سوف يتخذ الرئيس الأمريكي باراك أوباما قريبا أحد أهم القرارات الاقتصادية في فترته الرئاسية . حيث سيقوم باختيار الرئيس المقبل للاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي" خلفا للرئيس الحالي " بن برنانكي " . والمرشحان الأساسيان لهذا المنصب هما لاري سامرز وزير المالية السابق ومستشار الرئيس و"جانيت يلين " نائبة الرئيس الحالي الاحتياطي الفيدرالي والتي يري البعض إنها الأختيار الأكثر أمانا ! رغم إن كليهما يتمتع بخبرة اقتصادية رفيعة المستوي ذات صلة بالمنصب. وقد صرح الرئيس أوباما بميله إلي اختيار سامرز . لأنه الأكثر ملاءمة للمنصب لما يتمتع به من ذكاء وفقا لمجلة الايكونوميست. تحديات المنصب منذ عقود طويلة و فن السياسة النقدية يسيطر علي معدلات التضخم ويكافح الركود من خلال التحكم في أسعار الفائدة قصيرة الأجل صعودا وهبوطا . لتجنب ضعف النمو الاقتصادي .ولكن التحدي الأكبر لاينحصر في السيطرة علي معدلات التضخم . خاصة مع اعتماد الاحتياطي الفيدرالي علي أدوات غير مجربة وأكثر إثارة للجدل , مثل شراء السندات .فالرئيس القادم سيحتاح للحكمة ليتعامل مع هذا العالم الجديد والتأثير علي الأسواق المالية وهذا ما يجعل الساسة الأقتصاديين يشككون فيما إذا كان البنك المركزي يعرف الدور المنوط به حقا. الحمائم وكل من جانيت و سامرز ماهما إلا " حمائم " مثيرة للقلق خاصة في ظل ضعف النمو الاقتصادي الذي يعد أكثر تهديدا من التضخم , ولكن من الواضح إن " جانيت " تعرف كيف تضع أراءها موضع التنفيذ كنائب لرئيس مجلس اتحاد الاحتياطي الفيدرالي الحالي حيث استطاعت دفع المجموعة الحالية نحو سياسات غير تقليدية . مثل شراء سندات , وإعطاء توجهات تدفع إلي الأمام . وسيكون البنك المركزي و تحت رئاستها قادرا بفضل خططها المستقبلية علي التأثير علي توقعات السوق . وغالبا ما سيكون مسلكها العام مشابها كثيرا ل "بن برنانكي الرئيس الحالي للبنك . فيما يتعلق بالحرفية والاعتماد علي دقة البيانات المطلوبة .كما إنها ستنتهج الحذر لتحقيق توافق في الأراء . لتقلل من المفاجآت " و تقلب الأسواق المالية " مثلما يفعل رئيس المجلس الحالي تماما. وعلي الجانب الآخر ينتهج سامرز سياسية مالية أقل وضوحا ولكنه حمل حقائب سياسية أكثر كما إنه قليل الحديث علانية عن كيفية أن تكون البنوك المركزية أفضل داعم للاقتصاديات .عندما تكون أسعار الفائدة قصيرة الأجل عند المستوي زيرو . واستنادا إلي سجله في مجالات أخري , فمن المرجح انه سيضغط لإيجاد حلول خلاقة .كما إنه يفضل عدم تقييد الاحتياطي الفيدرالي بوعود حول اتجاهاته في المستقبل , وهناك احتمالات ان البنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون أكثر جرأة تحت رئاسة سامرز ولكنه سيكون أقل قابلية للتنبؤ عما كان عليه تحت رئاسة " برنانكي" . هذا بالإضافة إلي أن الذكاء الباهر لسامرز من شأنه أن يجعله يقدم عروض عامة أكثر براعة .ولكنه سيكون أكثر عرضة لزعزعة استقرار السوق . ولقد كان لاتحاد الاحتياطي الفيدرالي من قبل قيادة مايسترو. لاسيما في ظل رئاسة " الآن جرنسبان " الذي نجح نجاحا كبيرا. أما رئاسة برنانكي الأقل مستوي فقد جعلت من الاسهل بالنسبة له أن يكون أكثر راديكالية . وقد تتخذ جانيت نهجا مماثلا . المهمة الكبري ستكون المهمة الكبري للإحتياطي الفيدرالي " هي منع وإدارة الأزمات " وهنا يبدو سامرز أقوي فيما يتعلق بهذه الجزئية . رغم إلقاء جانيت تحذيرات مبكرة بشأن أزمة الإئتمان كما إنها تساعد حاليا في الإشراف علي إدارة حل هذه الأزمة . رغم افتقارها الخبرة العملية في التعامل مع الفوضي المالية الكبري وليس لديها معرفة مباشرة بالأسواق المالية . رغم إنها كانت رئيسة بنك الأحتياطي الفيدرالي في سان فرنسيسكو بكاليفورنيا عام 2008. . وأخيرا فالفرق بين الأثنين لا يكاد يذكر فأنصار سامرز يؤكدون علي إن الإدارة الأمريكية سترتكب خطأ فادحا في حالة عدم توظيف ألمع عقلية سياسية إقتصادية في هذا الجيل , حيث إنه يتمتع بأفاق وخبرة لا مثيل لها في التعامل مع المشكلات المالية وتنصح الايكونوميست الرئيس اوباما بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتعيين سامرز وزيرا للمالية إذ كان قد شغل هذا المنصب بشكل رائع في فترة رئاسة " بيل كلينتون " حين استغل ذلك أن رئاسة " جانيت "لاتحاد الاحتياطي الفيدرالي والسيد سامرز كوزير للمالية من شأنه إحداث فرق من الدرجة الأولي في الاقتصاد الأمريكي المتأزم.