لا شك أن بطولة الدوري الاسباني لكرة القدم هي الهدف الأسمي لأندية الليجا، خاصة للقطبين ريال مدريد وبرشلونة.. فالصراع دائما محتدم بينهما والمنافسة تظل مستمرة ليس فقط داخل المستطيل الأخضر بل خارجه معارك شرسة من خلال الصفقات النارية التي يتعاقد عليها كل منهما بشأن الفوز في السباق بأغلي وأفضل لاعبي العالم وضمهم لصفوف الفريق ليبقي دائما علي القمة. لكن الجديد في صفقات المارينجي المدريدي هذا الموسم أنها أخذت منحني هادئا وابتعدت عن الفرقعات الإعلامية والصفقات النارية بالاكتفاء فقط بفتح خزانة النادي وجلب أغلي نجوم العالم كما كان الحال عليه في المواسم السابقة، وخاصة الماضي وما صاحب صفقاته لضجة إعلامية كبيرة حين تعاقدوا مع كاكا وكريستيانو رونالدو نجمي البرازيل والبرتغال وفريق الميلان والمان يونايتد التي تعدت ال 160 مليون يورو.. لكن «سبحان مغير الأحوال» فجأة تخلي رئيس النادي الملكي بيريز عن عادته وبدأ بالفعل البحث عن الدواء الفعلي لجروح الفريق التي عانت منها خلال المواسم الماضية كثيرا فجاءت صفقات هذا العام علي نحو مغاير للأرقام القياسية المعهودة وأصبحت الصفقات بأسعار معقولة هادئة فضلا عن أنها جاءت وهذا هو الأهم حسب رغبة المدير الفني الجديد البرتغالي خوزيه مورينهو وليس حسب رغبة وجهة نظر الإدارة وهو شيء جيد وهادف لأن المدرب هو المسئول الأول عن الفريق وأكثر من يعلم بالنقص الحقيقي والمراكز التي تحتاج لتدعيم والعناصر التي تحقق له أفكاره وأساليبه التكتيكية وطموحاته وبالتالي سيعكس بالإيجاب علي الفريق ككل وشكله وأدائه ونتائجه. وإذا تطرقنا لصفقات الريال نلاحظ أن النادي الملكي سيظهر في حالة جديدة مدرب جديد لاعبون جدد، مورينهو المدرب البرتغالي المتحمس الطموح الذي يعد من أفضل مدربي العالم أينما ذهب تأتي معه الألعاب فهي تعد الصفقة الأبرز والأقوي منذ زمن بعيد للريال الذي يفتقد للقيادة الفنية خارج الخطوط والفكر التكتيكي المتطور الذي يتطلع بشكل دائم للنجاحات بالإضافة للعناصر الجيدة الوافدة علي المارنجي والتي تتراوح أعمارهم ما بين ال 20 و23 عاما كاليانس وبيدروليون وأنخل دي ماريا وسامي خضيرة وربما يأتي وينجح الريال في ضم الألماني الجنسية والتركي الأصل مسعود أوزيل نجم المنتخب الألماني في مونديال جنوب أفريقيا.. والمدافع الدولي البرتغالي لاعب تشيلسي السابق ريكاردو كارفالهو ليكمل النادي الملكي بذلك خامس صفقاته وفي انتظار المزيد قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد.. مما يدعو إلي كثير من الطمأنينة علي مستقبل الفريق في السنوات القادمة لأن الإدارة بدأت تعمل بالشكل الصحيح رغم تأخره لكن كل شيء قابل للإصلاح.. فجميعها صفقات ناجحة ومميزة تبرهن علي الفكر الجديد الذي تعامل به مسئولو الريال في استقطاب النجوم الصاعدين بخلاف اللاعبين الموجودين لكريستيانو رونالدو وهيجوين وراموس وكاسياس وكاكا وبيبي وبقية العناصر تحت تصرف الداهية مورينهو عاشق الإنجازات فالبطولات تلاحقه فجميع تجاربه السابقة سواء مع بورتو وتشيلسي وأخيرا ثلاثية الموسم الماضي مع الإنتر ميلان.. مما يدعو جماهير المارنجي للتفاؤل خلال الموسم الجديد. أما برشلونة بطل النسختين الماضيتين فصفقاته هذا الموسم تعد قليلة ومحددة المعالم والأهداف.. فهو يملك توليفة متجانسة في النجوم المتميزين علي الصعيدين المحلي والدولي.. فبرغم استغنائه اثنين من اللاعبين أصحاب نجومية كبيرة هما الإيفواري بابا توريه لمصلحة مانشستر يونايتد مقابل 29 مليون يورو وكذلك المهاجم الفرنسي تيري هنري الذي انضم لفريق ريد بولز الأمريكي في صفقة انتقال حر.. لكن المدرب الشاب جوارديولا استطاع أن يعوض هؤلاء بالتعاقد مع عنصرين لا يقلون موهبة عنهم حيث نجح في استقطاب الهداف الأول للمنتخب الإسباني ديفيد يا أحد أهم نجوم العالم في الوقت الحالي لاعب فالنسيا السابق الذي أحرز 21 هدفا الموسم الماضي بعد منافسة شرسة مع ميسي وفورلان علي لقب الهداف مقابل 40 مليون يورو لينتقل في كهف الخفافيش إلي معقل كتالونيا «كامب نو» مما سيساهم بشكل كبير في سد الفراغ الذي تركه الكاميروني إيتو الموسم الماضي ولم يستطع إبراهيموفيتش إثبات جدارته.. لأنه يملك حسا تهديفيا عاليا.. كما استطاع برشلونة إبرام صفقة أخري ناجحة بكل المقاييس مع أشبيلية وضم الظهير الأيسر البرازيلي الذي تجاهله دونجا في مونديال 2010 أدريانو كوريا مقابل 5.13 مليون يورو ليصبح سندا قويا لبلال أبيدال في الجبهة اليسري.. وتسعي إدارة البارسا في التعاقد مع قائد راقصي التانجو نجم وسط ليفربول ماسكيرانو.. كما جدد المدافع البرازيلي دانيال ألفيس عقده مع البارسا حتي عام 2012. وبذلك نستطيع أن نؤكد أن صفقات النادي الكتالوني جاءت مركزة ومتوافقة مع متطلبات المدير الفني جوارديولا الذي يأمل من خلالها في موسمه الثالث تزيده من تجانس الفريق في وجود نجومه المتألقين أمثال يويول وبيكيه وتشافي وأنيستا وميسي وبيدرو وباقي العناصر ومواصلة المسيرة الناجحة والاحتفاظ باللقب المحلي واستعادة اللقب القاري.