الاحتجاجات لن تنتهي حتي يظهر بديل يطمئن الرأي العام .. ومقاطعة الانتخابات ليست غير مجدية دعا الدكتور عمرو الشوبكي إلي تنسيق الجهود للضغط علي النظام الحاكم مشيراً إلي أن التغيير الشعبي لا يمكن أن يتم إلا بتضامن مئات الآلاف وأشار إلي أن مقاطعة الانتخابات ليست حلا، مؤكدا ضرورة الاشتباك مع عناصر المشهد السياسي. وشدد الشوبكي علي ضرورة وجود علاقات تفاعلية بين أحزاب المعارضة في مصر والحركات الاحتجاجية الجديدة وقال في لقائه بالنادي السياسي لامانة القاهرة بحزب التجمع: يجب السعي لخلق صيغة للتواصل بينها والتفاعل معها. وأشار الشوبكي الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلي أن الاحتجاجات في الشارع لن تنتهي حتي يظهر بديل مطمئن للرأي العام مقنع ومؤثر وأكثر قدرة وانفتاحا علي الاصلاح. ودعا الشوبكي في اللقاء الذي شارك فيه رموز من حزب التجمع وحزب الوفد إلي عدم الاستهانة بالحركات الاحتجاجية الاجتماعية والفئوية أو الاستعلاء عليها مشيرا إلي انها في تصاعد مستمر وقد وصل عددها إلي ما يزيد علي 1000 احتجاج. وقال انها تستحوذ علي اهتمام الشارع المصري وهدفها اعادة ترتيب المشهد السياسي واثبات مسئولية النظام الحالي عن افقار المصريين وتفكيك مؤسسات الدولة واضعاف الاداء العام وتزايد الاحتقانات في المؤسسات العامة وانهيار مستوي الخدمات. الاحتجاجات تكشف سلبيات النظام من هنا لابد من أن تكون الاحزاب وسيطا آمنا بينها وبين الدولة. ولفت الشوبكي إلي أن النظام يبذل جهدا منظما لتجريف الحياة السياسية هو ما خلق انفصالا بين الاحتجاجات والسياسة كما انه عمل عبر سنوات طوال علي تشويه نموذج نواب الخدمات الشرفاء وجاء ببدائل عبر عمليات تزوير فجة ومباشرة أدت في النهاية إلي تراجع النموذج المثالي لنواب البرلمان وذكر أن اللحظة الراهنة تمثل نهاية مرحلة وتتطلب تفكيرا عميقا لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة. وقال الشوبكي: ان التجمع بصيغته التي حكمته منذ 35 عاما لعب دورا بارزا في السبعينيات والثمانينيات وهي صيغة يصعب تغييرها في ظل الواقع السياسي الحالي. ودعا «هاني الحسيني» إلي الاجتهاد في عملية التغير لأنه قادم لا محالة سواء داخل القوي السياسية واليسار عامة. من جانبه قال «عصام شيحة» عضو الهيئة العليا لحزب الوفد: ان الخلافات الداخلية للاحزاب سببها الواقع السياسي الذي جعلنا نتصيد الاخطاء لبعضنا البعض. وطالب بضرورة التنسيق في الدوائر الانتخابية بين الأحزاب وأعلن أن الوفد سيشارك في «222» دائرة انتخابية. وأشار «شيحة» إلي ضرورة تحسين صورة الانتخابات المصرية بالخارج وذكر أن عمليات التزوير المستمرة لها دفعت احدي المجلات الاجنبية للقول انها ستعلن نتائج الانتخابات المصرية قبل النتيجة بعشرة ايام. من جهته قال الدكتور «سمير فياض» نائب رئيس حزب التجمع: إن خصوصية حزب «التجمع» تكمن في صيغته الحاكمة وذكر انها ترتبط بطبيعة المناخ الذي تجري فيه العملية السياسية وهي التي سوف تفرز فيما بعد عملية تغيرها أواستمرارها. وذكر فياض ان الحركات الاحتجاجية لا مستقبل لها إلا إذا انضمت للأحزاب وارتقت لمستوي الفعل الطبقي. وأوضح ان الائتلاف أو الوضع الحالي للأحزاب كان ركيزته الاساسية هو التجمع والوفد وانضم اليهما الناصري والجبهة وغيرها ولوكان يستمر لامكن الوفد ان يعبر عن الليبرالية والتجمع عن العدالة والتنمية وقال ان هذه الامكانية مازالت واردة. ونصح د. «فياض» الوفد بضرورة تلميع الكرة الوفدية حتي يتم انقاذ الائتلاف. وأكد «محمد فرج» ان المشهد السياسي يعاني من أزمة نضال الجميع الحزب الحاكم واحزاب المعارضة الشرعية والحركات الاحتجاجية السياسية ذات الصوت العالي والاخوان كذلك مشيرا إلي أن المشكلة الكبري تكمن في تفريغ المجتمع من السياسة وفي ظل هذا الوضع لا يكون الحل في ثنائية المشاركة أو المقاطعة بل في كيفية التحام الاحزاب اليسارية والتقدمية وعلي رأسها «التجمع» مع الحركات الاحتجاجية الاجتماعية فهي مجال العمل الطبقي للاحزاب اليسارية. وقال إن المقاطعة لها شروطها وهي أصعب من المشاركة لأن المقاطعة الفعالة لابد وان تكون جماعية ويكون المجتمع وجماهيره في حالة متطورة بحيث يقومون بفعل نوعي جديد علي طريق التغيير. وأشار إلي أنه مع تطوير صيغة التجمع لتكون منفتحة اكثر ديمقراطية تعددية وبها علاقة ايجابية بين الاغلبية والاقلية بحيث لا يستأثر بالقيادة أحد أو فريق بعينه. ويري «علاء أبو زيد» ان المشاركة في الانتخابات التي تم تزويرها يعد مشاركة في التزوير، فيما وصف «أحمد عبدالوهاب» الانتخابات بالكحكة المسمومة والمسرطنة مؤكدا أن الانفجارات البسيطة «العشوائية» المتمثلة في الاحتجاجات من شأنها ان تؤدي لانفجارات كبري. أما الدكتور «شريف فياض» فأشار إلي قانون «40» يفرض قيودا جبارة علي الأحزاب السياسية ولابد علي أي حزب سياسي ان ينتهز أي فرصة النزول للشارع فالتواجد مع الجمهور في حد ذاته مكسب وقال إن المقاطعة لها شروط حتي تكون اداة ضغط علي النظام. وأضاف ان الحركات السياسية وقتية وتعبر عن مشاكل بعينها ولكنها ليس لها برنامج سياسي أو رؤية سياسية واحيانا يسكت عنها النظام لتفريغ الغضب الشعبي. ودعا «محمد أمين» إلي ضرورة التنسيق والتحالف مع الاحزاب الاخري وان يقف التجمع والوفد جنبا الي جنب. بينما أكدت «حنان سليمان» ضرورة تحديث اللغة والخطاب السياسي ليتناسب مع المرحلة وذكرت ان الانتخابات مهمة جدا بشرط توفرها في مجتمع أكثر واقعية واكثر شفافية.