هذه المجموعة القصصية، تدخلنا بصورة مباشرة إلي ما يسمي بأدب الومضة، ويبدو أن الحركة الأدبية ظلت تطور هذا النوع الأدبي الخاص حتي وصلنا لقصيدة وقصة الومضة، وهذا موجود في الأدب الأوروبي، ولفترة طويلة بدأ الشعر يتسيد الموقف ثم قفزت القصة الأبجرامية بهذه الرؤية تحدث د. حسام عقل عن المجموعة القصصية، أشبه بمحارب للقاص زكريا صبح، وقد بدأ بها الندوة التي أقيمت مؤخرا بقاعة الندوات بالمجلس الأعلي للثقافة وأدارها الناقد والمترجم ربيع مفتاح، وشارك فيها نخبة من النقاد. وفي رؤية ثانية للمجموعة، أكد الأديب والناقد محمد قطب، أن هذه النصوص التي كتبها «صبح»، مكثفة جدا، وتوحي بأن ثمة إيقاع ما موجود في ثنايا التركيب اللغوي، وهذا التناول اللغوي ينطوي علي مفارقة، تأتي من جسم الحدث الصغير وأعتقد أن العبء الأساسي في هذه النصوص يلقي علي القارئ الذي اكتسب مهارة في التأويل، وكان علي دراية ما بقواعد لعبة السرد وهو القادر علي أن يفك الدلالة في هذه النصوص وأقول إن هذه النصوص علي الحافة من القصيدة النثرية وثمة تماهي ما بين الاثنين، التكوين اللغوي، واللغة الجمالية تعرب هذه النصوص من الشعر ومن خصائص التكوين الدلالي عند زكريا السخرية، الناس اكتشفوا أن المسحراتي اختفي، بما يفسرون اختفاءه وأحد قال.. لأنه يقرع الطبول وهنا الدلالة تعلق علي حدث سياسي كبير. وفي مداخلة للناقد والمترجم ربيع مفتاح أفاد بأن، هذا النوع الأدبي اختلفت فيه الآراء، فالبعض يعتبره حديثا لا يتجاوز عمره ربع القرن من الزمان، والبعض يعتبره متجذرا في التراث من خلال كتابات الجاحظ والبشيهي «المستطرف من كل مستظرف»، ونري أن البعض يهرب إلي كتابه هذا الجنس الأدبي كنوع من الاستسهال كما يهرب البعض إلي كتابة قصيدة النثر، ليس من واقع التمكن ولكن هروبا من قيود الوزن والقافية وتتسم القصة القصيرة جدا «القدرة علي الاختزال» الحدث المتنامي عمق الفكرة، النهاية المفاجئة «المفارقة» التدمير، الحذف الفني ومن رواد هذا النوع من القص الكاتب السوري «زكريا تامر» وبالنسبة لكتابنا اليوم «أشبه بمحارب» عبارة عن 77 قصة قصيرة جدا نجد أنه ليس كل المجموعة تدخل ضمن إطار القصة القصيرة جدا، ففيها الخاطرة وفيها الخبر، وفيها الحكمة وفيها الطرفة. وفي رؤية ثالثة للأديب والناقد نبيل عبدالحميد حول المجموعة قال إنه يختلف مع ما قيل عن أنها نصوص مكثفة وصغيرة في الوقت نفسه، أشبه بمحارب هي جرعة دسمة سواء قبلتها بدمنا أو بتخوف، ومن أجمل القصص التي أعجبتني قصة موقف ص24 ففيها الحبكة والبناء القصصي المحكم، وقد استطاع الكاتب أن يوجد نوعا من المشاركة الوجدانية بينه وبين القارئ.