فرح شعبي.. ناس وهيصة.. ضجيج .. ضوضاء .. كهارب.. زغاريد.. شربات.. تصفيق.. دخان أزرق وأبيض, قارورة خمر محلي وأطباق من الترمس .. خليط من البشر.. عمال.. بلطجية .. صنايعية.. طلبة .. حرامية.. مخبرون.. موظفون.. أطفال.. نسوة يختبئن في النوافذ يرقبن باستحياء.. راقصة تتلوى من الألم أو ترقص علي رتم صاخب.. حبايب العريس يلتفون حوله.. ملح يتناثر في الهواء.. ورد يفترش الأرض .. الجدعان.. شريرم الشيمبرم ناو.. فجأة يصمت كل شيء ليقتحم المكان صوت “عُبَدْ الورد” (يا ناس قتيل الغرام مقتول وساح دمه.. يا حزن أهله عليه يا طول عياط أمه.. كان قبل ما بيحب ورد أحمر وبنشمه.. العشق خلاه دبل واصفر ياعيني.. أمتى الحبيب يرحمه ويبوسه ويضمه .. ياليل يااااا لليل يا عين.. يا نجف بنور يا سيد العرسان ..يا قمر ومنور على الخلان .. آه يا.. نجف آه يا نجف .. حلو يا نجف) إنه محمود عبدالعزيز أشهر من غنَّى في أفراح الأغنياء والبسطاء.. ارتدى الأسموكين والردنجوت .. الطاقية والجلباب .. الأوفرول، وغني للصفوة والصعاليك، امتزجت أغانيه بالفرحة وأشاعت جوًا من البهجة (يا بلحة وخالية النوي حلاوتكم وأنتم سوا.. يا نقاوة خالية من العطب.. سلم يمين اللي خطب).. إنه واحد ممن حفروا أسماءهم في وجدان المهمشين الذي كان صوته بلسم لآلامهم، فتحلقوا حوله وبادلوه الغناء (يام الملاية معطرة حلوة يا خفة وسكرة.. الحشمة باينة في مشيتك والدنيا بيكي منورة) .. عبدالعزيز محمود صوت طاف علي المقاهي والمصانع والأسواق ليستقي ألحانه وكلمات أغانيه، واستطاع أن يعبر عن آلام المجروحين ويطيب خاطرهم، أذرف دموعًا علي الحياري، وتنهد ولعًا على فرصهم الضائعة (لمين هواك ولمين نجواك يااللي القلوب تتمنى رضاك)، وربما توسل في ليالي السهد النجوم أن تمهلهم بريقًا من الأمل لتجارب جديدة. مع بشارات الصباح تفرش أغانيه الطريق للساعين لأرزاقهم، من نجارين، حدادين، بنايين، سباكين، تاكسجية، صيادين، باعة متجولين، ومع الغروب ينتظرهم في جلسات السمر ليخفف عنهم وطأة الحياة ومشاقها.. يلتفون حوله ويحتمون بحنين الكلمات التي تخترق أجسامهم التعبة فتزيل الإرهاق.. يامزوق ياورد فى عود والعود استوى والكحل فى عينيك السود جلاب الهوى الشفة دى ورد الكاس واللولى عليه حراس دا يبوس دا ودا ينباس جلاب الهوى فى جبينك حجاب مسحور لو شافه القمر مايدور يستكفه بنورك نور جلاب الهوى ياعينى جلاب الهوى هو .. عبدالعزيز محمود عبدالعال الخناجري (17 أكتوبر 1914- 25 أغسطس 1991) ولد في قرية الخناجرة في محافظة سوهاج بصعيد مصر، فقد والده وهو في سن مبكرة, كانت أولي معاركه في الحياة معارضة أهله في ممارسة الغناء, فلم يجد غير الرحيل إلي بورسعيد لينتقل من الوادي الضيق شحيح الفرص والامكانات المحدودة إلي براح البحر حيث لا سقف للطموح, وهناك استطاع أن يملأ رئتيه بالهواء فخرج صوته جميلًا يملأ حياة من يحيطون به بهجة, لم يكن الأمر هينًا في البداية, تكبد إزاء قرار سفره من بلدته كثيرًا من المشاق والمعاناة حتي التحق بالعمل في وظيفة ميكانيكي لمراكب الصيد وهو في السادسة عشرة من عمره في شركة شل الانكليزية إلى أن أصيب بكسر في إحدى ساقيه، فاستغنت عنه الشركة, في ذلك الوقت لم يتوقف عن الغناء وظل يمارسه في جلسات السمر بين الأصدقاء والمعارف, اتسعت دائرة الغناء لتشمل الأفراح والموالد والمناسبات المختلفة, وذاع صيت الشاب في كل الأرجاء.. صوت جميل تتكشف حلاوته مع الكلمات الأولي. يا اسمر يا جميل آه ياسمارة أنت أمارة من السما جية يابو الخلاخيل ياللى كعابك فوق قبقابك ورد فى ميه يابو المنديل اويا في اويا دخت ياخويا سمى عليا ساعة ما بشوف العود طارح بفضل سارح قول يجى جمعة والعود ملفوف حتة لفة على روح خفة زى الشمعة لو ما فيها كسوف كنت اندهالك قدام أهلك لولا السمعة في عام 1937 اعجب رئيس قسم الموسيقي بالإذاعة المصرية الموسيقار مدحت عاصم بصوت عبدالعزيز محمود وطلب منه الحضور إلى مصر؛ لكي يجتاز اختبار الأصوات، وبالفعل تقدم للاختبار بأغنية “النار عايز تلعب بيها” واستطاع أن يجتاز الامتحان ويُعتمد “مطرب”, ويصل أجره إلى أربعة جنيهات عن الحلقة الواحدة المكونة من وصلتين. كتب عبدالعزيز محمود كلمات أكثر من 30 أغنية من الأغانى ولحنها بالإضافة لهذه الاغانى كتب لنفسه أيضًا كلمات أغانى الفرانكو آراب الأربعة مازجًا فى كلماتها لغات مختلفة، كما قدم مؤلفات غنائية أخرى كان منها صحيح يا مجربين الحب له علامة / البنت الحلوة ماريكا / أنت فين يا نجيه / أيام من عمري / آه من برة وبلاد برة / لوليتا / بعت مرة واسأل مرة / بيج بن ماتخليش حد يون / تعاليلى يا بطة / يابن الناس حرام تشغل قلوب / يالايم كفاية لوم / يا مروحين البلد / حبيبي ياللى / حسن يا حسن / حبيب قلبي واحشني / حليمة يا حليمة / ادلع يا قمر / يامزيكا / سليمي / كل البنات في بلاد بره / كان مالك بس ومالي / لأ يا نينة / يابن الناس مقدرش أدارى حبك / هاتو الحمام / ناري يانارى من رمش الاسمرانى / ورد وفل ويا سمين. كما قام عبدالعزيز محمود بالتلحين لعدد كبير من نجوم الغناء مثل شفيق جلال الذي قدم له (باقي دقيقة) (ماتهونشي عليا- وإن فات عليك الهوى- ياللي إنت قلبك) وفايزة أحمد (من الريح ماتنام – هذه القمرة وإسماعيل يس (ع الدور التانى) ونجاح سلام (انتى فين يا ختى) ونجاة (وقالت له وقال لها – يا مظلومين بالقوي) وهدى سلطان (خلاص يا دنيا – وأنا إنت – يا تاكسي الغرام) وسعاد مكاوي (كعبه محنى وكفه محنى- حلوين قوي غاليين قوى – أصبر ياقلبي – ياألف ليلة – يا قلبي ليه كل دا). أحدثت أعمال عباس كامل نقلة كبيرة في مسيرة عبدالعزيز محمود الفنية والغنائية, قبل التعامل معه كان حصيلة أعماله 19 فيلمًا سينمائيًّا اقتصر دوره علي أداء أغنية أو من خلال صوته أو ألحانه دون ظهوره, وكان يتمتع بشهرة كبيرة كمطرب يملك صوتًا جميلًا يحتل مكانة مرموقة وسط المطربين, وكان ذائع الصيت تتسابق عليه البيوتات الكبيرة في مناسباتها, لكنه كان محصورًا سينمائيًّا وفي أضيق الحدود, ولم يكن مطروحًا أن يحتل اسمه أفيشات الأفلام ويتصدر البطولة في العديد منها, وألا كان فعلها الآخرون, لكن “عباس كامل” استطاع أن يكشف عن لألئه ويبرزها ويدرك حسه الشعبي ويطور من أدائه التمثيلي في تجسيد أدوار تتوافق مع إمكاناته الشكلية والصوتية, ويقدمه في أفلام (منديل الحلو – اسمر وجميل- شباك حبيبي – المقدر والمكتوب- خد الجميل- عروسة المولد) هي الأشهر في تاريخه السينمائي. وقدم عبدالعزيز محمود أروع أغانيه، والتي ظلت محفورة في وجدان جماهيره مثل “شبشب الهنا قلوبنا فرشتك.. يا ريتني كنت أنا ووقعت وقعتك” وأغنية “منديله الحلو يا منديله علي دقة قلبيه باغنييله .. يا سيد المناديل محلاك يا جميل”, وفي “أسمر وجميل” وهو يغني “ياللي عندك جزمة دايبة في حب رجلك من سنة عشرين.. ياللي عندك بنطلون شاركك في عمرك من سنين وشهور”. يبدأ العمل السينمائي بفيلم “عريس الهنا”1944 وهذا الفيلم غير متاح, وهناك فيلم لمحمد عوض يحمل نفس الاسم عام 1974, والفيلم الثاني “وحيدة”1944 وهو أيضًا غير متاح, وللمصادفة هناك فيلم يحمل نفس الاسم عام 1961 لمريم فخرالدين, ثم “راوية” 1946 وفي هذا الفيلم يظهر بصورته لأول مرة من خلال أغنية “علي عيني”, و”أول نظرة” وقد ذكر في بعض المراجع الفنية أنه شارك في الفيلم علي خلاف الواقع, فلم يظهر صوته أو صورته أو اسمه علي الأفيش, و”ثمرة الجريمة” 1947 غير متاح, وكذلك “التضحية الكبري” 1947 و”المتشردة” و”كلام الناس” و”السجينة 17″ و”أرواح هائمة” و”البوسطجي” وهناك فيلم شهير يحمل نفس الاسم 1968 لشكري سرحان, و”فتنة” و”الحلقة المفقودة” في نفس العام, أما فيلم “المنتقم” لصلاح أبو سيف, وهذا الفيلم اقتبست منه أحداث فيلم “الشموع السوداء” لحسين كمال, أما فيلم “كل بيت وله راجل” قدم أغنية “يا بياعين الفرح” وهي مهداة لأسرة الفيلم, وفي فيلم “خلود” قدم أغنية “يا لابسة الطرحة”. كانت طلته في فيلم “قلبى دليلى” لأنور وجدي وليلي مراد من أشهر الطلات التي ظهر بها مطرب في السينما, من خلال أغنية يا نجف بنور, وفي “سلطانة الصحراء” قدم أغنية “الليلة الليلة”, وقدم أغنية “يا نور عيني” والأغنية لها علاقة بالسياق الدرامي للفيلم حيث تواسي بطلة الفيلم علي مصابها الأليم, والفيلم اقتبس منه فيلم الشموع السوداء الذي قام ببطولته صالح سليم ونجاة ومن إخراج عزالدين ذوالفقار عام 1962, وفي فيلم “الستات عفاريت” قدم أغنية “فتانة يا سلام” وصاحبته بالرقص الراقصة زوزو محمد, أما فيلم “فوق السحاب” قدم ثلاث أغنيات: اتهنى يا عريس- ويا خالق الكون- بتكرهيه, ومع عزالدين ذوالفقار في فيلم “خلود ” شارك بالغناء, وفي فيلم “فتنة” شارك في الغناء امام كاميليا, ثم شارك بالغناء في فيلم “الحلقة المفقودة – كلام الناس) أما فيلم “ست البيت” لفاتن حمامة وعماد حمدي فيقدم اثنين من أجمل أغانيه وهما يا ليل يابو الليالي- ويامزوق يا ورد في عوده, والفيلم كان من إخراح أحمد كامل مرسي. كما شارك في فيلم “السجينة 17” وكان معه المطربة دريه أحمد والمطربة جيهان وقام ببطولة الفيلم مارى كوينى وكاميليا ونجمة إبراهيم وروحية خالد والراقصة هدى شمس الدين ومن إخراج عمر جميعى, ثم “أرواح هائمة” وشارك بالغناء أمام كاميليا وسليمان عزيز ولولا صدقى وأحمد علام ونادية السبع وعبدالعليم خطاب وعبدالمجيد شكرى ومن إخراج كمال بركات, ثم فيلم “كل بيت وله راجل” وقدم أغنيتين هما “حمدلله علي السلامة ويا بياعين الفرح”, الفيلم بطولة فاتن حمامة وأمينة رزق ومحمود المليجي, أما في فيلم “سر الأميرة” فقدم عبدالعزيز محمود أغنيتين هما “حلاوة والنبي ثم اتنين اتنين يا جمالهم”, وفي فيلم “لهاليبو” قد أوبريت “ألف ليلة وليلة”. البطولة الأولى كانت من خلال فيلم “منديل الحلو” أمام تحية كاريوكا, ثم جاء فيلم “مكانش علي البال” وغنى مع راقية إبراهيم في أوبريت “الربيع والحب”, شارك بصوته فقط ولم تظهر صورته بل ظهر شخص آخر والغريب أن هذا الشخص كان الفنان عادل أدهم في أول ظهور سينمائي له. وبعد ذلك قدم أغنية في فيلم “البطل” استكتش “الزفة” مع رقص تحية كاريوكا. في فيلم “ساعة لقلبك” قدم أغنية “نهار أبيض”, أما في فيلم “امرأة من نار” فغني مجموعة من الأغنيات. ثم جاءت بطولة فيلم “أسمر وجميل” أمام سامية جمال وسعاد مكاوى ومحمود شكوكو ومحمد البكار, تلاه فيلم “شباك حبيبى” أمام أنور وجدي ونور الهدي ومحمود شكوكو وعبدالفتاح القصرى وثريا فخرى, ثم بطولة فيلم “وهيبة ملكة الغجر” أمام كوكا ومحمود شكوكو, من إخراج نيازى مصطفى. ثم يأتي أول إنتاجه أمام سامية جمال مرة أخرى في فيلم “خد الجميل” وشاركهم البطولة سعاد مكاوى ومحمود شكوكو وزمرده وحسن فايق ومارى منيب. ثم يأتي فيلم “جنة ونار” أمام نعيمة عاكف وشكرى سرحان وعبدالغنى النجدى وسيد المغربى وعبدالسلام النابلسى ووداد حمدى وأحمد علام , وقد شارك عبدالعزيز محمود في إنتاج الفيلم مع المخرج حسين فوزى, والفيلم يحكي عن (نانسي) فتاة فقيرة تعمل راقصة في أحد الملاهي الليلية لكي تعول أخواتها الست، ولايعطف عليها سوى جارها المطرب (عبدالحق). تتعرف إلى المليونير (معروف)؛ الذي يعيش في قصره كالسجين بسبب سيطرة زوج ابنته (قاسم) الجشع عليه من أجل أمواله، فيغدق عليها (معروف) بالهدايا والمال ويحبها، فيثور (عبدالحق) عندما يعرف في البداية، ثم يقنعه أهل الحارة أن يضحي من أجل سعادتها، ولكي تستطيع تربية أخوتها الست. والفيلم لا يعرض كثيرًا, ويعد من أجمل أفلامه. في فيلم “المقدر والمكتوب” لعب البطولة أمام شريفه ماهر وسعاد مكاوى وعمر الجيزاوى والراقصات هدى شمس الدين وكيتى من إخراج عباس كامل, وبعد ذلك فيلم “تاكسي الغرام” أمام هدي سلطان ومحمود المليجي وحسن فايق وزينات صدقى وعبدالسلام النابلسى وإخرجه نيازي مصطفي, بعد عرض الفيلم دأب سائقو التاكسي علي و ضع عبارة “تاكسي الغرام” علي سياراتهم من الخلف. أمام النجمة الجديدة نوال قدم عبد العزيز محمود فيلم “علشان عيونك” وقدم في هذا الفيلم بعضًا من أغنياته المشهورة (ادلع يا قمر -عشان عيونك – وحياة محبتك – الصبر يا قلبى- الدنيا فيها المنى – خايف يا قلبى والفيلم من إخراج أحمد بدرخان. وكان آخر ظهور له علي الشاشة من خلال فيلم “بياضه” بطولة رشدي أباظة ويسرا وظهر كضيف شرف والفيلم إنتاج 1980 للمخرج أحمد ثروت وقدم في الفيلم أغنية علي شوق الشوق. تحتاج أعمال عبدالعزيز محمود الغنائية دراسة أكاديمية من المتخصصين في الموسيقي للكشف عن سماتها الخاصة والتجديد الذي كان يطرأ عليها من وقت لآخر, خصوصا أن محمد عبدالوهاب كانت له شهادة في أعمال عبد العزيز محمود الموسيقية حيث قال إنه واحد من المتجددين, كما أنه من افضل من استخدم الكورال في أغانيه التي قدمها عبر مشواره الفني. وجهت له الإذاعة البريطانية BBC القسم العربي، الدعوة لزيارتها في لندن لتقديم مجموعة من المقطوعات الموسيقية الرائعة، لشهرته بإنتاج المقطوعات الموسيقية الخفيفة وأغانيه “الفرانكوآراب”، وتعاقدت معه، حيث سجل ثماني مقطوعات موسيقية في مقدمتها “لوليتا”، واستضافة التليفزيون البريطاني ليتحدث عن أغنياته في البرنامج التليفزيوني الشهير حينها “العالم في الليل”. تزوج عبدالعزيز محمود المرة الأولى من خارج الوسط الفني بينما الزيجات الأربع الأخرى من فنانات اعتدال شاهين وبرلنتي نجيب وراقصة لبنانية وأخيرًا فوزية إبراهيم وله من الأولاد 7 أبناء حشمت وهشام وولاء وعزة وهدى ونهاد وهويدا. أثناء فترة مرضه والتي بلغت 6 سنوات لم يلق عبدالعزيز محمود من وسائل الإعلام سوي التجاهل والنكران لتاريخه الطويل, وقد كان لهذا الأمر أثره السيء, وفي الوقت الذي أرسلت له النقابة خطاب بالفصل لعدم سداده الاشتراك السنوي اشاعت بأنها تكفلت بعلاجه وكان محض كذب وافتراء. تميز عبدالعزيز محمود بأغنياته الشعبية التي اقتربت من الناس واستطاعت أن تعبر عنهم.. وبصوته المنغم الجميل الذي يضفي حلاوة علي الكلمات, إضافة لبشاشة ملامحه وثغره الباسم المتفائل.. ستظل أعماله في وجدان الأجيال عبر سنوات مضت وأخري قادمة.. لم ينته شريط البهجة .. فمازالت أسطوانة الخلود تدور وتصدح بأنغام جميلة وألحان شجية.. لم يُغيِّب الموت الصوت الذي راح يكشف في دواخلنا عن المعاني الحلوة.. سيظل عبدالعزيز محمود حالة إنسانية شديدة التميز لأنها لم تستسلم لظروفها الصعبة وواصلت السعي بالجهد والتعب لتنجو بنفسها إلي آفاق من السعادة لم تبخل بها عليها جماهيرها.
