هناك خطان للسرد في هذه الرواية «رحلة الضباع» للكاتبة الروائية سهير المصادفة، خط مدون وآخر شفاهي يمثل التاريخ الحقيقي لأمة عاني تاريخها كثيرا من الفساد. الرواية تعتمد علي التتبع الدقيق في تلك التفصيلات سواء في النص المكتوب أو الشفاهي، كلاهما يعتمد علي تلك التفصيلات الدقيقة، هذه التفصيلات تكون رؤية عامة للوجود، وكل شخصيات الرواية مبنية بتلك الطريقة التي تتلمس التفاصيل الدقيقة ليؤسس بوعي جمالي، وهذه الرواية تضعنا في تلك اللحظة الفارقة. كانت هذه هي رؤية الناقد د. هيثم الحاج حول رواية رحلة الضباع للروائية سهير المصادفة، والتي نوقشت مؤخرا في أتيليه القاهرة، وشارك فيها وقدم لها، د. مدحت طه موضحا أن رواية «رحلة الضباع» هي الرواية الثالثة في مشروع سهير المصادفة الروائي، الذي بدأ برواية «لهو الأبالسة»، ثم رواية «ميس إيجيبت» و«رحلة الضباع» تكمل الثلاثية والحافز وراء كتابتها هو الإفصاح عن العلاقة المليئة بين المثقف ومحيطه الذي يعيش فيه. وفي رؤية موجزة للدكتورة سمية رمضان أكدت فيها بأننا نجد في الرواية العلاقة ما بين التدوين الشفاهي، العلاقة بين التدوين الرسمي وإعادة كتابته مع نفس الوقت تهميش كل ما هو شفهي والذي ينتمي للنساء. النص يطرح أسئلة كثيرة حيث نجد كاتبة تقدم خريطة ذات بعدين، أحدهما عمرها 1400 سنة والبعد الآخر للجدات والمطلوب منا أن نستعيد هذا التراث، نستعيد الجماعة الشعبية، كما أنه ينبغي أن نحافظ علي تراث لغة القرآن الكريم وأري أن القرآن الكريم ليس في حاجة إلي إنقاذ، والذي في حاجة إلي إنقاذ هو تراثنا الشعبي الأصيل والذي من الممكن أن يضيف للعالم الكثير. وفي ختام الندوة قدمت المؤلفة سهير المصادفة كلمة قالت فيها: في لحظة حضارية متخلفة، وفي لحظة سردية متخلفة كثيرا، أعرف أين يقع مشهدنا الأدبي في المشهد العالمي بشكل عام. أنا لست خجلة أو أرغب في أن أتواري من أن أقول أن هذه الرواية ليست نسوية أو ليست ذات اتجاهات نسوية.