انتقد العديد من الكتاب والمثقفين، معظم الاعمال الدرامية التى تعرض على شاشات الفضائيات خلال شهر رمضان الكريم، واكد الكتاب ان القصص الدرامية اصبحت بلا جدوى وبلا هدف على عكس ما كان يعرض فى خمسينيات وستينات القرن الماضي رغم عدم ضخامة الانتاج فى هذا الزمن مقارنة بالوقت الحاضر. ورأى الكتاب ان الألفاظ والمشاهد المسيئة غير مناسبة مع شهر رمضان الكريم، وتسهم فى فى خلخلة القيم المجتمعية، معتبرين ان " الانفلات " ليس فى صالح احد ويعود بالسلب على افراد المجتمع. وطالب عدد من نواب البرلمان بضرورة صياغة ميثاق شرف يحكم العملية الدرامية العام المقبل للحد من التجاوزات التى شهدها السوق الدرامى خلال العام الجارى. يري د.مصطفى النشار " استاذ الفلسفة بجامعة القاهرة " ان المسلسلات الجادة اصبحت محدودة على الرغم من اهميتها، وكثرت مسلسلات " الخزعبلات والدجل والشعوذة " وهذا غير مطلوب فى ظل الدعوه للعقلانية والتفكير النقدي. واضاف ان التسابق فى عرض المسلسلات خلال الشهر الكريم " شغل إعلانات " ويجب ان تكون المسلسلات طوال السنة حتى لا يتم تفريغ هذا الشهر من مضمونه والبعد عن العبادة والتقرب من المولي عز وجل بالاعمال الصالحة. لافتاً الى اننا نفتقد للمسلسلات الدينية الهادفة، بالاضافة الى اننا لم نعد نستهدف من العمل الفني ما هو لصالح المجتمع وغرس قيم التقدم وإتقان العمل واصبح العرض لمجرد العرض وفضح الظواهر السلبية فى المجتمع. مشيراً الى ان دور الدراما فى هذا التوقيت الحرج الذى تمر به البلاد يجب ان تحض على المواطنة وحب الوطن وتبرز بطولات الشهداء وإعمال العقل فى الحياه الاجتماعية والسياسية وتحض على العمل والجدية والاتقان. تكلفة الإنتاج الدرامي وقال د. حسن على " استاذ الاعلام بجامعة المنيا ورئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء" ان الجمعية رصدت العديد من المؤشرات بالدراما المصرية هذا العام من ابرزها زيادة تكلفة الانتاج الدرامي بشكل مبالغ فى ظل غلاء الاسعار، بما إنعكس ذلك على اجور الممثلين والاجهزة واماكن التصوير. مضيفاً ان إعلانات " الشحاته " مازالت مستمره للعام الرابع على التوالى وتوظيف الاطفال بها يخالف كل القواعد والاخلاقيات، ولا يليق بدولة مثل مصر. لافتاً الى وجود غياب تام للدراما التاريخية والدينية فى معظم الفضائيات العربيه، وهناك ثلاثه اعمال تاريخية مهمة لا تعرض على شاشات التليفزيون المصري منها صقر قريش وصلاح الدين الايوبي. تزييف للتاريخ وانتقد د.جمال شقره " استاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس" مسلسل ( الجماعه 2 ) ويري ان الكاتب وحيد حامد استند الى مراجع اخوانية ولم يعد للوثائق المؤرخة التى كتبها كتاب التاريخ، وذكر ان هذا المسلسل به العديد من الاخطاء ابرزها ان السياق العام الذي كتبت فيه الحلقات يشير الى دور مهم لجماعة الاخوان المسلمين وان هناك علاقة تصل لحد التبعية بين الضباط الاحرار والجماعة وهذا خطأ تاريخي. واضاف ان الدراما باتت دراما " مُسيسة "وتزيف التاريخ وتؤثر بالسلب على ذاكرة الامة، واوضح ان معظم كتاب الدراما التاريخية لا يفهموا قواعد الكتابة التاريخية وفى ذات الوقت لا يطالبون بالاستعانة بالجمعية المصرية للدراسات التاريخية لتقديم النصيحة وتوضيح الصورة. لافتاً الى ان الدراما اصبحت محصورة فى مشاهد المخدرات والخيانة والغيبيات، متسائلاً : لصالح من المساهمة فى تغييب عقل الشباب وإشغالهم بالجن والدجل؟!. مؤكداً ضرورة ان تعمل الدراما على تبصير الشباب بالتحديات التى تواجهها مصر على المستويين الداخلي والخارجي، ويجب ان تناقش قضايا تربوية وتوجيهية هادفة، فضلا عن مواجهة انحرافات الشباب والغزو الفكري الذي يستهدف شبابنا. وقال محمد جبريل " روائي وكاتب" ان الاعلام مقصر فى الرقابة على ما يحدث فى قنوات التليفزيون العامة والخاصة، وكنا ننتظر شهر رمضان لإحياء القيم الاخلاقية والانسانية التى تبقى اثرا ايجابيا فى الانسان والمجتمع، ولكن فى السنوات الاخيرة اصبحت المشاهد المبتذلة والالفاظ الخارجة تسيطر على المشهد والدراما.