بانفراده بالقمة.. كما أن غريمة وبلدياته المان سيتي الذي استطاع مدربه روبرت مانشيتر من خلال الصفقات الصيفية تدعيم الفريق بشكل جيد وعناصر متميزة بجي ثوريه وجاريث باري ودافيد سيلفا وجيمس ميلنر ساعدته علي تنفيذ أفكاره في مواجهة كبار الفرق مما أضفي علي أدائهم قوة وعلي نتائجهم إيجابية ساهمت باحتلالهم مركز الوصيف في جدول المسابقة ستعطيهم دفعة معنوية هائلة من أجل مواصلة العروض والنتائج القوية حتي نهاية المشوار بنجاح.. أما ستدرلاند تحت قيادة المدرب المجتهد ستيف بروس أصبح له شكلا مميزا وخطورته يهاب منها كثير في فرق المسابقة من خلال توليفة متجانسة طموحة لعناصر الفريق بدءا من المحترف المصري أحمد المحمدي الذي انصهر سريعا مع سندرلاند وأصبح من نجوم المسابقة ليس الفريق فقط وكذلك الغاني الدولي أسمواه جيان ثاني أفضل لاعب في القارة السمراء وداني يلبك الصاعد الواعد والأيرلندي دافيد ميلر مرورا بجوردن وجاك كولباك نجمي الوسط واحتل المكانة السادسة في الدوري فهو يتقدم من أسبوع لآخر أملا في الدخول في المربع الذهبي ومزاحمة البيج فور. أما كبير الأندية الإنجليزية فريق ليفربول فأصبح يعاني بشدة وغارق في بحر من المشاكل الفنية والإدارية رغم تغيير ملاك النادي صاحب الشعبية الجارفة في انجلترا الذين أكدوا أنهم بصدد الإعلان عن مدرب جديد للفريق خلال الأسبوع الحالي بعد سلسلة النتائج المخيبة للآمال التي حققها مؤخرا تحت قيادة المدرب روي هودجسون وكان كورنسور ثيوم «نيو إنجلاند سبورتي فينتشرز» الأمريكي المالك الجديد قد فضل الإبقاء علي هودجسون بعد إتمام صفقة النادي في أكتوبر من العام الماضي علي الرغم من أن الفريق كان يقبع حينها في مواقع الهبوط بجدول المسابقة الإنجليزية البريمرليج وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة استطاع «الريدز» تحسين ترتيبه بالبطولة بعد أن صعد إلي المركز ال 12 لكن الهزيمتين الأخيرتين أمام بلاكبيرن وولفرهامبتون كانتا بمثابة المسمار الأخير في نعش هودجسون، حيث لقي الفريق هزيمته التاسعة في الدوري مما أدي لهجرة جماهير ليفربول مدرجات ناديهم بعد تدهور نتائجه منذ بدء الموسم فبرغم إجماع عمالقة ليفربول القدامي كيفين كيجان وجون بادنس وستيف حاكمانامان علي ضرورة الإبقاء علي مدرب الفريق الحالي هودجسون لكن الأمور أصبحت تسير علي عكس ما يطالبون به.. فهل ينصت المالك الجديد لأفكارهم أم يصر علي التغيير؟ هذا ما ستسفر عنه الأيام القليلة المقبلة.. فالدوري الإنجليزي مازال لديه كثير من المتعة والإثارة فلم يبوح بعد عن أسراره رغم تصدر المان يونايتد ومزاحمة المان سيتي له وملاحقة الأرسنال لركب المقدمة فسرعان ما يستفيق البلوز من عثرته ويعود تشيلسي للمزاحمة مجددا.. فالإثارة إذن هي عنوان البريمرليج.