محمود الحدينى : عودته تحتاج إلى أمن وسلام اجتماعى اشرف عبد الغفور :منظومة التعليم "خربانة " تحقيق: عبير سرى ونورهان عادل "اعطنى مسرحا……..أعطيك شعبا عظيما" هكذا عبر شكسبير عن أهمية المسرح جملة لايفهمها الكثير ممن لا يقدرون قيمة الفن وبالأخص فن المسرح فتاريخ المسرح أكبر من أن يحصر فى بضعة سطور ومسرح الجامعة بالأخص الذى شهد ميلاد العديد من النجوم على خشبته فدائما كان مسرح الجامعة هو البداية الحقيقية للفنان الحقيقى بداية من جيل عادل امام يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى محمود الحدينى وأشرف عبد الغفور وفتوح أحمد، وصلاح عبدالله عبلة كامل ثم جيل محمد هنيدى وهانى رمزى ورامز جلال . افضل فترات ازدهار المسرح الجامعى بعد انشائها خاصة مع تعدد الجامعات المصرية ، يذكر ان جامعة القاهرة فقط تحوى خمسة مسارح بكليات التجارة والحقوق والمدينة الجامعية وكلية الزراعة ، وكان جيل الستينيات الابرز فى النشاط الجامعى وخرج منه سعد اردش ،جلال الشرقاوى ، وكرم مطاوع بالاضافة الى جيل السبعينيات "صلاح السعدنى ، وسمير غانم ،وعادل امام "، رغم حالات المطاردة بعض الاحيان لانشطة المسرح داخل الجامعة فى هذه الفترة بسبب سقفها العالى فى السياسة إلا أنهم ظهروا جيدا وقدموا مايريدون ، وهذا ماقد يشير الى ارتباط المسرح الجامعى احيانا بالمواقف السياسية والحياة العامة فى البلاد هذا لا يمنع ظهور بعض الفنانين من مدرسة المسرح الجامعى منهم خالد الصاوى وخالد صالح وحتى من جيل الشباب محمد فراج ومحمد فهيم إلا أن المسرح الجامعى يعانى الإهمال الإعلامى والجامعى بسبب قلة الامكانيات وعدم اهتمام الجامعات بالمسرح والنتيجة كانت "التطرف مشهد رئيسى " … هذا ماجعلنا نفتح ملف المسرح الجامعى مرة اخرى فى هذا التوقيت تحديدا لنعرف ماهى مجريات الامور داخله على لسان العاملين وايضا على لسان اساتذة المسرح الجامعى قديما علهم يرشدوننا … "الأهالى" التقت ببعض هؤلاء الفنانين الذى كان للمسرح الجامعة دور كبير فى تفجير موهبتهم . الفنان الكبير محمود الحديني اشار إلي ان اعادة المسرح الجامعي تحتاج الي امن وسلام اجتماعي وحالة اقتصادية مريحة واكمل حديثه قائلا ان المسرح يعد مجاذفة الان مع عدم وجود الامن بالجامعات لانه بمثابة مواجهة بين الممثلين والجمهور وابدى خوفه من حالة الاستقطاب الان بالجامعات فيجب اتخاذ مسرح الجامعة ككوبري لازدهار المسرح عامة ودفعة للامام. أما اشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية، فقال إن مسارح الجامعات والمدارس اختفوا من حياتنا في ظل منظومة تعليم خربانة لاتهتم بالمنظومة الثقافية ولا تعي بتخرج شباب مثقف من منظومتها" "والمسرح المدرسي ينمي المسرح الجامعي فلذلك ادعو الدولة بالبدء بالاهتمام بالمسرح المدرسي " وعلي عكس رأي الفنان محمود حديني فقال عبد الغفور إنه لاتوجد علاقة بين غياب الامن بالجامعات وتراجع دور المسرح بها وأكد أننا نعاني تراجع دور المسرح من حوالي 30 عاما . أما ماهرعصام فقد أكد أن المشكلة الاساسية فى تراجع مسارح الجامعات هى أن من يديرونه اداريين وليس لديهم أى علاقة بالفن يهتمون فقط بالشئون المالية والميزانية ,اكد أن الشباب موهوبون ويحتاجون فقط للتشجيع. وكانت "للاهالى" أيضا فى جولة داخل بعض الجامعات المصرية لتكشف معاناة مسرح الجامعة من قلة الاهتمام. وكانت البداية من جامعة حلوان التى تخرج من على مسرحها ايضا العديد من النجوم . المشهد كالتالى لا توجد خشبة مسرح أو مايكات المسرح بدون أضواء أوحتى ستار هذا هو حال المسرح فى بعض من كليات جامعة حلوان فقط شباب موهوب بخيال خصب ورغبة فطرية نحو الفن ومخرج أذاب عصارة افكاره ليخرج العمل الى النور. يقول أحمد عتمان ممثل بفرقة مسرح آداب بجامعة حلوان أن المكان أولا يعد عائقا كبيرا لهم فليس هناك مكان ثابت لعمل البروفات وكذلك الميزانية التى لاتكفى لتجهيز ملابس العمل والديكور الخاص بكل عمل . ويضيف "رضا عبد المجيد " من رعاية الشباب أنه ليس هناك شكاوى من توفير الأماكن ولكن فعلا ميزانية الجامعة محدودة وهذا الأمر خارج عن ارادتنا بالاضافة إلى أن تأخير الطلبة فى سداد المصروفات الدراسية الى نهاية العام يؤثير بالتأكيد على ميزانية الجامعة. الامر لم يختلف كثيرا فى جامعة عين شمس فهناك تقريبا نفس المشكلات التى تقف فى وجه الابداع ، يقول "أحمد عبده" أنا مخرج منفذ فى كاست حقوق جامعة عين شمس .. المشاكل التى تواجهني فى بعض الأحيان هى تعنت الادارة فى صرف الميزانية و وهذا يجعلنا نشعرأننا أشبه بفرقة هواة و وبنصرف على المسرحية من جيبنا الخاص الى أن تعطف علينا الأدراة و تصرف الميزانية .. وده طبعا بيأثر على جودة العرض المسرحى. وبالنسبة للتيارات الإسلامية بالتأكيد كانت تسعى لافتعال المشاكل لالغاء المسرح الجامعى من الأساس ولكن الفنان الحقيقى مستعد يضحى بحياته من أجل فنه. فى جامعة القاهرة كان الامر مختلفا بعض الشيء فهناك مسرح خاص لاكثر من خمس كليات فالتقينا ب"محمد عادل" رئيس منتخب فريق الجامعة ومدير سابق لكاست تجارة اشار انه لايزال هناك شباب واعد وموهوب ومازالوا يقدمون النصوص العالمية والعربية ولكن هناك مشاكل مادية بالطبع تؤثر على العمل رغم علمنا بوجود ميزانية كبيرة فى صندوق دعم الانشطة لدى رعاية الشباب ولكن لا نعرف عنها شيئا فهناك اربعة عروض مسرحية على مدار السنة على مستوى جميع الكليات المهرجان الكبير والمهرجان الصغير وعرضان للانشطة كل هذه العروض ليس لها ميزانية محددة والمبالغ التى نحصل عليها قليلة جدا مقارنة بالعمل. أما "باسم محمد السمان" مدير فرقة كاست تجارة أوضح إنه بخلاف المشاكل المادية هناك مشكلة أيضا فى التشجيع فالعمل في كثير من الاحيان لايخرج الى النور ولا يعرف عن ابطاله شيئا ولا يكرم افضل ابطاله او مخرجيه حتى على مستوى الجامعة ولا تأتى لجان من الخارج لتقيم العمل وبالطبع يظل العمل بلا جمهور رغم أننا نحاول تقديم أفضل مالدينا. "باسم عبد العظيم" مدير فرقة كاست فرقة جامعة القاهرة أكد ان هناك ميزانية داخل الجامعة والجميع يعلم ذلك ولكن لا نعلم أين تذهب فالجامعات الخاصة يصرفون على مسرح الجامعة بشكل مبهر وهذا يدعو للخزى أما عن التشجيع والمساندة من الجامعة قال باسم أنه بخلاف انه لا يوجد تكريم لاحد وعدم دعم العمل المسرحى بشكل جماهيرى علمت مؤخرا ايضا أن هناك منحا تأتى من الخارج لجامعة القاهرة مثل مهرجان المغرب الاخير لتعرض اعمالنا هناك وتخرج ابداعتنا من وراء الستار ولكن تلك الدعوات يكون مكانها درج مكتب سيادة المسئول ولا أعلم السبب. وإذا كانت هناك بعض الرقابة أو المشاكل بخصوص عمل مسرحى فى حد ذاته يقول "محمد عادل" بالتأكيد هناك مجموعة من غير المختصين بالفن من الممكن أن يقوموا بالغاء أى عرض مسرحى أو يغيروا فى تركيبته مثل التعمق فى السياسة مثلا العديد من العروض المسرحية قد تشمل علي نصوص سياسية إلا أنهم يخافون من زيادة حالة الاستقطاب بين الشباب ومن جرأة الشباب خاصة بعد ارتفاع حالة الوعى السياسى.